الميثاق نت/محمد العبسي - نصت الاتفاقية التي وقعها الهلال الأحمر القطري مع جمعية الاصلاح الخيرية على تقديم مساعدات مالية نقدية لنفقها في اغراض الرعاية والمستلزمات الطبية للجرحى, إلى جانب مساعدات أخرى تتراوح قيمتها بين مليون و400ألف دولار إلى مليونين دولار لم ترد كلمة "الثورة" في بنود اتفاقية الهلال القطري والإصلاح الخيرية واعتمدت الصيغة "جرحى الأحداث" بدلاً عن " جرحى الثورة".
قيادي في التجمع اليمني للإصلاح نفى علاقة الحزب باحتكار علاج الجرحى بمستشفى واحد ورجح أن يكون ذلك فساد أشخاص.
رئيس جراحة المخ والأعصاب بمستشفى العلوم لـ"الأولى" 3-4 حالات أدخلت لغرفة العمليات عبر طالب طب سنة رابعة ومنعتها بنفسي لأنها لم تكن تستدعي التدخل الجراحي.
محمد الخيشيني طالب سنة رابعة طب يعمل في مستشفى 48 يشخص حالات ويقترح أسماء ويقرر أجراء عمليات لا تستدعى وعندما منع رئيس قسم المخ دخوله غرفة العمليات أدخل جرحاه قسم التجميل.
بشكل مفاجئ قررت إدارة الهلال الأحمر القطرية أنهاء عمل الدكتور أيمن داؤود أردني الجنسية كممثل للهلال الأحمر القطري في المن قبل انتهاء مدة عقده على أُثر خلاف جوهري بينه وبين الدكتور محمد القباطي مدير المستشفى الميداني وأثنين من قيادات جمعية الاصلاح الخيرية.
وقال مصدر طبي مطلع طلب عدم الافصاح من هوايته في حديث خاص للأولى أن الهلال الأحمر القطري ممثلا بمندوبه في اليمن وقع اواخر أغسطس 2011 اتفاقية تعاون مع جمعية الاصلاح الخيرية ضمن سياسة دولة قطر الخارجية ودعمها المادي والمعنوي لثورات الربيع العربي وتقضي اتفاقية التعاون ان يقوم الهلال الاحمر بتقديم مساعدات مالية نقدية لننفقها في اغراض الرعاية والمستلزمات الطبية للجرحى الى جانب مساعدات طبية اخرى تتراوح قيمتها بين مليون و400 الف دولار الى مليونين دولار شهرياً واضاف المصدر الى جانب تدريب اطباء يمنيون قام فريق الهلال الاحمر القطري بإجراء عمليات جراحية للعديد من الجرحى في مستشفيات يمنية فضلاً عن توفير جراحين واستشاريين لحالات بعينيها تستوجب استقدام اطباء من الخارج وبخصوص الحالات المرضية المستعصية قام الهلال الاحمر القطري بتسفيرها الى الخارج وهي قليلة فقال يأتي هذا بعد استنفاذ كافة الخيرات الخيرية والمحلية المتاحة والتأكد من استحالة علاجها في اليمن لأسباب تقنية.
ولم ترد كلمة ثورة قط في جميع بنود الاتفاقية وكان لافتاً استخدام تعبير جرحى الاحداث وليس جرحى الثورة في اكثر من بند من بنود الاتفاقية في دلالة واضحة رغبة المنح القطرية ان تشمل الرعاية الطبية المقدمة منه جميع الجرحى من الطرفين اكانوا مواليين لنظام صالح أم ثائرين عليه جنوداً أم مدنيين على حد سوى محاولة لاستلهام روح المبادرة الخليجية كما يحمل التعبير تاكيداً ضمنياً وغير مباشر أن استخدم العنف اثناء الثورة لم يكن من طرف واحد.
