يحيى علي نوري - كعادته يحرص المؤتمر الشعبي العام وفي اطار خطة تحركه السياسي والتنظيمي على تسجيل قصب السبق في التعاطي النوعي مع القضايا الوطنية وبصورة لافتة تؤكد عظمة حيويته وفاعليته السياسية وبأساليب وطرق ديمقراطية تعزز دوماً من نهجه الديمقراطي سواء أكان ذلك على الصعيدين الوطني او الداخلي المرتبط بحياته الداخلية كتنظيم سياسي كبير.
< كعادته يحرص المؤتمر الشعبي العام وفي اطار خطة تحركه السياسي والتنظيمي على تسجيل قصب السبق في التعاطي النوعي مع القضايا الوطنية وبصورة لافتة تؤكد عظمة حيويته وفاعليته السياسية وبأساليب وطرق ديمقراطية تعزز دوماً من نهجه الديمقراطي سواء أكان ذلك على الصعيدين الوطني او الداخلي المرتبط بحياته الداخلية كتنظيم سياسي كبير.
حيث نجد المؤتمر هذه الأيام يسجل لقواعده وقياداته وكوادره قصب السبق عن سائر اعضاء الاحزاب والتنظيمات السياسية في اجراء حوار تمهيدي حول مختلف القضايا والموضوعات المرتبطة بعملية الحوار الوطني الشامل من خلال تواصل اللقاءات التشاورية التي ينظمها لقياداته القاعدية ويكرسها لحوار داخلي مسئول يستشرف من خلاله آراء وتصورات وأفكار قواعده ازاء قضايا الحوار ويشكل من خلالها رؤيته الشاملة في اطار من المشاركة الفاعلة لقواعده في صنع قراره وموقفه ازاء مجمل القضايا المرتبطة بالشأن الوطني.
هجمة شرسة
ولكون المؤتمر الشعبي العام وفي كل اجتراح جديد يقوم به في تحقيق سبق جديد يميزه عن الآخرين، يواجه حملات اعلامية هستيرية تحاول عبثاً التشويش على توجهاته وتشويه الأهداف والتطلعات التي يحاول بلوغها فإن لقاءاته التشاورية قد ووجهت بهجمة اعلامية شرسة هدفت الى تصويرها بمثابة عملية انفصال للقواعد وخاصة في المحافظات الجنوبية عن المؤتمر الشعبي العام او بكونها تعبيراً عن حالة تذمر وسخط على قيادة المؤتمر الشعبي العام وعدم الرضا بتوجهاته السياسية والتنظيمية.إلا ان هذه الحملة الشرسة سرعان ما تلاشت بمجرد انعقاد اللقاءات وما شابها من روح ديمقراطية وشفافية عالية والتي اكدت حيوية وفاعلية المؤتمر وقدرته على التعامل مع التحديات الماثلة أمام الوطن بمسئولية والماثلة أمامه كتنظيم سياسي كبير جُبل على تحمل.
ثمرة اللقاءات
لقد كان من الطبيعي ان تخرج اللقاءات التي تم انعقادها حتى اليوم بمشاركة (9) محافظات عقدت في كل من عدن وأمانة العاصمة والمكلا وبرؤى وتصورات تتفق مع عظمة ما يزخر به المؤتمر الشعبي العام من قدرات وكفاءات عالية في التخصص والمهنية في العديد من الجوانب والأصعدة، وان تكون بمثابة محطة مؤتمرية مهمة على طريق الحوار الوطني الشامل، وكل هذه التصورات تم بلوغها بدرجة عالية من الممارسة الديمقراطية المتجردة من السيطرة المركزية الحزبية حيث تم انعقاد هذه اللقاءات دون وجود أية تدخلات من قبل قيادات المؤتمر، وان حضرت هذه اللقاءات فإن حضورها كان هدفه الاول والاخير الاصغاء والاستماع لكافة الاطروحات والآراء والتصورات التي تدافعت الكوادر المؤتمرية الى الادلاء بها في اطار مناقشتها للقضايا الملحة.. الأمر الذي أكسب اللقاءات التشاورية حالة من الزخم الكبير في تقديم رؤى وتصورات شملت جميع الموضوعات المرتقب مناقشتها في اطار الحوار الوطني الشامل سواء أكان ذلك على صعيد القضية الجنوبية او قضية صعدة او القضايا المتعلقة ببناء الدولة وطبيعة مؤسساتها.. الخ..وعلاوة على ذلك فإن هذه اللقاءات كانت مناسبة ايضاً لمناقشة القضايا المرتبطة بخطة التحرك السياسي والتنظيمي للمؤتمر الشعبي العام ومشكلاته العالقة التي تعتور سير ادائه وحاجته الماسة الى معالجتها والتي تحول دون سيره بخطوات أكثر ثقة باتجاه التعامل مع التحديات القادمة والتي تتطلب تفعيل كافة مسارات العملية التنظيمية وايقاف حالة الرتابة والتقوقع التي تشوب اداء المؤتمر بين الفينة والاخرى.
