إقبال علي عبدالله -
< يحتفل العالم يوم غدٍ الثلاثاء بأول أيام العام الميلادي الجديد 2013م.. ويحتفل اليوم بآخر يوم من أيام العام الميلادي 2012م.. وبين الاحتفالين تبرز الذكريات والأماني والتطلعات بين متشائم وآخر متفائل.. وهذه سنة الله في الأرض.. واليمن بلادنا الحبيبة التي نتمنى جميعاً ونسأل الله العلي القدير أن يجعل عامنا الجديد عام خير ويجنبها الويلات والمآسي التي شهدناها العام الذي نودع آخر أيامه اليوم الاثنين.. غير أن الصورة التي تتراءى أمامنا لا تؤشر الى أننا سنلج عاماً نودع فيه تلك المآسي والويلات، ولا أقول ذلك تشاؤماً بل إن الواقع يتحدث عن نفسه من خلال ما نشاهده ونلمسه خاصة بعد التوقيع على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة التي تطلع شعبنا اليمني ومعنا شعوب ودول العالم الى أنها ستكون نهاية لأزمة سياسية مفتعلة من قبل أحزاب ما تسمى اللقاء المشترك التي سحبت نفسها نتيجة عوامل كثيرة أبرزها التدخلات الخارجية على مجمل الأوضاع الاقتصادية والامنية والاجتماعية التي تجلت اليوم في هذا المشهد الذي يبعث على التخوف من مستقبل لا يبشر بالخير - لا سمح الله.. من هنا كنا نتطلع الى هذه المبادرة ونتائجها..
ولعل من المفيد الإشارة والتذكير بما قدمه المؤتمر الشعبي العام ورئيسه الزعيم علي عبدالله صالح من تضحيات في سبيل الوصول الى التوقيع على المبادرة حرصاً منه على تجنيب الوطن ويلات ما كان يخطط له من الخارج لعل أبرزها مخطط الانجرار الى حرب أهلية مدمرة، ولكن -كما قلنا - حرص المؤتمر الشعبي العام ورئيسه الزعيم علي عبدالله صالح على تغليب مصلحة الوطن والشعب فوق كل المصالح إيماناً منهم بأن المؤتمر حزب الأغلبية جاء من رحم الشعب والوطن وليس من خارجهما.. أقول إن هذا المشهد يرسم اليوم -ونحن نستقبل أول أيام العام الميلادي الجديد 2013م -عدة أسئلة في عيون ووجوه الناس، منها: كيف سيكون هذا العام؟ هل سنشهد فيه المزيد من التدهور واتساع رقعة الأزمة التي أصبحت للأسف أزمات تجرنا الى الهاوية؟!
الواقع الذي لا يمكن نكرانه يقول بالأدلة ان العام الجديد لا يبشر بالخير، والحياة الى مزيد من التدهور خاصة بعد أن أثبتت حكومة الوفاق- التي يرأسها محمد سالم باسندوة ويديرها حزب الاصلاح وجماعته فشلها وعدم التزامها ببنود المبادرة الخليحية وآليتها ولا بقرارات مجلس الأمن الدولي الخاصة باليمن.
وكأن هذه المبادرة والقرارات لا تعني الحكومة بأطرافها الموقعة عليها، فلا انفراج ولا تحسن في الوضع الاقتصادي بل ازداد تدهوراً وأصبح المواطن يضرب أخماساً في أسداس من أجل تسيير حياته المعيشية اليومية، ناهيك عن الوضع الأمني الذي أصبح في ظل حكومة الوفاق برئاسة باسندوة مخيفاً حتى للطفل الذي لم تلده أمه.. اغتيالات يومية وسط مدن العواصم.. تقطعات في الطرق الرئيسية التي تربط المحافظات.. تفجير أنابيب النفط والغاز بشكل مستمر.. انعدام في الخدمات الضرورية كالماء والكهرباء التي صارت محطاتها الرئيسية عبثاً في يد المسلحين.. الى جانب الطامة الكبرى انتشار مليشيات الاصلاح في المدن وخاصة في المحافظات الجنوبية والشرقية، وكثير من المشاهد والصور التي تجيب على أسئلة الناس عما يحمله العام الجديد.. فهل ندرك أننا في خطر؟!