موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


الحديدة.. إصابة طفل بانفجار في الدريهمي - وحدة الصف الوطني.. الحصن المنيع لمواجهة المشاريع الاستعمارية - 43846 شهيداً منذ بدء العدوان على غزة - 6364 مهاجر أفريقي وصلوا اليمن في شهر - الرئيس/ علي ناصر يعزّي بوفاة النائب البرلماني الدكتور عبدالباري دغيش - تدشين خطة الانتشار الإسعافي على الطرق السريعة - النواب يجدد الثقة بالإجماع لهيئة رئاسته لفترة قادمة - صنعاء: انطلاق حملة للتبرع لمرضى الثلاسيميا - ارتفاع عدد شهداء غزة إلى 43 ألفاً و799 - مع غزة ولبنان.. مسيرة مليونية بصنعاء -
مقالات
الميثاق نت - عبدالرحمن مراد

الثلاثاء, 15-يناير-2013
عبدالرحمن مراد -

لم يحدث في التاريخ اليمني ما يشبه الذي يحدث الآن إلا ذلك الحدث الذي وقع في منتصف القرن الماضي حين بدأ نظام الدولة المتوكلية يتآكل من داخل نسيجه وذهب فريق منه الى صف المعارضة الثورية والآخر ظل متربصاً والبعض متمسكاً بالحال الذي كان عليه النظام، وحين اندلعت نيران ثورة سبتمبر 1962م أكلت جلّ بنيها- البار والعاق، المناهض والمناصر- ولم يشفع لبيت حميد الدين ثورية البعض بل قد أخذت الثورة الثائر بجريرة الإمامي والرجعي وغادر الكل القصور العامرة والبساتين الوارفة، وساهمت الأسرة في صناعة الفصل الخاتم من مسرحية الحكم المتوكلي (1918-1962م). وعلى ذات النهج وذات النسق ساهم جناح في سلطة (17يوليو 78م) في كتابة الفصل الأخير من مسرحية الحكم الذي دام (33) عاماً بصورة تراجيدية مع كوميديا الألم، فالذين أخذهم الوهم أن الثورة سوف تعيد إنتاجهم عاشوا وهماً مضاعفاً ولم يحسنوا قراءة نماذج التأريخ ولا تموجات المراحل والانتقالات ولم يعوا بشكل سليم طبيعة الثورات وإفرازاتها وفرزها.. المؤلم في الأمر هو شعورنا في وقت متأخر بغباء وهشاشة من كانوا يحكمون اليمن وسوء تقديرهم وقلة حيلتهم، فالسلطة في الغالب تحجب عيوب الحكام الذين تخدمهم الظروف والمراحل، لا حسن التقدير والسياسة.
وفي مثل هكذا ظروف ونحن نشاهد كل الاقطاب الماضوية تنهار بعد أن حفرت قبرها بأظافرها الحديدية، وفي المقابل نشاهد ملامح قادم يشع بالبهاء ويسير الى عتبات الدولة المدنية الحديثة ويؤسس للشراكة الوطنية وحق كل الاطراف في تراب هذا الوطن وفي الاسهام في البناء والتنمية..
لقد اكتشفت كم كنت غبياً في 2011م حين وضعت كفي على كبدي وصحتُ «قلبي على وطني» ولم أدرك حينها أن موت بعض الشعب يحيي كلّه وأن نهاية الكابوس لا يمكن لها أن تتحقق إلا بالتضحيات الجسام، فشكراً لآل الأحمر، وشكراً لعلي محسن» وشكراً «للقشيبي» و«ربيش» وشكراً «للحنق»، فقد كانوا رائعين وهم يسطرون بالدم الغالي ملامح مرحلتهم التي بدأنا نشعر بنهايتها ونحن نسمع بيانات النعي تتعالى في غروب الشمس ونتلذذ بنشيد البقاء كم كنتم رائعين.. لنا المجد فلتذهبوا الى خزيمة وسنبدأ من آخر التحرير.. وهنا مفترق الطريق.