ورداً على سؤالي عن سبب توقيع الهلال الأحمر القطري اتفاقية التعاون مع جمعية الاصلاح وليس مع وزارة الصحة اليمنية كجهة حكومية قال المصدر الطبي حتى المساعدات بكل دول العالم لا تخلو من أهداف سياسية هذا معروف وأضاف مبرراً وجمعية الاصلاح كبيرة ومتغلغلة في كافة أنحاء اليمن إلى جانب انهاء حاضرة بقوة في ساحة الثورة وتدير معظمها بل وتمثل التيار الاقوى والاوفى حظاً في ثورة الربيع العربي في اشارة منه الى تنظيم الاخوان المسلمين ونص البند الرابع من الاتفاقية وهو محور الخلاف على أن يتم علاج جرحى الاحداث في أربع مستشفيات خاصة قدمت خدماتها الطبية اثناء الاحداث ولديها امكانيات بشرية وتقنية عالية على مستوى الطبي وهي 1- مستشفى جامعة العلوم والتكنلوجيا
2- المستشفى اليمني الالماني
3- المستشفى الالماني الحديث
4- مستشفى آزال
غير ان ضغوطا شديدة مورست على ممثل الهلال الأحمر القطري د. أيمن داؤود طول شهور من أجل اثنائه عن تنفيذ هذا البند وعلاج جميع الجرحى في مستشفى واحد وهو مستشفى جامعة العلوم والتكنلوجيا حصراً وهذا ماحدث بالفعل قبل ان يتم الإطاحة بأيمن داؤود لدى ادارة الجمعية في قطر بالتنسيق مع طبيب مشرف قطري من أصول يمنية اسمه الدكتور صالح اليزيدي حسب قوله ولم يستبعد المصدر الطبي أن تكون جمعية الاصلاح وراء قرار أزاحة ممثل الهلال القطري خاصة وان دائرة المستفيدين من المساعدات ضاقت في التدريج فيما نصت الاتفاقية على علاج جرحى الاحداث.
جرى علاج جرحى ساحة التغير فقط بينما قضة الاتفاقية بعلاج الجرحى في اكثر من مستشفى تم احتكارهم في مستشفى واحد وهو العلوم والتكنلوجيا كما لو أنها مؤسسة استثمارية لحزب الاصلاح وفي كل الاحوال الامر شبيه بصفقة تجارية يستفيد منها طرفان مستشفى العلوم وحزب الاصلاح في حال لم يكونا شيئاً واحداً فكلما زاد عدد الجرحى كلما ارتفعت فاتورة مستشفى جامعة العلوم والتكنلوجيا محققا أيراداً اكبر من المساعدات القطرية وزاد حتى وقت قريب تجاوزت فاتورة مستشفى العلوم والتكنلوجيا 900مليون ريال كتكاليف علاجيه لجرحى الثورة والتي تدفع من حساب خاص للمساعدات القطرية تصرف بشيكات شهرية من فروع بنك قطر الوطني في شارع الزبيري حتى أن اخر شيك صرف الشهر الماضي بقيمة مليون و800 الف دولار وحاولت الصحيفة التواصل مع إدارة المستشفى للتأكد من صحة المعلومات، ولكن دون جدوى.
قيادي إصلاحي ينفي
وفي السياق نفسه نفى قيادي رفيع في التجمع اليمني للإصلاح طلب عدم ذكر اسمه كونه غير مخول بالحديث بهذا الشأن أن يكون الاصلاح كحزب قد اتخذ قراراً بهذا الخصوص مرجحاً أن يكون فساد اشخاص وجد محسوبين عليه او حتى من أعضائه.
وقال المسئول الإصلاحي لـ"لأولى" إن كانت الاتفاقية تقضي بتوزيع الجرحى على اكثر من مستشفى وبما يحقق خدمة طبية افضل لجرحى الثورة فليس من مصلحتنا كحزب ان نحصرهم في مستشفى واحد خاصة وان كثير من الناس يعتقدون خطاء أن حزب الاصلاح يملك مستشفى جامعة العلوم والتكنلوجيا بينما اكبر مساهمين في المستشفى هما اخوان ثابت وابو لحوم داعيا قيادات حزبه الى انتهاج الشفافية ونشر الاتفاقية للرأي العام.
