موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


الشيخ/ يحيى الراعي لـ"الميثاق":المؤتمر وكل القوى الخيّرة سيواجهون محاولات تقسيم اليمن - الوحدة..طريق العبور الآمن إلى يمن حُر ومستقر - الأمين العام : كل مشاريع التمزيق ورهانات الانفضال ستفشل - الخطري لـ"الميثاق": الوحدة طَوْق النجاة من كل الأزمات والإشكالات الماثلة والمتوقَّعة - الشيخ/ عبدالله مجيديع لـ"الميثاق": قوة أي شعب أو أمة بالوحدة - الشيخ جابر:المرحلة الراهنة من عُمْر الوحدة تعد الأخطر ونطالب كل الأطراف بوعي ومسؤولية - عزام صلاح لـ"الميثاق": سيظل اليمن موحداً ومؤامرات التقسيم مصيرها الزوال - الشريف لـ"الميثاق": ذكرى الوحدة مصدر إلهام وأمل لليمنيين لتحقيق السلام - أحرار من سقطرى لـ"الميثاق": الوحدة راسخة ولن نستسلم لأعداء الوطن - الشيخ يحيى غوبر: التاريخ سيلعن كل مَنْ يتآمر على الوحدة ويعرّضها للخطر -
مقالات
الأحد, 27-يناير-2013
الميثاق نت -  احمد صالح الفقيه -
في مجتمعات يغيب فيها فكر بناء الدولة تخلط السلطة السياسية بين مفهومي السلطة المتغيرة والدولة الدائمة؛ فتسعى كل جماعة تصل الى السلطة، سواء جاءت الى سدة الحكم على دبابة أو عبر صندوق الاقتراع، تسعى الى الاستحواذ على مفاصل الدولة باحلال محازبيها التابعين لها في الوظائف الحكومية. وهذا ينتج اقصاء يؤسس للتمردات والحروب الاهلية. ان جهاز السلطة جهازمؤقت، ويحق للسلطة الجديدة شغل عدد محدد من الوظائف بحسب سعة الحكومة التي تديرها،وشاغلوا هذه الوظائف يذهبون بذهاب السلطة ليخلوا المكان لاتباع السلطة الجديدة القادمة.
أما الدولة فهي منظومة مكونة من وزارات ومؤسسات وأجهزة لها صفة الثبات والاستمرار، وموظفوها هم حماة مصالح الدولة التي هي للشعب كله حتى في وجه السلطة السياسية، لذلك نرى في الدول الديمقراطية كيف تستجوب الشرطة رئيس الجمهورية او رئيس الوزراء اذا قام بأي فعل غير قانوني . وفي اجهزة الدولة وموظفيها من درجة وكيل وزارة وما تحتها تتراكم الخبرات الضرورية لتسيير اعمال الدولة وحماية مصالحها. ولذلك فان موظفي الدولة لاسلطان عليهم الا للقانون، قانون الخدمة المدنية وقانون الخدمة العسكرية الذي يحدد شروط التوظيف والتعيين والترقية، ولا يستطيع حتى رئيس الجمهورية عزل موظف او تعيينه خارج القانون. تلك هي أوليات ثقافة بناء الدولة الغائبة في أوطاننا.
الاخوان المسلمون في مصر والسودان واليمن لهم اجندة يسمونها التمكين، وهي تعني استحواذ المنتمين الى "الاخوان" على اهم الوظائف واستبعاد الآخرين، وهذا ما يسميه المحتجون عليهم في مصر بأخونة الدولة. وفي سبيل تحقيق أهدافهم قاموا بسلق دستور يوافق غاياتهم تنصلوا من نتائج كل حوار واتفاق مع القوى السياسية الامر الذي اثار احتجاجات واسعة في مصر عند انجاز الدستور.
وقد اجتمع آنذاك في قصر الاتحادية، قيادات الاخوان والسلفيين واعضاء من (لجنة الاشقياء) في تاسيسية الدستور ، للتحاور حول تداعيات الاعلان الدستوري، الذي ارتكبه مرسي وفجر موجة عارمة من الرفض الشعبي، وهو حوار رفضت جبهة الانقاذ التي تقود المعارضة الشعبية المشاركة فيه ليصبح حال حوار الاتحادية شبيها بما وصف به سعد زغلول مفاوضات عملاء الانجليز مع الاحتلال بانه (جورج الخامس يفاوض جورج الخامس).وعقد بعد الحوار مؤتمر صحفي ظهرفيه سليم العوا ومحمد مكي على الشاشة متلاصقين متداخلين كوحش الهيدرا الخرافي برأسين وجسم واحد بأربعة اقدام.
