مطهر الاشموري -
< كوني حصلت على وسام وامتيازات «بقايا نظام» قبل محطة 2011م وفي ظل حكم الرئيس السابق علي عبدالله صالح، فالتغيير يؤكد جدارتي في ذلك فيما يُعرف ببقايا أو فلول نظام.ذلك أصبح ما أفخر به كونه يعني أنه لا علاقة مصالح لشخصي بنظام ما قبل أو ما بعد التغيير، وقد عرفت أناساً صعدوا من جانبي ومن بعدي لمستوى مرتفع من المصالح في عهد الزعيم علي عبدالله صالح ثم خرجوا للساحات كثوار وقفزوا الى استحقاق مصالح بين الأعلى فجمعوا بين البقايا والفلول وبين الثوار والثورية مصالحياً وبحنكة لا تتوافر لي ولا أستطيع بلوغها حتى لو عشت عمر نوح.
ذات مرة وفي عهد الزعيم علي عبدالله صالح أتحفتني العزيزة «الصحوة» بهجاء الشعر وبين ما طرحته «أضعت عمرك هباش».
قد تكون هذه هي الحقيقة بالمعيار أو المعايير السائدة ولكني أجد نفسي في هذا «الهباش» أياً كانت تبعاته.. وإذا الجنون فنون، فقد يكون «الهباش» أفضل وأرقى هذه الفنون.
حين الجهاد في افغانستان وبعده كان يطرح السؤال لماذا لا يكون الجهاد في فلسطين كأولوية؟
خلال أزمة 2011م أصبح الجهاد العربي الاسلامي في سوريا ليعود السؤال ولماذا لا يكون في فلسطين فيجيب الواقع أن الجهاد الاسلامي لا يكون الا في الخط الامريكي، وأمريكا من يمنح الضوء الاخضر للجهاد أو يمنعه!
الجهاد هو من أجل الحريات للسوريين أو ضد نظام في سوريا يذبح شعبه ويأتي عدوان غزة من أجل الحرية لفلسطين والفلسطينيين وضد احتلال يذبح الشعب الفلسطيني.
إذا أصبحت اسرائيل والنظام في سورية سواسية لدى هؤلاء فلهم وضع الشعب الفلسطيني والشعب السوري سواسية ليدعموا المقاومة الفلسطينية بمستوى الدعم للمعارضة السورية، فكيف لنا تشخيص الجنون أو الفلول في هذا المشهد والتعامل المقارن على مستوى المنطقة؟
في حالة غزة 2012م فإن «مرسي» كان أفضل ومثل أفضلية عن مبارك ولكني لا استطيع الاقتناع بما يطرح «مرسي» وبأن نصف الشعب المصري فلول وبقايا فذلك من الديكتاتورية الموحشة المتوحشة وهي تساير المحطة فيما تضطره وتستخدم جزءاً من الشعب لتفعيل الديكتاتورية ضد الشعب، وها هو «مرسي» المنتخب ديمقراطياً يعيد تفعيل أو استعمال الشرعية الثورية كديكتاتوريات سبقته.
إذا «مرسي» والاخوان أقصوا المسيحيين من الانتخابات، فالطبيعي إقصاء كل معارضيه حتى لو كان معهم أكثر من نصف الشعب كفلول ومغرر بهم وحتى لو 70% من الشعب أو أكثر ضده فهم مجرد مغرر بهم، فيما هو المدافع عن الثورة وله صلاحيات شرعية ثورية.
«مرسي» يمارس تفعيل الصراعات في واقع مصر بإقصاء المسيحيين من الانتخابات أو بإعلان دستوري شق المجتمع المصري وشقشقه وذلك لا يبرر بشرعية ثورية أو «بقرية»، وأي ديكتاتورية أو قمعية كما تعمل أنظمة عربية مازالت قائمة هو أفضل من هذا التعامل الصراعي مع الشعوب والمجتمعات على أنه من الديمقراطية أو هو الديمقراطية.
بالتأكيد لست من فلول «مبارك» ومواقفي منه قبل رحيله وليس بعد الرحيل، فهل بالضرورة أن أكون مع ديكتاتورية الجديد أو أحسب على الديكتاتور القديم؟
الصدفة قادتني لمتابعة فضائية «اليمن» والثوري جمال عزالدين يحاور أربعة من الشباب أعجبني حقيقة مافي طرحهم من واقعية أو وعي.
وفي ظل حقيقة استهداف الى إسفاف بات معتاداً تجاه النظام السابق، فأحدهم اندفع لكيل الشتائم على الفضائية ومن كان يظهر فيها قبل انقلاب اطراف في الوفاق على طرف في «الاعلام» ليتوعد بمحاكمة أولئك.
أحرج المحاور وكان دفاعه أن هؤلاء منفذو أوامر من أجل رواتبهم، فإذا كنت بين المشمولين فلا أريد هذا الدفاع ولمن يريد أن يحاكم!
النظام السابق لم يحاكم بإدانة فلول أو بقايا نظام، فيما الجدد يلوحون بذلك وهذه هي أفضليتهم الثورية والديمقراطية!
ارجعوا لما كتبته الصحافة المصرية عن علاقة السادات بالحرس الملكي حتى في ساعة الصفر للثورة والسادات بات رئيس الجمهورية بعد عبدالناصر ونائبه قبل ذلك.
من خلال الكثير والأوسع من ذلك فالمحاكمات التي تتداعى إليها الديكتاتورية الجديدة هي فتح جحيم وجهنم الصراعات فوق ما يعيه الجنون الجديد.
انفتاح السادات وانتقاله لأحضان العرب بعد توقيع أول اتفاق سلام مع اسرائيل اعتبر ثورة على ديكتاتورية عبدالناصر وثورة للحريات والديمقراطية، فيما شبه الاجماع الآن بأن أفضل حالة لمصر كانت في ظل عبدالناصر والحروب مع اسرائيل في ظل أوسع تآمر عليه من المنطقة ولم يحسوا بأي قدر من ديكتاتورية أحسوها في عهد السادات ثم مبارك.
الجديد هو جديد وتأجيج صراع مذهبي وطائفي على مستوى المنطقة وداخل كل واقع وذلك ما يؤسس له المرسي في مصر، والديمقراطية تصبح في الصراع بين مذاهب وطوائف كما حالتي لبنان والعراق مع توسع ينمَّى وتعدد يتنامى في ألوان وأطياف هذا الصراع المذهبي الطائفي.
ذلك ما أعد وجهز وسيفرض واقعاً وأمراً واقعاً ولكل ما يريد حسب الحاجية كثورة وديمقراطية وشرعية ثورية تستعمل الديمقراطية أو تستدعيها الديكتاتورية كديمقراطية، وبالديكتاتوريين بالتقادم نسير أو يصار الى ديمقراطية كما طرح المسرح!