على صعيد أخر قال عدد من جرحى الثورة وخاصة القادمين من المحافظات أن حالاتهم الصحية ساءت وتدهورت اكثر منذ دخولهم مستشفى جامعة العلوم والتكنلوجيا وأن منهم من أجريت له ثلاث إلى اربع عمليات ليخرج بعدها بحال اسوى من مما دخل الى مستشفى، ويعتقد بعض الجرحى ان تفاقم اوضاعهم الصحية كانت نتيجة اخطاء طبية، سنتحدث عن الحالات وأسماء الجرحى بالتفاصيل لاحقاً.
وقال طبيب يمني عمل مع بعثة فريق أطباء الهلال الأحمر القطري أن أحد أسباب تفجير الخلاف بين المستشفى الميداني وبين ممثل الهلال الاحمر الشكوى الواردة من اطباء في مستشفى العلوم عن تجاوزات خطيرة من قبل اشخاص محسوبين على المستشفى الميداني وزاد ومن هؤلاء الدكتور محمد الخيشني وهو طبيب تحت التدريب ولم يكمل اختصاصه بعد بتشخيص حالات وأحالتها الى غرفة عمليات خاصة في جراحة المخ والاعصاب، في حين أن ذلك يستدعي فحص الحالة من طبيب متخصص ذو خبرة وكفاءة او استشاري.
أوقفت حالات لا تستدعي دخول العمليات
وللتعليق على ذلك أتصلت الصحيفة بالدكتور ماجد عامر وهو جراح واستشاري قدير يشغل رئيس قسم جراحة المخ والاعصاب في مستشفى جامعة العلوم والتكنلوجيا وصف عامر برنامج الهلال الاحمر القطري بأنه برنامج ناجح وقدم الكثير لمساعدات اليمنيين، غير أنه كأي عمل يعتبره بعض القصور والاخطاء واضاف.
وقال: وبصفتي رئيساً لجراحة المخ والاعصاب كان لي ملاحظات على عدد من الحالات التي كانت تحال من قبل أحد الطلاب الممارسين في دراسة المخ رفض ذكر اسمه وكان بعض الحالات لا تستدعي اجراء جراحة او اصابات عادية كعيار ناري فضلا عن بعض الحالات كانت لأشخاص ليسوا من جرحى الثورة، وفي هذا ظلم كبير وخيانة للأمانة وشرف المهنة، وأقصى جريح مستحق بأخر حل مكانه لأسباب شخصية وتابع الدكتور عامر عدى ذلك الامر خطير بالنسبة لنا كمستشفى وفيه اضرار بسمعة المستشفى، وقد اوقفت بنفسي عدة حالات كانت على وشك ان تجري لها عمليات جراحية وقمنا بمنع دخول غرفة العمليات من قبل هذا الشخص لنفاجئ بتسجيل حالة جراحية تم ادخالها عبر قسم التجميل قبل ان تكتشفها ادارة المستشفى الذي كانت حازمة، حرصاً على ارواح الناس وقد ابلغنا الوفد القطري بضرورة مراعاة نظام المستشفى وآليته ومنعنا منعاً باتا اجراء أي عملية جراحية قبل ان تعرض علينا وتشخص من قبل طاقم المستشفى، ولم يخوض الدكتور ماجد عامر في أي تفاصيل أخرى مكتفيا بالقول هذه كانت الملاحظة الوحيدة على البرنامج القطري وانا معني بحكم اختصاصي ومسئوليتي المباشرة بقسم جراحة المخ والاعصاب. مختتماً حديثه هناك اعباء كبيرة وضغوط هائلة تعرض لها المستشفى طول الفترة الماضية وعملنا ليلاً نهار من اجل رعاية الشباب والتخفيف من الالم وعذاب الجرحى والمصابين ما استطعنا والكمال لله.
