إقبال علي عبدالله -
< من المفيد ذكره أن هناك مطلباً جماهيرياً ملحاً بدأ يبرز داعياً الاشقاء والأصدقاء في المجتمع الدولي رعاة المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة إلى أن تعلن للجميع بعد مرور أكثر من عام على توقيع المبادرة، كشف ما يعرف بكشف حساب عن مدى التزام الاطراف السياسية التي وقعت على المبادرة في عملية التنفيذ ومن هي الاطراف التي تسعى الى عرقلة التنفيذ.. هذا المطلب اعتقد أنه جاء من واقع ما يشهده الوطن اليوم من إخلالات وإخفاقات في شتى مناحي الحياة خاصة الجوانب الأمنية والاقتصادية التي تنذر بالخطر في القريب العاجل.
لعله من الواضح في إجابة المواطنين الذين عانوا من الأزمة السياسية التي شهدتها ومازالت تشهدها البلاد منذ نحو عامين أن هناك أطرافاً سياسية- وتحديداً أحزاب اللقاء المشترك وفي مقدمتها حزب الاصلاح الاسلامي المتشدد- تتعمد منذ الفراغ من التوقيع على المبادرة أواخر العام قبل الماضي في العاصمة السعودية الشقيقة - الرياض - التهرب من التزاماتها المنصوص عليها في المبادة والاكتفاء ببند تشكيل حكومة برئاستها باسم حكومة الوفاق الوطني واسناد رئاستها الى العجوز باسندوة الذي برهن صحة ما أُطلق عليه بأنه يعيش خارج التاريخ ولحظات الزمن.. وأنه سيكون مجرد دمية يلعب بها مشائخ حزب الاصلاح وجماعة الاخوان المسلمين الجناح العسكري لهذا الحزب المتأسلم.. ما دون ذلك في تشكيل الحكومة فإن بقية ما جاء ونصت عليه المبادرة- والجميع من أبناء الوطن والاشقاء والاصدقاء يدركون ذلك جيداً- بأنها بنود خارج اهتمام والتزام أحزاب المشترك!!
فحتى الالتزام ببند تشكيل الحكومة الباسندوية التي تتقاسم حقائبها مع المؤتمر الشعبي العام قد فشلت في إدارة شؤون البلاد، بل عمدت الى إدخال المواطنين في عنق الزجاجة من خلال ممارسات وزراء المشترك التي ركزت على نهب المال العام وخلق المزيد من حالات الفوضى الامنية والانهيار الاقتصادي الذي أصبح معتمداً كلياً على المساعدات والتسول من الدول الشقيقة والصديقة، وكأن البلاد ما قبل الازمة والتوقيع على المبادرة كانت لا موارد مالية لها من النفط والغاز والزراعة والاسماك والمنافذ الجوية والبحرية وغيرها من منافذ الإيرادات التي أصبحت اليوم بدلاً من أن ترفد خزينة الدولة لإصلاح المسار التنموي أصبحت ترفد جيوب وحسابات وزراء المشترك ومشائخ الاصلاح.. هذه الأوضاع وغيرها من الاوضاع المخيفة التي نعيشها اليوم تؤكد دون شك أن اليمن في طريقها الى الهاوية ما لم نكن قد وصلنا إليها، وأحزاب المشترك مازالت في انتهاج منهجها المتمثل بالمماحكات والمناكفات إرضاءً لشهوات شيطانية ومخططات تآمرية خارجية.
ولعل الأدهى اليوم ونحن نعيش هذه الأوضاع المأساوية أن مشائخ الاصلاح المتنفذين يسعون وفقاً لمخطط خارجي الى جر البلاد الى حافة الحرب الاهلية - لا سمح الله - فجلب الاسلحة بكميات كبيرة (مسدسات كاتم صوت وبنادق قناصة ومعدات الكترونية خاصة بالتجسس) من بعض دول الاقليم دليل على نواياهم.
من هنا والكثير الذي لم نشر اليه ويعرفه الشعب جيداً، فإن توقعاتنا التي أشرنا اليها في كتابات سابقة تؤكد أن البلاد في هذا العام الجديد الذي مازلنا في بدايته في طريقها الى الهاوية، ما لم يعلن رعاة المبادرة الخليجية ومجلس الامن الدولي عن الاطراف الظاهرة والمخفية التي تعمل بشتى الوسائل والطرق على عرقلة المبادرة وإبقاء البلاد في عنق الزجاجة.