إقبال علي عبدالله -
أحد السياسيين المخضرمين في مدينة عدن مقالي هذا.. وصف الاستاذ محمد سالم باسندوة رئيس حكومة الوفاق بأنه «شخصية مدهشة يمتلك قدراً كبيراً من الكذب على الآخرين حتى على نفسه وخيالاً سوبرمانياً عجيباً».. هذا الوصف الذي اعترف انه أعجبني لأن فيه صدق الوصف- جاء بعد أن سمعنا ومعنا هذا السياسي خطاب باسندوة في الحفل الخطابي والفني الذي أقيم صباح الاثنين الماضي في قاعة فلسطين للاحتفالات بمناسبة الذكرى الخامسة والاربعين للاستقلال الوطني.. خطب باسندوة وكعادته كانت دموعه جاهزة حيث أمطر الحاضرين بل وعدن بهذه الدموع الجاهزة، ونفس الشيء فعله في اليوم الثاني عند ترؤسه اجتماع مجلس وزراء حكومة الوفاق والذي عقد للمرة الثانية في عدن منذ تشكيل الحكومة قبل أكثر من عام.
في الحفل الخطابي والفني ودموعه تنهمر كالمطر قال باسندوة: إن عدن الجميلة سوف تكون دبي بل وأحسن من دبي خلال سنوات قليلة، وسيتم توزيع ثلاثة آلاف كش مجاناً للمواطنين لبيع الشاهي والسندوتشات على طول الطريق الرئيسي، وذلك في إشارة منه وحسب خياله السوبرماني تمهيداً لأن تكون عدن أشبه بمدينة دبي - صدق القائل: «إن الجنان شالة عقل».
بعض سكان مدينة عدن الذين يعانون من سوء الخدمات وانقطاع الكهرباء والمياه وغلاء المعيشة وانعدام الامن قالوا إن «شطحات (العجوز) باسندوة استخفافاً بمشاعر أبناء عدن الذي ادعى انه منها والعلم عند الله وعند باسندوة نفسه».
أبناء عدن لا يريدون أن تكون مدينتهم المنكوبة منذ التوقيع على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة أن تكون شبيهة بمدينة «دبي» وما أدراك ما مدينة دبي، بل يريدون فقط من حكومة (العجوز) باسندوة التي جاءت بها المبادرة ان تُعيد عدن الى سابق عهدها إبان خليجي عشرين، ويعم الامن والاستقرار ربوعها، ويعيش سكانها دون خوف كل يوم من المجهول المخيف.. والمواطنون يريدون تحسين أوضاعهم المعيشية والخدمية وإبعاد مليشيات حزب الاصلاح «الاخوان المسلمين» من شوارعهم ومنتزهاتهم وشواطئهم..
نعرف جيداً أن عدن ليست وحدها التي تعاني بل العديد من المحافظات الجنوبية والشمالية والشرقية والغربية، ونعرف ايضاً أن حكومة الوفاق لا تملك وهي التي أوصلت البلاد الى هذا المربع الخطير، لا تملك الا اطلاق الاكاذيب بالاصلاحات، وآخر هذه الاكاذيب ما جاء في اجتماعها بعدن الثلاثاء الماضي بإعطاء «مكاتب الوزارات الخدمية بعدن صلاحيات كاملة وتشكيل لجنة وزارية لوضع الآلية الكفيلة بتحقيق تلك الغاية».. وهناك مثل معروف في بلادنا «أنك إذا أردت أن تضيع قضية شكل لها لجنة ثم لجنة لمتابعة اللجنة الاولى وهكذا حتى تصبح القضية في ملف المستحيل حلها»..
إن حكومة الوفاق التي نعرف جيداً من يديرها في الخلف، قد تبين وبالملموس القاطع أنها فشلت في إدارة شؤون البلاد، بل زادت البلاد والمواطنين بؤساً وانحطاطاً، كما عجزت في تنفيذ ما نصت عليه المبادرة الخليجية خاصة الجانب الامني الذي مازال منذ الأزمة التي شهدت تداعياتها البلاد العام الماضي مفقوداً ومازالت الطرق في الكثير من المحافظات مقطوعة والنهب والقتل مستمران بشكل تصاعدي..
ماذا نقول بعد ذلك هل نقول إن عدن حقاً بإذن الله ستكون مثل دبي الإماراتية؟! أم نقول إن الشيخ باسندوة ووزراءه عليهم حمل حقائبهم ويرحلوا ويعطوا الفرصة لمن هو قادر على إدارة البلاد وإخراجها من نفقها المظلم؟!!!