ذرائع للاستئثار بالمساعدات
وفي سياق متصل عملت "الاولى" أن نقاشاً ساخنا دار بحضور رئيس الهلال الاحمر القطري اثناء زيارته الى اليمن بين ممثل الهلال القطري د. أيمن داؤود الذي عمل في اليمن اكثر من 10 سنوات مع عدة منظمات دولية وبين مدير المستشفى الميداني د. محمد القباطي الذي عمل لدى المستشفى الاهلي وجهات أخرى، وبحسب رواية المصدر لقد برر الدكتور محمد القباطي استئثار مستشفى جامعة العلوم والتكنلوجيا علاج جميع الجرحى والمصابين وبالتالي أستحوذها على قيمة المساعدات القطرية إلى جانب المساعدات الاماراتية السعودية وعدم توزيعها على اكثر من مستشفى حسب الاتفاقية بعدم رغبة المستشفى الميداني في تشتيت ملفات الجرحى في اكثر من مستشفى، اضافة الى دوافع امنية خشية ان يتم اعتقال الجرحى او استجوابهم وتعبيتهم ضد الثورة التي تسببت لهم بالجراحات. مشيراً الى قصص شاعت الى في الإعلام وصفحات الثورة عن تسجيل حالات اختفاء جثث من بعض مستشفيات حكومية.
القصص التي يبدو الأن أنها كانت تخدم هدفا اخر كما تبدو ذريعة عدم رغبة المستشفى الميداني تشتيت ملفات الجرحى في أكثر من مستشفى ذريعة واهية وهشة كون الجرحى الذين سافروا الى تركيا وعددهم خمسين جريحاً وزعوا على اكثر من مستشفى أحدها في مدينة اسطنبول.
وتقول الاحصائيات الشبابية أنهم 20 الف يراد لهم أن يكون في مستشفى واحد وهو مستشفى جامعة العلوم، وعلق المصدر أنا نفسي عالجت 13 حالة وشاركت مع زملائي في عدة عمليات في مستشفيات حكومية، ولا احد ينكر الا جاحد أن اعداداً كبيرة من جرحى ساحة التغيير عولجوا في المستشفيات الحكومية كالثورة والجمهورية والكويت في صنعاء مثلاً على نفقة الدولة، ولم يمسوا بسوء أو أذى حتى قبل تنحي الرئيس السابق عن السلطة ففي جميع المستشفيات الحكومية كان فيها عدد من الاطباء المتعاطفين مع الثورة، أن لم يكونوا من أنصارها وممن يهرعون الى الساحات، كلما وجه المستشفى الميداني نداء استغاثة ومن هؤلاء اربعون طبيبة تم الاستغناء عنهم في مستشفى 48 بحجة الانقطاع عن العمل.
وفي الاجتماع ذاته وردا على طرح مدير المستشفى الميداني قال ممثل الهلال الاحمر القطري بحسب رواية المصدر الطبي للأولى أن عدم توزيع الجرحى وأعدادهم كبيرة تسبب في ضغط كبير ومربك على مستشفى جامعة العلوم وأطبائها الذين عانو كثيرا. مشيرا الى أن أدارة مستشفى العلوم اضطرت بسبب الضغط الشديد والأعداد الكبيرة للمصابين الى اخراج بعض الجرحى الأقل اصابة من العناية المركزة أحياناً، كما اضطرت الى اخراج بعض الرقود قبل تعافيهم الكامل واستئجار بعض الغرف لهم في فندق مرسيليا والتنسيق مع مؤسسة الوفاء، مؤكدا إن أدارة مستشفى العلوم والتكنولوجيا كانت مضطرة على الدوام لدفن الجثث اولا بأول بسبب امتلاء الثلاجة الخاصة، مع وجود موتى مجهولين الهوية.
وهذا يفسر سبب ظهور 11 جثة مجهولة نقلت على ناقلات احجار قلاب دينا وبقية سنة كاملة في ثلاجة المستشفى فأثار دفنها المفاجئ من قبل اللجنة التنظيمية سخط شباب الثورة في كافة محافظات الجمهورية، مطالبين بإجراء تحقيق تم الاحتيال عليه كالعادة من قبل مديري ساحة التغيير وممثلي احزاب المشترك ومركز قوى الثورة.
