عبدالله الصعفاني -
أريد التصفيق للقول بأن اللجنة الفنية للحوار الوطني قطعت (95%) من مهمتها، لكن اليد ترفض الوقوع على الأخرى بالباطل.
۹ ومع أن المواطن اليمني كائن حي مصفق وترجع اليه براءة اختراع المثل «مَن تزوج أمنّا سميّناه عمّنا».. إلاّ أن كثيراً من الأمور التي يدعوننا فيها إلى التصفيق تتحول الى صورة من صور التثاؤب.
۹ بذمتكم كيف تكون اللجنة الفنية للحوار قد أكملت ما نسبته (95%) من مهامها ونحن حتى اللحظة لا نعرف كم قوام مؤتمر الحوار ومن هي الجهات والفئات /المكونات التي ستدخل المؤتمر، فضلاً عما هو السقف المفتوح للحوار؟
۹ وإذا سلّمنا بأن الاتفاق على مخصصات العاملين في اللجنة ومناقشة النظام الداخلي إنجاز يستحق كل هذه النسبة.. فما الذي تعنيه نسبة الخمسة في المائة التي تمثل عائقاً أمام البدء بالحوار في الزمن المحدد؟
۹ وأنا كغيري من المواطنين ليس عندي رغبة في القذف بالتلفزيون من النافذة أثناء نشرة الاخبار، لكننا بالفعل نحتاج لمن يساعدنا بأن لا نكون مجرد مستقبلين فاشلين أو هاربين الى برامج التسلية والمصارعة الحرة.
۹ نريد معلومات حقيقية وجادة لا يختطفها الواقع.. ونريد لهذا التعصب الحزبي والمذهبي والمناطقي أن يتوارى مفسحاً الطريق أمام الحوار.. كفاية أحقاد، وكفاية كيداً ومشاكسة.. وتعالوا الى حوار متفق على قوام أعضائه.. حوار مسنود على نظرة متكاملة تراعي الاعتبار الاجتماعي والتحديات الامنية والاقتصادية.
۹ ثم أمّا بعد:
لا داعي لكل هذه الحيرة.. فالشائك والملتبس والمعاند قابل للتطويع بشيء من تفعيل إرادة الصدق والخوف من الله.. وحينها فقط سنجد أنفسنا أمام واقع غير ممزق.. واقع نتداول فيه السلطة بنزاهة ورشد.. جناحه الأول الديمقراطية والحريات والإعلام المستنير.. والثاني العدالة الاجتماعية غير المكبلة بأقطاب الوجاهة والنفوذ.