وكم أعجب من أولئك الذين يتحدثون عن الفطنة والذكاء على شبكة التواصل الاجتماعي «الفيس بوك» وقد غاب عنهم ما يجب عليهم أن يدركوه ويعوه بعيداً عن لغة التضليل والوهم وهو أن الذكاء صفة غير انفعالية، فالذين يغضبون والذين يعادون ويغلي في قلوبهم مرجل الغل والحقد والحسد لا يمكن أن يكونوا أذكياء أبداً بل تحركهم نوازع الشر في نفوسهم فيقعون في غالب الاحوال في شرك أفعالهم، ومن المستحيل أن يتحولوا الى مركزية ذاتية تدور من حولهم حاجات الناس وأحوالهم، وإنْ أوهمهم النفعيون بذلك فتطاولوا وبغوا ظناً أن الاموال التي تدفقت سوف تصنع مجداً مؤثلاً، وربما تناسوا أن انقطاع تدفق الاموال يعمل على تصحر القلوب والولاءات، وقد يحدث ذلك التصحر يقظة ضمير ولو متأخرة فتصبح القضية الثورية أقرب الى الحلم منها الى اليقظة، ذلك أن الذين وقعوا تحت تأثير موجة تدفق الاموال الثورية أدركوا الآن سذاجة موقفهم وعدائهم لعلي عبدالله صالح، والذين ذهبوا الى الثورة من تحت مظلة النظام صهرتهم الأحداث حتى أدرك الشعب قيمتهم الحقيقية، وأدركوا هم قيمتهم الحقيقية عند الشعب، وفي مجمل الاحوال عرف الشعب من خلال تفاعل الأحداث حجم الضنك والمعاناة التي كان يواجهها علي عبدالله صالح في فترة حكمه كما عرف رؤوس الثعابين التي كان يرقص عليها، فاليمن تناقضات تراكمية تاريخية، ومن الجهل القفز على حقائقها الموضوعية، وحين تكشفت تلك الحقائق للناس شعروا بما اقترفوه في حق المواطن علي عبدالله صالح، وما اجترحوه في قيمته ومعناه ولم يزده الصهر إلا بريقاً ولمعاناً، فالرجل الذي يتداخل مع هموم الناس ويشاركهم طقوسهم وعاداتهم الاجتماعية اصبح اليوم أكثر تغريداً وحرية وقد تحرر من قيود المنصب وشعر بمحبة الناس ودفء مشاعرهم وهو يقترب من مساجدهم وأسواقهم ويتبادل معهم النكات السياسية والتحايا وهو بذلك يتدرج في العظام من السلطة وقد تجاوز مرحلة النكسة النفسية للنظام من خلال قدرته الفائقة على اجتياز المراحل وخلق البدائل.. المشكلة الآن في ملعب خصومه الذين بمجرد أن قدروا تقديراً بفقدانهم الامتيازات والسلطان الذي كانوا عليه حتى خرجوا عن وقارهم بهستيريا نيرونية تكاد تحرق كل شيء دون تقدير للعواقب الوخيمة الناتجة عن تلك المقدمات الهستيرية، ولو أحسنوا التقدير لعرفوا أن النتيجة التي هم فيها لم تكن الا لتشير الى المقدمات التي هم أبرز وأنجع من كانوا أكثر تحركاً وأثراً وفاعلية فيها، فالقضايا المنطقية لا يمكن أن تأتي نتائجها الا في السياق العقلي لمقدماتها لذلك وجب على الذين صنعوا المقدمات وتفاعلوا معها أن يستسلموا للنتائج.. ولعل اللواء علي محسن يتذكر وعوده بترك العمل الرسمي ونخشى أن يُكتب عند الله كذاباً فقد جاء في الحديث الشريف ما نصه: «مايزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يُكتب عند الله كذاباً»، ولم يكن ذلك الاستفسار لائقاً باللواء علي محسن لأنه يتقاطع مع وعوده ومع تصريحاته، وهو بذلك التصرف يختار وضعاً لا يتوافق وتاريخه النضالي ولا الاجتماعي ولا يتوافق وواقعه السياسي الذي يفرض عليه التفاعل مع معطياته وفق أبرز تجلياته الراهنة، فاللواء في تجليات اللحظة هو في محك التجربة والانتقال الى العمل السياسي الجماهيري لأنه أدرك بنفسه أن القوة العسكرية لا يمكنها أن تعمل على بقاء رئيس أو ملك في قصره، وعظات الربيع العربي أمام عينيه.