واضاف المصدر في الاجتماع ذاته ذكره كيف امتلأت غرفة العناية المركزة وثلاجة الموتى اكثر من مرة خاصة أثناء حرب الحصبة وكيف تتسبب ذلك بطرح عدد من الجثث على الأرض وفوق العربات فتسببت في تلوث مستشفى جامعة العلوم كون بعض الجثث لأشخاص قد فارقوا الحياة منذ يوم أو يومين ولم يتم نقلهم الا بعد حين، وهو ما أكده الجريح احمد نعمان عبد الله المفتي الذي أحرق ملابسه في ساحة محافظة إب (نورد قصته لاحقاً) وأدخل مستشفى العلوم والتكنلوجيا في 18/5/ 2011م وخرج منها في 5 /7/2011" بسبب تلوث المستشفى نتيجة كثرة الجثث والجرحى الناتج عن قصف لجنة الوساطة في بيت عبد الله بن حسين الأحمر" حسب تعبيره.
إزاء الكم الهائل من المعلومات الخطيرة التي حصلت عليها كان لا بد من ناحية مهنية, إجراء مقابلة مع طرفين لم نسمع منهما حتى الآن هما: مدير المستشفى الميداني د. محمد القباطي ومؤسسة وفاء, اتصلت بالزميل عبده واصل مدير مؤسسة وفاء غير مرة من أحد ارقامي ولم يرد حتى بعد أن ارسلت له رسالة smsخاصة, وفيها أنه اتصل بي قبل عدة شهور وطلب مني مشكوراً زيارة المؤسسة ولم اوفق لذلك.
كان لزاما على إذن لقاء مدير المستشفى الميداني د. محمد القباطي غير أني وجدته بالصدفة , أثناء إجازة العيد, على موقع "يوتيوب" حلقتين كاملتين من برنامج حكمة يمانية على قناة سهيل (قمت بإنزالهما) ونسخهما على قرص CDفي حال فكر أحدهم حذفهما من يوتيوب) وكان ضيفا الحلقتين الناشطة الشجاعة دلال البعداني والدكتور محمد القباطي.
فتورة مستشفى العلوم بلغت 900 مليون
كنت أنوي أن أسأل مدير المستشفى الميداني عن صحة المعلومة القائلة عن فاتورة حساب مستشفى جامعة العلوم والتكنولوجيا تخطت 900 مليون ريال. الرجل كفاني المشقة, فمهنية مقدم الحلقة وصراحة وإجراءات الناشطة دلال البعداني التي أحرجته مرارا على مدى حلقتين اعترف الدكتور محمد القباطي ببرنامج الحكمة يمانية بقناة سهيل على الهواء مباشرة:" مديونيتنا لمستشفى واحد فقط أكثر من مليار ريال" يسأله مقدم البرنامج والثائر باد على وجهه:" لمستشفى العلوم والتكنولوجيا"؟ يهز القباطي رأسه موافقاً كمن يديها من جيبه ويدين بالامتنان لمستشفى تقرض المساكين وتعالج الجرحى.
كنت مخطئاً إذن في إيرادات مستشفى العلوم والتكنولوجيا من ثورة الشباب :ليست 900 مليون ريال إنما أكثر من مليار ريال كما صحح لنا المعلومة الدكتور محمد القباطي مشكوراً.
أعدت المقطع عشر مرات وتفحصت ملامح الرجل فبدأ واضحا ارتباك قسمات وجهه واهتزاز صوته, كمن يخفي أمراً وهو يذكر الرقم (مليار) في محاولة منه لخفض سقف مطالب دلال البعداني, وهي خير محامي عن الجرحى واستعطافها بالرقم الكبير، والذي اراد من ذكره إيهامها والمذيع المحترف وكافة مشاهدي البرنامج على قناة سهيل أن المبلغ سجل عليهم دين, حتى أني ضننت أنه لشدة ما أظهره من تأثير وشفقة, سيطلب من المذيع فتح باب التبرعات!