كلمة الرئيس
لقد مثلت كلمة فخامة الاخ عبدربه منصور هادي- رئيس الجمهورية النائب الاول لرئيس المؤتمر الامين العام أهمية بالغة من حيث مضامينها السياسية والتنظيمية، ومن حيث كونها تمثل رسالة واضحة لكافة المشككين في وحدة القيادة السياسية والتنظيمية للمؤتمر، حيث أكدت حالة التناغم بين قياداته العليا.
حيث قدمت كلمة رئيس الجمهورية الصورة الكاملة والطبيعية لحالة الاصطفاف والتناغم بين القيادة السياسية والتنظيمية العليا وبموضوعية، وتعاملت مع قضايا وطنية ذات شأن عظيم لها علاقة بحاضر ومستقبل الوطن كما مثلت رسالة مهمة لكافة المتربصين بالمؤتمر الشعبي العام المستعدين لاستغلال اية اهتزازات في المؤتمر لتجييرها لصالح اجندتهم التي تحاول استبعاد المؤتمر من المشهد السياسي كحزب فاعل وأساسي في العملية السياسية.
وقد أثرت مضامين كلمة الرئيس اللقاءات التشاورية واكسبتها بعداً أكبر بتناولها للعديد من القضايا الوطنية وتحفيز المؤتمريين على اعطائها المزيد من جهدهم ووقتهم بل وطالبتهم كقيادات مجربة بالوقوف أمام كل القضايا المطروحة بوعي كامل وعميق وادراك لكافة الحقائق على الواقع اليمني ودون شطط وكذا ماينبغي عليهم وعلى تنظيمهم الرائد المؤتمر الشعبي العام القيام به من أجل تجاوز كافة الثغرات التي لايؤتمن من خلالها نفاذ كل ما يسيئ ويعكر صفو الحياة اليمنية ويجرها نحو اهداف اعدائها المتربصين بحاضرها ومستقبلها.ولاريب ان المناقشات المستفيضة التي شهدتها اللقاءات التشاورية وخاصة حول القضية الجنوبية وقضية صعدة قد عكست حرص المؤتمريين على الغوص في ثنايا هاتين المشكلتين خاصة وان الرؤية التي عبرت عنها كلمة فخامة الرئيس حولهما قد دفعت بالمشاركين في اللقاءات التشاورية إلى خوض مناقشات عميقة كما انها بعثت في اوساط المواطنين المتابعين لهذه اللقاءات حالة من الارتياح البالغة حتى على مستوى الشارع اليمني خاصة وان كلمة فخامته قد اكدت وبما لايدع مجالاً للشك ان قضية الجنوب سيتم معالجتها بصورة عادلة تمكن ابناء هذه المحافظات من الحصول على حقهم العادل في الثروة والسلطة كما اكدت على حلة مشكلة صعدة بأن المؤتمر الشعبي العام سيقف الى جانب مطالب ابناء صعدة وحقهم في رفض أي شكل من أشكال الظلم اياً كانت صوره ومصادره.
خلاصة :
ان ما خرجت به اللقاءات التشاورية للمؤتمر الشعبي العام قد حدد الأولويات التي ينبغي على المؤتمر القيام بها على طريق استعداداته لخوض غمار الحوار الوطني الشامل..
نتائج أكدت على ضرورة ان يوازن المؤتمر بين توجهاته الوطنية وبين ادائه الداخلي لكي تتعزز ادواره في الحياة اليمنية عموماً، كما أوصلت رسائل مهمة لعل منها دعوة الاحزاب والتنظيمات السياسية الاخرى الى السير في نفس الطريق الذي يسلكه المؤتمر في التحاور مع قواعده باعتبار هذا الحوار الداخلي سيعزز ويطور الرؤى والافكار للتعامل بموضوعية ومسئولية مع القضايا الوطنية، كما أنه يشرك قواعده في صنع القرارات المستقبلية بعيداً عن الهيمنة الشمولية التي مازالت للاسف تكتنف حياة العديد من الاحزاب وتحول دون تطورها، بل وتطور التجربة الديمقراطية اليمنية بشكل عام.
|