موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


أطلقوا العنان للنشاط الخيري دون قيود - المناضل أحمد محمد ﺍﻟﻨﻌﻤﺎﻥ.. رائد من رواد التنوير في اليمن - فتح مكة.. نقطة التحوُّل الكبرى لمسيرة الإسلام - 11 من النساء حكمن اليمن قديماً - مزن توزع 100سلة غذائية للأسر المحتاجة في بني الحارث - دولة عربية تسجل 4560 حالة طلاق في شهر واحد - إحالة 10 تجار كهرباء إلى النيابة - ارتفاع عدد الشهداء الصحفيين في غزة إلى 136 - اجتماع مشترك بصنعاء يناقش الوضع الوبائي - بيان هام لـ(السياسي الأعلى) ردا على غارات العدوان -
تحقيقات
الإثنين, 24-ديسمبر-2012
كتب: عبدالفتاح الأزهري -

< يناقش مؤتمر الحوار الوطني ضمن قضاياه وتحديداً في المحور التاسع (الحقوق والحريات) قضية «المهمشين»، وهي الفئة الكبيرة ضمن المجتمع والتي أكد الغالبية منهم على ضرورة أن يخصص لهم مؤتمر الحوار المساحة المناسبة من وقته باعتبارهم شريحة مهمة في النسيج الاجتماعي.
وتعتبر فئة «المهمشين» ان استبعادهم من اللجنة الفنية للحوار هو ضمن التمييز الذي يمارس ضدهم، وان تجاهل قضيتهم في مؤتمر الحوار الوطني من الممكن أن تفتح الباب أمام خيار العنف واللجوء الى المنظمات والدول الكبرى لإيقاظ الضمير العالمي لنصرة قضيتهم .. «الميثاق» تفتح هذا الملف «القضية وأبعادها ومعالجتها من قبل مؤتمر الحوار الوطني»:
- «المهمشون»، أو ما يصطلح على تسميتهم بـ«الاخدام»، هم اليمنيون من ذوي البشرة السوداء.. يقطنون محافظات عدة، ويتركز وجودهم أكثر في المناطق الساحلية.
مهمشون أم عبيد؟!!
لا توجد إحصائيات دقيقة لأعداد فئة «المهمشين»، لكن بعض التقديرات الرسمية والأهلية تشير الى أن تعدادهم السكاني يتراوح ما بين المليونين الى ثلاثة ملايين نسمة، من بين تعداد سكان الجمهورية المقدر بحوالى (24) مليون نسمة.
هذه الفئة المهمشة تغلب عليها حالة الفقر الشديد، وتتسم حياتهم بالسوء في المأكل والملبس والمسكن، وتميزهم تجمعات سكانية خاصة، تسمى «المحاوي» وهي جمع كلمة «محوى» التي تستخدم للإشارة الى تجمعهم السكاني، وكلمة «محوى» تعني لغوياً موضع الكلاب، حيث كان يستخدم هذا المصطلح في المناطق الريفية المجاورة لمدينة زبيد في تهامة للإشارة لتجمعات مساكن العبيد.
لا توجد في قوانين الجمهورية تشريعات تخل بحقوق مواطنتهم أو تميزهم عن بقية المجتمع، ويمكن لأبناء هذه الفئات الالتحاق بالتعليم العام في أي من مستوياته واختيار التخصصات التي يرغبون فيها إذا ما أرادوا هم ذلك، لكنهم يحجمون.
غير أن الكثير من فئة «المهمشين» يعتبرون أن الوظيفة العامة والمناصب الحكومية والعسكرية، لازالت خطأً أحمر بالنسبة لهم.. ولا يسمح لرجالهم سوى بالالتحاق بقطاع النظافة، وليس أمام نسائهم سوى امتهان التسول، حيث تستوعبهم الحكومة للعمل في قطاع النظافة، حتى أصبحت مهنة محصورة عليهم، الأمر الذي جعلهم يشعرون بوجود تمييز غير متعمد في حقهم، ويمارس القطاع الخاص نفس النهج إذ يتم استيعاب أبناء هذه الفئة للعمل في النظافة دون غيرها.
عنصرية وتمييز
ويرى العديد من الباحثين والمهتمين بقضية فئة المهمشين، وكذا البحوث والدراسات أن هذه الفئة تتعرض للعنصرية والعنف والتمييز الاجتماعي داخل المجتمع اليمني، ويمكن هنا أن نوجز أهم تلك الانتهاكات الممارسة ضد فئة المهمشين «الاخدام» بحسب تلك الآراء ونتائج الدراسات والبحوث والتي منها:
- الحرمان من الحقوق والمواطنة المتساوية.
- الحرمان من الخدمات العامة بمختلف أشكالها.
- اتساع مساحة الفقر والبطالة وامتهان التسول في هذه الفئة دون جهود حكومية أو مجتمعية لمعالجة ذلك.
- حرمانهم من حقوق العمل.. من «عقود، راتب عادل، ضمان صحي، تثبيت في الوظيفة» وغيرها من الحقوق.
- حرمانهم من حق التعليم ومجانيته وعزلهم في مدارس منفصلة «بدء منذ سنوات ماضية جهود لمعالجة هذا الجانب ويتم استيعاب هذه الفئة في المدارس الحكومية».