ولجأ القباطي أثناء حديثه إلى سلاح فعال كان وزراء ومسؤولو علي عبد الله صالح وإعلامه يستخدمونه لإلهاء الشعب الطيب: "نثير الارقام والحديث عن المنجزات". فالحالات الصعبة, بحسب القباطي500 حالة صعبة, والذين عولجوا في مراكز الاطراف 370 حالة فيما وصل إلى اليمن من الوفود الطبية الخارجية" وفدان تركيان من منظمة أطباء حول العالم و3 وفود مصرية ووفد قطري وآخر مجري, ومن الجرحى المبتعثين الى الخارج, "تم تسفير 17 جريحاً إلى قطر و34 جريحاً إلى مصر . وحصلنا على مكرمة مالية من المملكة العربية السعودية وطائرة خاصة أقلت 45 جريحاً".
جرحى تم استبدالهم
والأن كل ما على الدكتور محمد القباطي أن كان أميناً على دماء الشباب وجراحهم نشر كشف بالمساعدات الطبية والنفقات بشكل شفاف وعلني. وهذا حق مشروع لشباب الثورة إلا لو كان لديكم ما تريدون إخفائه.
أجاب مدير المستشفى الميداني محمد القباطي, على قناة سهيل, الأسئلة كثيرة تشغلني وسائر الجرحى المستقلين خاصة, والمطرودين من رحمة الاحزاب . قال القباطي أثناء حديثه عن الجرحى اللذين حالفهم الحظ بالسفر إلى تركيا: "نحن رشحنا للأخت توكل كرمان أصعب 50 حالة مرضية مستعصية من اجل سفرها للعلاج بناء على طلبها لكنها قبلت 30 حالة فقط وتم الاعتذار عن 20 حالة جراء استبدالهم بأخرين من قبل الأخوة في منظمة صحفيات بلا قيود".
كان من الواضح ان في كلامه اتهاما مبطننا غير أن مقدم البرنامج أنهى كلامه, وفاجأه بقوله: " لدينا على الهاتف الأستاذة افراح الاكحلي مديرة صحفيات بلا قيود للرد على كلام الدكتور القباطي".
وبعد دقيقة مجاملات قالت أفراح الاكحلي أن "بعض الـ50 حالة مرضية التي تم ترشيحها كان بعضها لأشخاص ليسوا من جرحى الثورة " ؟ في إشارة منها إلى الـ20 حالة المستبعدة. وهناك يسعنا القول أن أحدهما يكذب بالضرورة .
فان كان مدير المستشفى الميداني كما اتهمته مديرة صحفيات بلا قيود, على الهواء مباشرة, أنه رشح 20 شخصاً من اصل 50 ينبغي سفرهم الى تركيا , من غير الجرحى , فهل يؤتمن شخص مثله على دماء شباب الثورة وتضحياتهم ؟ وأن كانت منظمات صحفيات بلا قيود هي من قامت بترشيح 20 جريحاً بناء على العلاقات العامة وحملات الترويج والود بين سيدة نوبل وبين مريديها, فتلك مصيبة أعظم؟ طبعاً بررت الاكحلي ذلك بقولها: "أن جميع الملفات المرفوعة من المستشفى الميداني عرضت على مركز طبي تخصصي حتى يتحقق منها – في تشكيك واضح بنزاهة المستشفى الميداني – ويقدر هو أيهم اولى بالسفر وهم من حددوا الاسماء".
وأنا هنا أطالبك يا أخت أفراح بأمر لا مناص منه , أن كان الأمر كذلك, فتكرمي بنشر الرسالة الرسمية التي وصلت الى منظمتكم من المركز التركي, ليس من أجلي, وإنما من أجل اسم سيدة نوبل العالمي.
ولي رجاء آخر, أن تجيبي على سؤال محرج تهربت في الحلقة عن الاجابة عليه, وجهته إليك الناشطة دلال البعداني الناطقة باسم جرحى الثورة: كيف سافر الجريح "صهيب العر يقي" إلى تركيا على الورق فقط بينما بقي مرمياً عند منصة الساحة بصنعاء؟ كما أني أضم صوتي إلى صوتها: "إن سفر 50 جريحاً فقط إلى تركيا لا يليق هذا العدد بتوكل كرمان الفائزة بجائزة نوبل للسلام".
