عبدالله الصعفاني -
اسمحوا بأن أمدد رجليَّ أمام الثقة ولا أبالي من أن تلتصق بي تهمة التشاؤم، ذلك لأننا نعيش هذه الفترة شهوراً من توالد وتنامي المشاريع الصغيرة.
تمنَّينا حركة العامين العميقة ان تفتح نافذة على الأمل.. قواعدها السير باتجاه قادم أفضل، لكن الحركة - كما يقول الواقع - محفوفة بالمخاطر، حيث تكبر أزمات الثقة بين الفرد والفرد.. بين الحزب والحزب.. بين التكتل أو التحالف وبين بعضه.. وداخل المشهد تتكاثر المناقر الحديدية وتتوالد الأزمات تبعاً لتعدد الأهواء الشخصية الغارقة في سوء التقدير.
ودائماً نجد سبب مشاكلنا الجديدة هو ذات السبب القديم المتمثل في سباقنا على أن نقول ما لا نفعل ونفعل ما ننكره في الواقع.
كانت عندنا حقوق مطلبية للجنوبيين، فإذا بها تتحول الى قضية جنوبية.. فواتيرها المراوحة بين حُمّى الفيدرالية والموت بفك الارتباط.. وكانت عندنا قضية ترديد الشعار الحوثي داخل الجامع الكبير بصنعاء القديمة، فإذا القضية تتعمق وتتسع بما يوسّع الخرق على الراقع.
وكانت عندنا قاعدة، فتم تعزيز القاعدة بأنصار الشريعة لتدخل على رأس المشهد اللجان الشعبية التي صارت لها صولات وجولات لا تلغي السؤال الخطير: وأين ستكون هذه اللجان عندما يتحقق الحضور الافتراضي للدولة؟
كل شيء عندنا يكبر على طريقة جبل الثلج بسبب هذا الإحساس النخبوي لمسؤولين لا يرون أنهم يسكنون وطناً، وإنما يعيشون في مطار انتظاراً لرحلة جوية لن تتأخر.. بينما الحقيقة أن الكل يتسابق على إهدار دم وطن وتفريق مسؤولية هذا الدم بين القبائل.
ويا مربع.. لا تبشر بطول سلامة إذا تنامت قوة حركات التسلح والنفوذ والضغط والتفجير خصماً من الرصيد المتآكل للدولة.
يا مربع.. لا تتفاءل وسط حروب إعادة تشكيل المصالح من جديد.. لا تتفاءل فنحن أمام مهزلة حقيقية تطفح بالأخطار.