كلمة الميثاق -
يبقى المؤتمر الشعبي العام ورجالاته أصحاب المواقف الثابتة ومهما تغير الزمن تظل مبادئهم راسخة كونها تنطلق من قناعات أكيدة بأن أنصاف الحلول لا تنتج سوى مزيد من المشاكل والتعقيدات التي لا تلبث أن تتحول إلى كوارث..
ومن نافلة القول التأكيد بأن التنازلات التي درج المؤتمر على تقديمها من أجل مصلحة الوطن لا يجب أن تفهم على أنها نابعة من ضعف كامن في هذا التنظيم السياسي الكبير، ولا يمكن القبول بكل هذا الظلم والاجحاف لمجرد أن الطرف الآخر غير مستعد لتقديم تنازلات مماثلة من أجل الوطن.
ومن المؤسف أن تنحدر بعض القوى السياسية إلى ذلك المستوى من الابتذال والتعاطي السقيم مع قضية استقالة الأمين العام المساعد للمؤتمر الشيخ سلطان البركاني والتي عبرت عن موقف الكثير من المؤتمريين في رفضهم لهذا الاجحاف بحق المؤتمر واغماطه في نسبة التمثيل ضمن المشاركين في مؤتمر الحوار الوطني، ورغم أن الاستقالة رفضت بالاجماع في اجتماع اللجنة العامة الذي عقد أمس برئاسة الدكتور عبدالكريم الإرياني النائب الثاني لرئيس المؤتمر إلاّ أن البعض حاول الاصطياد في الماء العكر وخرج بالموضوع عن مساره وقذف أسوأ ما لديه آملاً في إحداث شق في صفوف المؤتمر.
ويعلم الجميع أن الشيخ سلطان البركاني هامة وطنية لها بصمات بارزة في المشهد السياسي اليمني، تشكلت بمواقفه الثابتة والمبدئية وصراحته المعهودة في مواجهة الخصوم، ويعتبره البعض حجر عثرة أمام طموحاتهم في تدمير البنية التنظيمية للمؤتمر، بسبب تحليلاته السياسية ونظرته الثاقبة لخلفيات المواقف والاحداث وقدرته على تكوين رؤى ومواقف مناسبة تتصدى للمزايدين.
وبالتأكيد فإن محاولات من هذا النوع لن تنال من العلاقة القوية التي تربط الشيخ البركاني بالأخ المناضل عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية والزعيم علي عبدالله صالح الذي يمتلك قدرة خارقة في معرفة الرجال ويتمسك بصداقتهم ويوليهم ثقة كبيرة ويستأنس بآرائهم..
إن المؤتمر الشعبي العام اليوم أقوى مما مضى بعد أن كشفت له المواقف والاحداث من هم الرجال المخلصون الأوفياء الذين يضعون مصلحة الوطن فوق كل المصالح ولا تغريهم المناصب أو الأموال المدنسة والملطخة بدماء الآبرياء للتخلي عن مواقفهم ومبادئهم.