- حرمانهم من المشاركة في الاحزاب والتنظيمات السياسية.
- عدم وجود قانون يحرم ويجرم التمييز ضدهم كما كان موجوداً في الجنوب قبل الوحدة.
- حرمانهم.. وعدم تشجيعهم لنيل حقوقهم السياسية وتمثيلهم على مستوى المجالس المحلية أو النيابية.
- الدفع بهم لمزاولة المهن الشاقة والحقيرة والخطرة دون وجود ضمانات صحية وتأمينية تجاه الاصابات والأضرار التي يتعرضون لها.
- تفشي الأمية وعدم الوعي الحقوقي والصحي في أوساط «المهمشين».
- استيلاء النافذين على الأراضي التي يعيشون عليها بعد إحراق مساكنهم أو طردهم منها.
- عدم التعامل الجاد مع قضايا الانتهاكات الجسدية والجنسية ضد المهمشين من النساء أو الاطفال والتعامل مع مرتكبيها بتسامح واضح وتساهل مفرط يؤدي الى تفشي ظاهرة الاعتداء الجسدي والجنسي ضد هذه الفئة.
- غياب التشريعات الرادعة لتفشي ظاهرة العنف والتمييز ضد «المهمشين» وعدم وجود «قوانين تمييزية ايجابية» لصالح هذه الفئة.
المهمشون و المواثيق الدولية
لسنا بصدد التأكيد هنا على أن جميع الديانات السماوية والمعتقدات الارضية قد أكدت جميعها على مبدأ حفظ وصون كرامة الانسان، فالعدالة والمواطنة المتساوية والحق هي من المفاهيم الاساسية لتلك الأديان والمعتقدات.
لكن علينا هنا الاشارة الى أن التشريعات الدولية لحقوق الانسان قد جاءت لتؤكد على كل القيم الانسانية السامية، فالإعلان العالمي لحقوق الانسان قد خلص في مختلف مواده الثلاثين للتأكيد على جملة من المبادئ.. منها:
- الحريات والمساواة والكرامة الانسانية «يولد الناس أحراراً ومتساوين في الكرامة والحقوق..».
- تجريم وتحريم العبودية أو العنصرية لجهة اللون.
- التمتع بكافة الحقوق دون تمييز «لكل إنسان حق التمتع بجميع الحقوق والحريات دون تمييز من أي نوع .. بسبب العنصر أو النوع أو الجنس أو اللغة أو الدين.. أو الأصل الوطني أو الاجتماعي..».
رؤية الدستور والتشريعات لفئة المهمشين
- لا توجد في قوانين وتشريعات الجمهورية اليمنية، ما يخل بحقوق ومواطنة فئة المهمشين، أو تمييزهم عن بقية فئات المجتمع.
ولقد جاء الدستور اليمني ملتزماً بمفاهيم الدولة المدنية ومبادئ حقوق الانسان.. وكذا جاءت العديد من التشريعات والقوانين النافذة لتؤكد على تلك الحقوق.
رغم وجود أعطاب وخلل واضح في العديد من القوانين، الا أنها في مجملها تدعو لرفع المعاناة والعنف والتمييز والانتهاك على فئة المهمشين «الاخدام» الاشد فقراءً، لكن سطوة الاعراف والتقاليد وتوارث هذا التمييز ضد المهمشين فإن الكثير من القوانين تصير دون جدوى بل يتم تفسيرها واعتسافها لصالح «القبيلي» لا الخادم المهمش.
إمكانية إدماجهم
يرى العديد من الناشطين في الدفاع عن حقوق وحريات فئة المهمشين «الأخدام» أن هذه الفئة تعيش بمعزل عن المجتمع.. فعامة المجتمع لا يشاركون هذه الفئة أفراحهم أو أحزانهم، مثلاً.. ويرجع المهتمون بهذه الفئة أسباب ذلك الى الأمية المتفشية في أوساط هذه الفئة وعدم ثقتهم بمخرجات التعليم.. وعزز من ذلك الفقر الطاغي على هذه الفئة.
ويذهب عدد من الباحثين والمهتمين بحقوق هذه الفئة، وكذا نتائج بعض الدراسات الى أن فئة المهمشين «الاخدام» لا يريدون مدناً معزولة عن المجتمع، ولا يجب أن تعيش في «محاوي» كما يسمونه.. ويجب أن يكون المجتمع كله مشاركاً في نظافة مدننا، فمن العيب أن يكون هناك من اليمنيين من يرمي بالأوساخ في الشارع وآخر مهمته أن ينظف تلك الأوساخ.
إقصاء من المبادرة
- وقبيل انعقاد مؤتمر الحوار الوطني الشامل والذي من المفترض أن تدرج ضمن محاوره في جانب «الحقوق والحريات الخاصة»، قضية المهمشين أو ما يعرف بـ«الاخدام»، فإن هذه الفئة تعتبر انهم أقصوا حتى من تنفيذ المبادرة الخليجية في الجانب الخاص بهم.
