عبدالله الصعفاني -
اليمنيون يستهلكون يومياً ما قيمته عشرين مليون دولار على مضغ القات، هذا ما أكده رئيس المؤسسة المناهضة للقات.. وهي التي جاءت على أنقاض سابقتها..
وحتى لانفصل هموم البلاد عن بعضها بكل هذا الانجرار وراء مفردات السياسة وتعقيداتها وتشابكاتها دعونا نتح لأنفسنا فسحة من التأمل والتداعي انطلاقاً من هذا الرقم «العشرون مليون دولار».
وليس التأمل إلا تصوراً لحجم المصائب الكبيرة التي يخلفها كل هذا الاستهلاك لأغصان وأوراق هذه الشجرة التي يزاوج اليمنيون بين مضغها وبين صب اللعنات عليها في نفس الوقت.. عند الشراء وقبل المضغ وأثنائه وبعده..
رقم العشرين مليون دولار يشير إلى أرقام الاشجار والنباتات المثمرة التي يجبرها القات على أن تفسح المجال أمامه وتغادر الأرض المزروعة دورها الغذائي إلى أدوار الكيف وهدر الوقت.
في ذات الفكرة التأملية تثار علامات الإستفهام المسبوقة بالقول كم أسرة استبدل عائلها الفاكهة والخضار والأرز والزيت بهذا «المجرم القات»، وكم مريضاً أوصل نفسه إلى الاصابة بتهتك الكبد أو الكلية وحتى السرطانات.
عشرون مليون دولار كل يوم، لاتقولوا بأنها اعادة توزيع للمال وإنما هي في الحقيقة توزيع للبلوى تحت وهم المطاردة للسلوى.. وليست البلوى إلاّ بلوى اهدار الصحة وحصص الأسر الفقيرة من الغذاء والدواء وتعدد الأمراض.. الخ.
وحتى لا أغرد خارج سرب السياسة ها أنا أختم بسؤال في صورة طلب..
ما الذي يمنع أن يكون «هذا المجرم القات» بنداً ضمن بنود مؤتمر الحوار الوطني، خاصة وهناك علاقة وثيقة بين التعصب للقات والتعصب للزواج من القاصرات.