احمد الرمعي -
نعم يا بيروت فقد فعلنا بكِ ما قاله نزار تركناك تموتين وحيدة.. وتسللنا إلى خارج الغرفة نبكي كجنودٍ هاربين. ولكن لن أقول سامحينا.. إن رأينا دمكِ الوردي ينساب كأنهار العقيق.. بل تباً لنا أمةٌ ترى بيروت سيدة الدنيا تُدمر ونحن في غينا سادرون. بيروت تقصف.. جنوب لبنان يدمر.. العصافير تقتلُ في صيدا وصور ومرجعيون وبنت جبيل ونحن لم نستطع حتى الوصول إلى اتفاق لعقد قمة عربية نعرف نتائجها مسبقاً.. يا سيدة الدنيا يابيروت «طمئنيني عنك.. يا صاحبة الوجه الحزين.. كيف حال البحر؟ كيف حال الحبِ هل أصبح أيضاً لاجئاً.. بين ألوف اللاجئين»؟ سيدة الدنيا يابيروت.. لاتُعولي على هذه الأمة فقد ماتت وأُقيمت عليها المآتم منذ زمن.. هذه الأمةٌ هانت على نفسها فهانت على الناس.. حبيبتي بيروت: لاتعولي على قادة هذه الأمة العربية ولاتنتظري أن يخرجوا من مؤتمرهم بشيء.. فهزي إليك بجذع مؤتمرٍ يساقط حولك الهذر.. وحدها المقاومة هي من تثأر لكرامتنا وكرامة لبنان وكرامة العراقيين.. وكرامة شعب فلسطين.. أما نحن فإننا أمة قد ماتت حتى قصائدنا وغاب علينا النهار.. ورغم كل شيء فبيروت حيةٌ فينا برغم موتنا وغزة شامخةٌ برغم ذلنا.. وبغداد حاضرةٌ الدنيا وزينتها تقاوم رغم ضعفنا!؟ «إن يمت لبنانُ.. متم معهُ كلُ من يقتله.. كان القتيلا فأعيدوه كما كان جميلا كلُ قبحٍ فيه قبحٌ.. فيكمُ فأعيدوه كما كان جميلا». ورغم آسانا وحزننا على مايتعرض له شعبنا في فلسطين ولبنان والعراق إلاّ أن مايسطرونه بدمائهم هو عزاؤنا ويكفي المقاومة فخراً انها حطمت اسطورة الجيش الذي لايُقهر.. ومرغت أنفه في التراب.. وفعلت مالم تستطع فعله جيوش الاستعراضات العربية!.
بيـــــروت ؟!