وتعرضت الناشطة دلال البعداني في 20 مايو 2012 لاعتداء بالضرب من قبل حراس المستشفى الميداني التابعين للجنة التنظيمية لساحة التغيير, كما أشهر شخص مجهول مسدساً في وجهها في 3(يوليو)2012, وكان من يهدد الناطقة باسم الجرحى هو ذاته من أوردهم المهالك.
علي صعيد آخر, إنما أخطر, اكتشفت صحيفة "الأولى" أثناء تحقيقها الاستقصائي لملف جرحى الثورة أن الخدمات الطبية المقدمة لجرحى الأحداث من المستشفيات الثلاثة الأخرى المسماة في الاتفاقية (أزال/ الألماني الحديث/اليمني الألماني) يتم دفع تكاليفها على حساب الدولة في حين يتم دفع فواتير مستشفى العلوم والتكنولوجيا بشكل استثنائي من حساب المساعدات الخارجية المقدمة باسم الثورة وجرحاها( مع عدم استبعاد احتمال صرفها مرة أخرى من حساب الدولة).
أسر الجرحى تدفع والمساعدة القطرية لمستشفى واحد
وحصلت صحيفة "الأولى" على وثيقة رسمية موجهة من وزير الصحة الدكتور أحمد العنسي إلى وزير المالية صخر الوجيه بتاريخ 25/4/2012 بطلب صرف 6 ملايين و47 ألف و890 ريالا لحساب المستشفى اليمني الألماني حسب رسالته رقم (16 – 146- 880 – 12) عن الخدمات الطبية المقدمة من المستشفى لـ25 مصاباً من ساحة التغيير, صرف المبلغ بعد مراجعته من لديكم أسوة ببقية المستشفيات وبحسب النظام المتبع". غير أن المفاجأة الكبرى, والفضيحة المدوية, أن مستشفى جامعة العلوم والتكنولوجيا بالإضافة إلى دفع تكاليفه من قبل الهلال الاحمر القطري (والسعودي والإماراتي دون علمنا بتفاصيلها) وبالإضافة إلى احتمال تكرر صرف تكاليف الخدمات الطبية مرة ثانية من قبل الدولة ممثلة بوزارة الصحة التي دفعت تكاليف المستشفيات الخاصة الأخرى, وهي مبالغ زهيدة على أية حال, هناك جهة ثالثة قام مستشفى جامعة العلوم والتكنولوجيا باستلام تكاليف العلاج منها, للمرة الثالثة إنها أسر الجرحى!
ليس من ملامة بعد الآن إن جهرت بالسوء!
من الخطأ الاعتقاد ان مستشفى العلوم يقدم ابرة بالمجان ال جانب ما سبق, بوسعي الأن توجيه اتهام واضح وصريح وعلني, الى مستشفى العلوم والتكنولوجيا والمستشفى الميداني باختلاس جزء من الاموال المقدمة من عدة جهات مانحة لعلاج جرحى الثورة, كما بالتغرير لبعض اسرهم استناداً الى سلسلة تقارير صحفية نشرتها صحيفة الأولى وأعاد نشرها موقع مارب برس, وهي تقارير اعدها الزميل الرائع امين دبوان عن جرحى الثورة – استندت هنا الى بعضها – الى جانب تقيري صحفي نشره موقع الاهالي نت عن قصة الطفل أسامة خالد محفل ذي الـ10 سنوات الذي انفجر به لغم أرضي في 4/3/2012 أمام وزارة الصناعة من مخلفات حرب الحصبة, وافقده الكثير من أجزاء جسمه السفلى حتى أن عظام ساقه اليمنى خرجت وبرزت كسورها بعد انحناء الجلد .