ويقول نعمان قائد رئيس الاتحاد الوطني للمهمشين في تصريحات صحافية انهم استبعدوا من جانب تنفيذ بنود المبادرة الخليجية.. نذكر أن حكومة «الوفاق الوطني» التزمت بتنفيذ قرارات وتوصيات مجلس حقوق الانسان حيالنا خاصة الزام الحكومة بضرورة إيجاد الحلول العاجلة للحد من التفاوت المعيشي وتوفير الخدمات الاساسية كالصحة والتعليم وحق العمل وتوفير الامن والضمان الاجتماعي.
وقد تجاهلت حكومة محمد سالم باسندوة تنفيذ هذه الحزمة التي التزمت بها.
ويقول قائد إن المبادرة الخليجية وآليتها المزمنة وقرارات مجلس الامن وقرارات مجلس حقوق الانسان بجنيف قد أوضحت وحددت من هي تلك الفئات المعنية بذلك.. كما أن القرارات ايضاً حددت من هي الجهات المعنية بتنفيذها.
وفي هذا الاتجاه ترى مجموعة من فئة المهمشين الناشطين على الساحة ان حكومة «الوفاق الوطني».. قد خذلتنا وعملت على إقصائنا رغم القرارات الأممية وبنود المبادرة الخليجية وآلياتها المزمنة الواضحة في هذا الأمر، وهو ما عكس نفسه على تنفيذ المبادرة الخليجية من قبل الحكومة واللجنة الوزارية أو اللجنة الفنية «التحضيرية» لمؤتمر الحوار الوطني الشامل.
أجندة أمام مؤتمر الحوار
- وبحسب استطلاعات للرأي شملت فئة المهمشين خلال الفترة القليلة الماضية حول رؤيتهم ومشاركتهم في مؤتمر الحوار الوطني.. أكد الغالبية العظمى منهم على ضرورة اشراكهم في مؤتمر الحوار الوطني وأن يخصص لهم المؤتمر جزءاً من وقته باعتبارهم شريحة وفئة مهمة في النسيج الاجتماعي.
فيما يرى ناشطون في مؤسسات ومنظمات مجتمعية يمنية، ان عدم اشراكهم في مؤتمر الحوار الوطني، وعدم الالتفات لهم في هذه المرحلة الدقيقة والحساسة، يعزز جوانب السخط لديهم، ويشعرهم بضرورة استخدام أساليب أخرى، كالعنف مثلاً.
وتؤكد تلك الاطراف المجتمعية على أهمية أن يركز مؤتمر الحوار الوطني على إخراج هذه الفئة من الحالة التي هم عليها من التهميش والاقصاء والعمل على ملامسة واقعهم ومعرفة متطلباتهم، كفئة من هذا المجتمع حتى تؤمن أنها جزء منه.
وتطالب أطراف مجتمعية أخرى ناشطة على ضرورة وأهمية أن يقر مؤتمر الحوار الوطني التعليم الالزامي لهذه الفئة، وأن يتم إخضاعهم لتعليم نوعي، لأن ذلك سينهي حالة التهميش التي تعيشها هذه الفئة.
ويوجه ماجد درويش الجمل نائب رئيس الاتحاد الوطني للمهمشين عبر تصريحات صحافية رسالة الى حكومة الوفاق، والى مؤتمر الحوار الوطني مفادها..«نحن مواطنون بلا وطن»..«نحن نطمح من مؤتمر الحوار الوطني تحقيق المساواة ودمجنا مجتمعياً.. وان يزيل عنا هذا التمييز الحاصل بحقنا».
أما موسى حسن راجح وهو من فئة المهمشين ايضاً فيختصر قضيتهم في بضع كلمات.. يقول: نريد إدماجنا في المجتمع.. نريد أن نكون يمنيين كالآخرين.. وإذا كانوا قد خصصوا للمرأة داخل الاحزاب والمؤسسات الحكومية (30%).. فنحن لا نريد أكثر من (1%) فقط.


أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "تحقيقات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
ذكرى الصمود التاسعة..و صوابية مواقف المؤتمر
فريق ركن دكتور/ قاسم لبوزة- نائب رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
الجديد - القديم في المؤامرة ..!!
د. عبدالوهاب الروحاني

إلى هنا وكفى
أحمد الزبيري

إياك تقول أنا عربي
علي أحمد مثنى

المناخ مسؤولية الجميع
د. محمد العبادي

اليمن كلها أوقاف !!
عبدالرحمن حسين العابد

البعد المسكوت عنه في (العالمية) كمُنتَج غربي
محمد علي اللوزي

تَـقِـيَّـة
عبدالرحمن بجاش

تَصَاعُد وعي العالم بمأساة غزة
السيد شبل

التبعية الإيجابية والتبعية السلبية في تاريخ الحضارة اليمنية
إبراهيم ناصر الجرفي

من عملية التاسع من رمضان إلى ما بعد الرياض.. وَعْدٌ يتجسَّد
أصيل نايف حيدان

السنوار القائد والعقل المدبّر لهجمات 7 أكتوبر
سعيد مسعود عوض الجريري*

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)