محمد أنعم - < للتفويض في حياة اليمنيين نهايات تراجيدية وخصوصاً عندما يكون التفويض مطلقاً.. في قضايا خلافية، ومن ذلك ما يحكى عن تفويض ابناء إحدى المناطق اليمنية لشخص يدعى احمد الفقيه.. لحل خلاف بينهم وبين منطقة أخرى.. وكان احمد الفقيه قبل ذلك قد عانى من ظهور »دمل« في ظهره ظل يتنقل من شخص الى آخر عن شخص بين سكان القرى لتطبيبه وتخفيف آلامه.. ولكن كان كل من يرى التقيح في ظهر أحمد الفقيه يتقزز ويقول له: ليس بظهرك شيئاً..
وذات مرة التقى احمد الفقيه بشخص غريب عن المنطقة.. فشكا له ما يعانيه.. من الآلام، فنظر ذلك الغريب الى ظهر أحمد الفقيه فوجده متقيحاً وتكاد المكروبات تفسد ظهره بالكامل.. فطهر الرجل الجروح ونظفها.. وهدأت الآلام.. لكن احمد الفقيه اخذ في قلبه ونفسه شيئاً على أهل منطقته.. ومن سوء الصدف.. أن أهل المنطقة بعد فترة فوضوه لحل خلاف نشب بينهم وبين أهالي منطقة مجاورة.. فما كان من أحمد الفقيه إلاّ أن استخدم التفويض التفويض المطلق الذي حصل عليه، واعلن في وسط سوق بالمنطقة تطليق النساء مستنداً بذلك الى التفويض الذي لديه من من الرجال.. مشعلاً بذلك فتنة أكبر ومشكلة لا حل لها..
لهذا فالحديث عن تفويض جمال بن عمر في قضية وطن وشعب شيء يراد منه افشال الحوار وايجاد مشاكل ومعوقات أمام نجاحه.. فلماذا التفويض طالما وهناك مبادرة وآلية وقرارات دولية واضحة!؟
فاذا كان المراد هو اقصاء المؤتمر وحلفائه وتفصيل مؤتمر الحوار الوطني على مقاس أحزاب اللقاء المشترك وشركائه بالتأكيد لن تحل الأزمة، لكن من المستحيل تجاوز المؤتمر وأغلبية ابناء الشعب.
ويكفي للتدليل هنا على افتعال التأزيم هو أن تُعطى حصص لكل الأحزاب في اللجنة الفنية للحوار ومنها أحزاب لم تبلغ من عمرها العام الواحد.. في الوقت الذي يحرم حزب »حشد« رغم ان الاستاذ صلاح الصيادي عضو فاعل في اللجنة الفنية للحوار.
كنا نتمنى أن يحصل المهمشون وبقية فئات الشعب المستضعفون على تمثيل.. لا ان يتم مقاسمة المشاركة في الحوار بين النافذين فقط والمهيمنين على الشعب.
ان غياب التمثيل العادل والمتوازن والمتساوي سيجعلنا نمضي الى مؤتمر حوار للطرشان.. ونخشى أن يجرنا التفويض.. بمؤشراته الأولى الى فتنة وتحويل نساء اليمن الى أرامل بسبب تفويض جمال بن عمر.
|