يقول والد الطفل للأهالي نت وهو جندي يعول 5 أبناء أن مديونيته لمستشفى جامعة العلوم والتكنولوجيا حتى تاريخ نشر الخبر وصلت الى مليونين ومئتي الف ريال, والسؤال: كيف يدفع والد أسامه تكاليف علاج أبنه في الوقت الذي قال الدكتور محمد القباطي أن مديونيته لمستشفى جامعة العلوم والتكنولوجيا اكثر من (مليار).
هذا بلاغ للنائب العام
وذكر أن رئيس الوزراء محمد سالم باسندوة زار الطفل أسامه وحرر مذكرة الى وزير المالية – حصل الأهالي نت على نسخة منها – قضت بصرف "مئتي الف ريال فقط مساعدة للمذكور وعنونها الموقع بعنوان فرعي..
لا أدري هل كان ليزوره باسندوه لو أنفجر به اللغم في مكان أخر غير الحصبة؟) وهذا دليل ثاني على أن المستشفى يأكل بثلاثة أيدي: من المانحين, والحكومة, ومن اسر الجرحى؟
وكتأكيد أضافي على تلقي المستشفى تكاليف العلاج من أسر الجرحى أنشأ ناشطون صفحة [أسم الطفل أسامه محفل على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك لاقى تعاطفاً ورواجاً كبيرين بغيت جمع التبرعات للطفل واستكمال علاجه في الخارج.
https://www.fecbook.com/ajax/photos/album/adit/dialog/dialog.php?album_id=222331031199095
وبحسب محرري الصفحة فقد تم اخراج أسامة محفل "من مستشفى جامعة العلوم والتكنولوجيا يوم الأثنين 7/5/2012 قائلين إن "إدارة المستشفى حملت والد الطفل, وهو المعدم , مسئولية تسديد المبلغ الذي وصل على ثلاثة ملايين ريال في الوقت الذي يحتاج أسامة إلى زراعة جلد, والتقنية الطبية غير موجودة في اليمن, وبالتالي فهو بحاجة على السفر خارج اليمن لإكمال العلاج بحيل التقرير الصادر عن مستشفى جامعة العلوم والتكنولوجيا".
والسؤال العفوي الآن: هل يعالج مستشفى جامعة العلوم والتكنولوجيا جميع جرحى الثورة بالمجان كما يروج مديرو الساحة والذين شغلونا بفضل جمعية الاصلاح ومستشفياتها؟ أم أنها تعالجهم مقابل أموال تدفعها أسر الجرحى, او تلتزم بسدادها فيما بعد, كحالة أسامة محفل الذي يبدو أن تعرض لعملية نصب علنية؟
كلها أسئلة غاصة في الحلق: هل يعالج مستشفى جامعة العلوم بعض جرحى الثورة الابطال بالمجان كجرحى حرب الحصبة مثلاً بينما يأخذ من الجرحى الآخرين, غير الأبطال, تكاليف العلاج؟
من الخطاء الاعتقاد أن مستشفى جامعة العلوم لا يقدم إبرة بالمجان فلو كان العلاج مجانياً كما قال مدير المستشفى الميداني د/محمد القباطي على الهواء مباشرة لبرنامج حكمة يمانية على قناة سهيل عن مديونية المستشفى الميداني لمستشفى جامعة العلوم والتكنولوجيا تخطت مليار ريال. وهذا ينبغي إيضاح مسالة هامة: لقد كان الدكتور القباطي صادقاً بشأن فاتورة مستشفى العلوم والتكنولوجيا تخطت مليار ريال, غير أنه لم يكن صادقاً قط وهو يتفوه بكلمة "مديونية" أي مديونية؟ وكأن المستشفى الميداني تاجر جملة أو شركة دواجن يا دكتور محمد أنت وانا وعدد قليل من الناس يعرف يقيناً أن فاتورة العلوم والتكنولوجيا تدفع شهرياً من حساب المساعدات المقدمة من الهلال الأحمر القطري المصروفة بشيكات من بنك قطر الوطني فرع صنعاء وبمتوسط شهري مليون وخمسمائة ألف دولار على الأقل.
- نقلا عن صحيفة الأولـى
|