عبدالله الصعفاني -
هي مفارقة غريبة، ولكن لا بأس.. يحدث هذا في اليمن.
9 تكتب صحيفة أو ينشر موقع الكتروني -معلومٌ صاحبه- أن هناك جرائم فساد تزكم الأنوف وتطير بسببها كراسٍ.. ومع ذلك يحدث التماهي العجيب.
9 لا الفاسد يسارع الى الرد والتفنيد وتأكيد أنه بريئ مما أصاب قميص يوسف، ولا جهة الرقابة والضبط تتدخل إلا نادراً، ولا وسيلة النشر تعتذر إن أخطأت أو تُعاقب لأنها كذبت.
9 وحيث والرقابة على الفساد - كما أفهم - نوعان: رقابة قبل وقوع جريمة الفساد.. ورقابة بعدها، فإن استمرار الفساد يثير السؤال حول جدوى ما هو استباقي وما هو رقابة لاحقة؟
وما يحدث هو أن كثيراً ممن كُلّفوا بالرقابة على سلامة الصرف يتحولون الى رقابة مستأنسة، حيث الختم على سلامة المعاملة مقابل دخول الكشف.. ولِمَ التشدد والحنبلة ما دام المال العام لا يزال سائباً؟!
9 وفي المعاملات المضروبة والصفقات المشبوهة ما يعطي الوجاهة لفكرة أن يمنع مراقب الحسابات من دخول كشوف البركة حتى لا يحرص على الناحية الشكلية للعمليات المالية ويتعمد النوم تجاه حقيقة الفساد.. وإلا كيف تفسرون هذا الانسجام بين كثرة المراقبين للفساد ومرور الفاسدين بسلام؟
9 وأغرب ما سمعته أن بعض مندوبي جهاز الرقابة يتعمدون كتابة الملاحظات الشكلية التافهة عن الجهات التي كلفوا بمراقبتها ويغضون الطرف عن الثقيل من المخالفات.. أما السبب الذي يطير له دخان العجب فهو حتى يتمكن المندوب نفسه من الرد على تلك الملاحظات وتفنيدها بطريقة سهلة يضحك لها الفاسدون حتى تظهر منهم أضراس العقل!