محمد علي سعد -
ونحن نعيش هذه الأيام الاحتفال بالذكرى الاولى لتوقيع المبادرة الخليجية والتي وقعها الأخ الزعيم علي عبدالله صالح رئيس المؤتمر الشعبي العام كونه العامل الأهم والذي بتوقيعه على المبادرة قد ضرب مثلاً رائعاً للزعيم الذي يتداعى لقضايا شعبه والمصالح العليا لوطنه باعتبار تحقيقها هو الهدف النبيل لنمط من القادة الذين انكروا ذاتهم لمصلحة الذات العليا للوطن.
وعليه فإن تسليم فخامة الزعيم علي عبدالله صالح لكرسي السلطة الى أخيه عبدربه منصور هادي كان يعني وبتركيز شديد تسليم أمانة إدارة الدولة من قائد حكيم الى قائد محنك حيث حمله المسؤولية الوطنية لقيادة الوطن وإخراجه من سلسلة الأزمات التي زرعها في طريقه أطراف يمنية كانت ولاتزال تقوم بأدوار مخزية لصالح أربابهم والمسؤولين الحقيقيين عن معظم مشكلات اليمن منذ اليوم الاول لاستعادة وحدته في الثاني والعشرين من مايو 1990م.
وفي هذه الاطلالة نتوجه بحديثنا الى الاخوة في حكومة الوفاق الوطني والتي يرأسها الاستاذ محمد سالم باسندوة، فنقول كما جاء في محكم الكتاب: بسم الله الرحمن الرحيم: «فذكر إنما أنت مذكر لست عليهم بمسيطر»، وهنا نريد أن نذكر الحكومة بأن بلادنا قد عاشت هذا العام أسوأ صيف عاشته منذ عقود طويلة والسبب كان في انقطاع التيار الكهربائي طيلة الشهور الستة على معظم محافظات الجمهورية وهو أمر عانى منه الشعب الكثير حيث تحولت حياتهم لسلسلة من المعاناة اليومية دفع ثمنها من رزقه وهدوئه واستقراره الشيء الكثير ولأن ثمة مثلاً يقول: «مصائب قوم عند قوم فوائد» فإن تجار الأزمة استغلوا الوضع الرديء للكهرباء فاشتروا مئات الآلاف من مواطير توليد الطاقة الكهربائية المنزلية والمكتبية .. الخ وباعوها للغلابا.. ثم تاجروا بالبنزين ومشتقاته والتي وصلت اسعارها الى أرقام خيالية، وحتى تزيد أرباحهم من دم الغلابا أرباحاً جندوا فرقاً من عبدة المال وكلفوهم بضرب الشبكات المخصصة لإيصال التيار الكهربائي وهد كل عمل طيب قام ويقوم به العاملون في وزارة الكهرباء لتستمر تجارة مواطير ازدهار وقد جمعوا مئات الملايين جراء تلك السياسة القذرة بحق الوطن ومواطنيه.
واليوم ودعنا الصيف بكل مراراته ونعيش فصل الشتاء الذي تخف فيه وبنسبة كبيرة استهلاك التيار الكهربائي وبذلك انتهت أزمة انقطاع التيار الكهربائي ليس لأن الحكومة عالجت الامر ولكن لاننا نعيش فصل الشتاء، والسؤال الذي نوجهه لحكومة الوفاق ماذا انتم فاعلون حين يحل علينا الصيف القادم بعد بضعة أشهر؟؟
المعروف أن أية حكومة عاقلة وتفكر بصورة صحيحة فهي تعتبر فصل الشتاء بأكمله هو فصل صيانة وترميم وإعادة إعمار لكل منشآت الكهرباء.
وأية حكومة وطنية وعاقلة وتفكر بشكل صحيح عليها أول ما عليها التخطيط العلمي والعملي لإقامة صناعة كهرباء للبلد تكفيه للخمسين سنة القادمة لأن الحكومة التي لا تملك كهرباء فائضة لا يمكنها ان تكون صادقة بدعوة الاستثمار وبإقامة تنمية شاملة لأن الكهرباء هي حجر الزاوية لإعمار أي وطن فيه حكومة تحترم مسؤولياتها وتحترم احتياجات شعبها.
وحكومة الوفاق الجالسة فوق رؤوسنا تعرف وتدري وتدرك أن هناك عجزاً كبيراً في حجم الطاقة الذي تحتاجه البلاد في المرحلة الراهنة ومع ذلك لم نرها أو نسمعها تعلن عن خطة شاملة لإقامة صناعة كهرباء في البلاد لسد حاجتها الفعلية الآن ولتوفير طاقة فائضة تقدمها لمشاريع الاستثمار الكبيرة المرجوة وصولها لليمن.
ما فائدة ان تقدم لنا الدول المانحة ثمانية مليارات دولار في مؤتمر الرياض وملياري دولار عن مؤتمر المانحين في نيويورك والحكومة لم تقدم مشروعاً وطنياً للكهرباء.
وعليه فإننا ننصح الحكومة أن تضع يدها بصدق على قضية الكهرباء وضرورة حلها حلاً جذرياً من خلال إقامة محطات توليد الطاقة بخطط مستقبلية بعيداً عن كهرباء التأجير والمعروفة بطاقة العمولات ويجب أن يبدأ هذا الامر الآن وأن يلمسه المواطن.
وننصح الحكومة ان تعمل حلولاً موضوعية لأزمة الكهرباء قبل قدوم الصيف القادم، فلو تكرر في الصيف القادم من أزمة للكهرباء كما حصل هذا الصيف فإننا نبشر الحكومة أن الشارع سيخرج عن بكرة أبيه، وسيطالب بإقالتها بالطول والعرض لأن الوضع الاقتصادي والمعيشي الصعب لن يسمح للمواطن بشراء مواطير بنزين لتشغيلها لكن وضعه سيمنحه الحق في الثورة على حكومة الوفاق وتاجر الأزمة الغير حميد.
السؤال الاخير ما فائدة أن يكون لليمن علاقات دبلوماسية ودولية مع اكثر من ستين دولة ولا تستطيع الحكومة الاستفادة من تلك العلاقات لإقامة محطات كهرباء للخمسين عاماً القادمة أو حتى للعقدين القادمين خاصة وأن فلوس المانحين موجودة، لكن غير الموجود هو العقل الحكومي الذي يعرف ان المسؤولية مغرم لا مغنم.. اللهم اني بلغت .. اللهم فاشهد..