لذلك فلغة التوازنات القديمة ومفرداتها لم تعد حاضرة في سماء المرحلة وتطوراتها، وحتى يعي المرحلة عليه أن يحدّث في قائمة جلسائه بطاقات جديدة لأن التفكير بعقول المراحل السابقة من خلال الجلساء والندماء الذين يطلقون التصريحات النارية ويضخمون في «الأنا» هو الفناء المؤجل.. وفي تقديري أن اللواء وفق معطيات اللحظة أصبح بمقدوره أن يصبح رقماً صعباً وبمقدوره أن يذهب الى الفناء المؤجل، والخيار الأول لن يكون من خلال تشبثه بالمنصب والفرقة بل بالاعلان عن رغبته في ترك العمل العسكري والانخراط في العمل السياسي، والثاني بالتشبث بالمنصب والفرقة وهو يدرك موقف المجتمع الدولي منه ويدرك موقف الجارة وشكوكها في تفاعله مع قطر ويدرك حالة الفرز في الساحات الثورية، فالذي كان في عام 2011م لا يمكنه أن يعود كما كان فقد تكشفت كثير من الحقائق وفقد الشارع ثقته في كثير من المكونات الثورية، ولا يمكن لتلك التهديدات التي تناقلتها وسائل الاعلام ان تحقق أهدافها السياسية لتغير قيم المعادلة السياسية، ولشعور كثير من الموالين بميول الكفة الى جانب الرئيس والذين ينصحون اللواء بمثل ذلك لا أظنهم يكنون له المودة أو يحترمون مواقفه الثورية معهم- وإنْ تظاهروا له بالدعم والتأييد.
ما يجب أن يفهمه الفرقاء أننا لا نكنّ العداء لهم ولكننا قد نختلف مع توجهاتهم وسياساتهم، ومثل ذلك من سنن الله في التدافع خوف حدوث الفساد، وحين نهدي لهم النصح فنحن نهديه خالصاً لا تخامره مآرب دنيوية أو مصالح سياسية، وهم يدركون تمام الإدراك أن أقدامنا لم تعهد الوقوف على أبوابهم وأن أيادينا لم تمتد يوماً لاستجدائهم كما تفعل الاقلام المأجورة التي في سبيل الفتات تجعل الوطن عرضة للرياح والعواصف العاتية.
دعونا نختلف ونتصارع فكرياً مع احتفاظنا بقيمة كل أحد من أطراف المعادلة السياسية ومعناه، فالحب وحده من يجعلنا قادرين على البناء.. والحقد هو الطاقة التدميرية لمقدرات الوطن.. أضيئوا نفوسكم بالحب ودعونا نبني الوطن حتى تلهج ألسنتنا بالقول.. شكراً كم كنتم رائعين.


أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
في زيارتي للوطن.. انطباعات عن صمود واصطفاف ملحمي
اياد فاضل*

هم ونحن ..!!
د. عبد الوهاب الروحاني

اليمن يُغيّر مفهوم القوة
أحمد الزبيري

مسلمون قبل نزول القرآن الكريم.. فقه أهل اليمن القديم
الباحث/ عبدالله محسن

الأقلام الحُرة تنقل أوجاع الناس
عبدالسلام الدباء *

30 نوفمبر عيد الاستقلال المجيد: معنى ومفهوم الاستقلال الحقيقي
عبدالله صالح الحاج

دماء العرب.. وديمقراطية الغرب؟!
طه العامري

ترامب – نتنياهو ما المتوقَّع من هذه العلاقة؟!
ليلى نقولا*

أين هو الغرب من الأطفال الفلسطينيين السجناء وهو يتشدَّق دوماً بحقّ الطفل؟
بثينة شعبان*

صراع النملة مع الإنسان ولا توجد فرص أخرى للانتصار!!
د. أيوب الحمادي

دغيش.. البرلماني الذي انتصر للوحدة حتى المَنِـيـَّة
خالد قيرمان

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)