يحى نوري - حددت فنية الحوار 11 شهرا كفترة لإنجاز الحوار الوطني الشامل وهى بالطبع فترة تعد طويلة من شأنها ان تمكن المتحاورين ليس من مناقشة القضايا اليمنية العالقة فحسب بل ولقضايا العالم اجمع وهو ما يعنى ان اطالة الفترة قد يعكس تأثيرات سلبية على سير عملية الحوار كالتباطؤ في انجاز المهام الموكلة امام المتحاورين , كون المتسع الكبير من الوقت امامهم يدفعهم الى ذلك بالإضافة الى ان هذه الفترة الطويلة قد تساعد على اثارة قضايا وموضوعات وتداعيات جديده تفرزها الساحة اليمنية من وقت لآخر والناتجة بفعل حالة التحولات المتسارعة التي تشهدها اليمن اليوم, الامر الذي يحدث تعكيرا في اجواء الحوار ويزيد من حالة الارهاصات بداخلة بالصورة ستؤثر على إدارته في السير في انجاز مهامها .
ولكون القناعات الكاملة المؤمن اصحابها بضرورة انجاز الحوار بإمكانها وحدها انجاز الحوار في زمن قياسي غير ما هو مرسوم له من سقف زمني فإن على إدارة الحوار ان تدرك ذلك تماما وان تعمل تماما على بعث روح العزيمة والاصرار على تحقيق الانجاز والتحاور المقتدر لمختلف الاشكالات والعوائق التي تحول دون تحقيق الحوار للنتائج المرجوة في الاعتماد اولا على القناعات الكاملة سيمثل الرديف الامثل لدعم مساعر الحوار بالإضافة الى مجموعة القيم التنظيمية والادارة والفنية التي ستستعين بها إدارة الحوار في انجاز مهامها وبالصورة الفاعلة الكفيلة بتأمين سير عملية الحوار باتجاه الانجاز للقضايا والموضوعات دون الاكتراث بما يكتنف العملية برمتها من تداعيات وإفرازات قد تفرضها الفترة الطويلة المحددة للحوار.
وباعتبار الانتصار هنا من قبل المتحاورين لمثل وقيم إدارة الحوار يعد شرطية اخرى من شروط انجاح الحوار فإن كل الفعاليات الوطنية ستعول على هذه الاجواء التي ستنجم على الحوار بل ومدى قدرته على تجاوز الاشكالات العويصة الناتجة بفعل اختلاف وجهات النظر حول مجمل القضايا المطروحة للنقاش.
وإذا كانت فنون إدارة الحوار التفاوض ستمثل سلاح قويا للأحزاب والتنظيمات السياسية وبقية مختلف الفعاليات في استخدامها في التسويق لرؤاها والبحث عن تأييد لها سواء اكان من داخل قاعة الحوار ولجانه المختلفة ام من خارجة على صعيد الفعاليات الشعبية فإن ذلك يتطلب هو الاخر الاسس والقواعد المتصلة للحوار وبالصورة التي لا تحول قضايا المتحاورين الى عملية مزاد علنية للأفكار والتصورات خاصة إذا ما خرجت هذه الافكار على مستوى الرأي العام وبأن يناقشها باستفاضة واهتمام وبنفس الروح التي تتم في داخل قاعات الحوار , وهذا يتطلب بالتأكيد السيطرة الكاملة لإدارة الحوار بمختلف القضايا وعدم اكسابها الاثارة في الاوساط الشعبية وجعلها خاضعة للاسلوب العلمي المرتكز على النقاشات المسؤولة المتجردة تماماً من المصالح والاجندة الحزبية الضيفة والانانية ..
ولعل عدم قيام الاحزاب والتنظيمات السياسية حتى اليوم بالترويج لرؤاها الشاملة والكاملة حول مختلف القضايا التي ستطرح داخل قاعات الحوار يقدم مؤشر على سخونة ما سيحدث من مناقشات من قبل المتحاورين بشأنها واللجوء من قبل الجميع للبحث عن تأييد شعبي لوجهات نظرهم ومواقفهم سيمثل تحدياً كبيراً امام إدارة الحوار في عملية السيطرة على مختلف القضايا وتجريدها من الاثارة في الاوساط الشعبية..
ولدى كل المراقبين والمتابعين وخاصة وسائل الاعلام المختلفة فإن كل ذلك قد يشجع على المزيد من المهاترات والبطء في السير باتجاه انجاز الحوار كون الـ 11 شهراً المحددة كسقف للحوار قد تشجع على الكثير من الممارسات وهو الامر الذي نخلص هنا الى الاشارة الواضحة بأهمية النظر من جديد في السقف الزمني وتقليصه لما يشكل ذلك من دفع ايجابي للمتحاورين باتجاه انجاز مهامهم دون البطء او تأخير او تحت اي مبررات ومعوقات قد يؤدي التساهل إزاءها الى خلق عثرات عدة للحوار الوطني الشامل هو في غنى عنها ..
ولإدارة الحوار تمنياتنا لها بالتوفيق والنجاح..
|