حاتم علي - أنت وطن مملوءُ بالغبطة
في طاعتها ظل عمره لا يعتصر الآهات بل يمد الحياة بالسعادة والأمل..
فقط كان ينسج حُلماً دافئاًمن رحيق المحبة يجوب أرجاء الكون وتحديداً المكان.. ليقول في الذات الداخلية لحياته إنك معنى الإرتواء والشبع ولكِ كل تجليات الأفكار ومبهمات التأمل..
وبعث لها رسالة بدأها قائلاً: عندما يتحدثون بحب عن الأوطان فإنهم قاصرون في ماهية التصوير، فأنتِ فقط معنى سيادة القول وطناً مملوء بالغبطة والسرور.. وباللوعة، والعطاء، وباليُمن، والدفء، ذلك لأن المشروع الذي يُرتل الوفاء لم يبدأ إلا من ضحى أيامك الجميلة التي كنتِ أنتِ سبباً في إضهارها في فحوى واقعنا المعاش!!
وأنتِ في الأصل خلاصة الجمال لكونكِ مستهل الحب، وعنوان الوفاء..
وهنالك تذكر زمنه الأول إبان طفولته الحالمة ليقول مجدداً لولاكِ لما كان لقيم الحياة معانِ توزع الأمنيات في مضمار هذا الكون الذي تداخل في تكويناته بعض من معاني البؤس ضمن رهبة الأمكنة!
وتتصاعد الأرواح إلى السماوات وتحف روحكِ أنتِ بالدعاء والروحانية.. لثمة أسباب أبرزها أنكِ منبع كل العطاء، وشلال حالم من تنامِ ديمومة الصفاء.. بل بلغةٍ أكثر قدسية أنتِ أم السلام نستعيد بكِ مرابع الصبا ونغفِل بحضورك آلم القادم من رثاء أيامنا التي غلب عليها الاهتراء والغُبنْ..
فلكِ مرات عديدة.. دفء مشاعرنا وصمت عشقنا الموجوم بالانتظار!!
|