عبدالله الصعفاني -
ما جدوى الربيع العربي اذا لم يتأتنا مختالاً.. ضاحكاً.. مبتسماً حسب الاختزال البديع للشاعر.. وما فائدة أي توجُّهات تصحيحية وثورية اذا لم تنعكس ايجاباً على حياة الناس وتلبي احتياجاتهم أو على الأقل ترسم أمامهم ملامح الأمل في القادم الأجمل.
9 ولقد أقيمت في الكويت ندوة حاولت تقييم الربيع العربي بشيء من التجرد والموضوعية ضمن مهرجان القرين الثقافي.. هذه الندوة أفضت الى أمور كثيرة استوعبت التطورات المتسارعة في المنطقة وارتدادات ما حدث ويحدث على بلدان عدة.
9 ولقد استوقفتني مقارنة للدكتور محمد العسيمي حول ما حدث في ألمانيا الشرقية إثر اسقاط جدار برلين وما حدث في مصر ولايزال.. حيث يقارن بين الذي حدث بين هونيكر وحسني مبارك.
في ألمانيا جرى تجاوز الانشغال برئيس يصارع الموت رغم ما بدر من نظامه.. ولم تنس أن تنشغل عن التنمية بهونيكر، بل ودفعت تكاليف علاجه في الخارج باعتباره مواطناً ألمانياً، أما في مصر فحضر الانشغال بمبارك عن التنمية الحقيقية، حيث تعاد المحاكمة أملاً في إعدام وليس بدا وحسب!!
ثم يعقد مقارنة بين بريطانيا وهي تصدر قراراً بتعيين محافظ لمصرف انجلترا المركزي كندي الجنسية طلباً لخبرته المصرفية..
فيما تمت إقالة محافظ البنك المركزي في مصر رغم مهنيته وفوزه بجائزة أفضل محافظ لبنك مركزي على مستوى أفريقيا.
9 ولسنا في وارد التفاصيل الكثيرة.. غير أن في الأمر ما يشير الى فوارق ثقافية مذهلة تعكس كيف أننا كعرب لاتزال نتصرف بانفعال وبدائية ونخضع ما هو مهني وقانوني لانفعالاتنا السياسية ومواقفنا الثأرية.. فهل من سبيل إلى ربيع عربي نغادر فيه منطقة «الأعراب أشد كفراً ونفاقاً».