أقلقت صور التلاحم والتفاهم بين قوات الشرطة من ناحية والمتظاهرين من ناحية أخرى الاخوان وحلفائهم السلفيين، بعد تداول نطاق واسع جدا من ناشطي المواقع الاجتماعية على شبكة الإنترنت صورة لإحدى دبابات الحرس الجمهوري المصري مكتوب عليها «يسقط مرسي»، في إشارة للرئيس محمد مرسي.وذكر محللون إن صورة الدبابة «أعادت للأذهان الأيام الأولى لثورة 25 يناير، والتي كتب فيها الثوار على الدبابات يسقط مبارك وحتى قبل تنحيه». وهوما جعل "الاخوان" يتمادون في تنفيذ برنامج التمكين سيئ الذكر الذي امتد حتى الى النقابات العمالية والجمعيات الفلاحية مثيرين مزيدا من السخط الشعبي عليهم.
وقد اثارت التظاهرات العارمة قلق الاسلاميين فقام الدكتور يسرى حماد نائب رئيس حزب النور السلفي حليف الاخوان، والمتحدث الرسمي باسم الحزب ، بتوجيه رسالة تعبر عن ذلك القلق إلى الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل، قائلا: "فى حالة تعرض الرئيس محمد مرسى للخطر ستقوم على الفور ثورة إسلامية، ولو قتل الرئيس ستقوم ثورة إسلامية بحكم إسلامى كامل على أرض مصر". أضاف حماد، عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": "الأغلبية اللى متخيلين أنهم ممكن بقتل مرسى، إن المجلس العسكري، يرجع يحكم مصر ويمسكها رئيس عسكري أو رئيس على كيفهم أحب أفهمهم أن أقوى جيوش العالم لا تستطيع ردع ثورة إسلامية ولا حتى ثورة عادية". وتابع:"الحشود اللى بتحضر خطبة فى مسجد والشوارع المحيطة به لأى شيخ من مشايخ المسلمين المشهورين يعادل 5 أضعاف حشود المعارضة ده على الفرض أن الحسابات بالعدد مضيفا:"وأنا طبعآ كلامى عن عقيدة جهادية لا قبل لأقوى جيوش العالم بها".
خطاب الاخوان المسلمين ورموز التيارات الاسلامية يفضحهم ويسيئ الى قضيتهم كلما فتحوا افواههم، وهو في غالبيته الساحقه حديث خطباء مساجد من ذلك النوع الذي يخاطب الغدد الدمعية و الجنسية للمتلقين البسطاء بالاسلوب الفاشي والنازي، وتتخلل الجمل ادعاءات كاذبة كليا تزين بكلمات باسم الله والاسلام.. الشريعة تختلط بالكذب الصراح الباعث على الاشمئزاز، ولعل سكوتهم كان سيكون انفع لهم عوضا عن كل ذلك الهذر والهذيان البشع المقيت الذي يتدفق من افواههم بينما يرققون اصواتهم فيما يشبه البكاء والنحيب.. وقد افصح سلوكهم عن انتهازية وميكيافيلية نادري المثال في العمل الديني والسياسي لا اعتقد انه قد وصل احد الى مستواهما من الوضاعة والانحطاط منذ النازية. وفوق ذلك ظهروا في ما اصبح يعرف بغزوة الاتحادية قتلة يعيدون الى الاذهان غدرة "رعل" و"ذكوان" و"بنى لحيان" و" عصية".
اثارت السياسية الاستحواذية للاسلاميين، جريا على عادتهم الذميمة فيما يسمى التمكين، سخطا عارما في ارجاء مصر. لكن ما حدث في المحلة عاصمة محافظة الشرقية من قيام شباب الثورة بها باعلانها مدينة مستقلة محررة من حكم الاخوان، ذا دلالة رمزية كبيرة على عمق السخط ومداه في بلد يتعصب مواطنوه لوحدته الوطنية الى ابعد الحدود. ظاهرة المحله تعيد الى الاذهان ما حدث في مرحلة من مراحل ثورة 1919، عندما اعلن زعيم من زعماء الوفد اسمه محمود بسيني استقلال بلدته زفتي عن المملكة المصرية، والارجح انه اعلن استقلال زفتي احتجاجا على الحماية البريطانية؛ اي انه لم يكن راغبا في ان تكون زفتي من محميات حكومة صاحبة الجلالة البريطانية كنوع من رفع راية العصيان في وجه الحكومة المركزية والمناداة بعدم شرعيتها. قد حدث ما يشبه ذلك آنذاك في المنيا، حيث قام محام اسمه رياض الجمل كان من ابلغ خطباء ثورة 1919 مع زعيم محلى معمم اسمه الشيخ حتاته باعلان استقلال المنيا عن مصر واعلن فيها النظام الجمهوري وسماها ((جمهرية المنيا)).
المشكلة الاساسية التي يدور حولها الصراع اليوم في مصر، هي صلاحية الحق الالهي لان يكون اساسا للدولة، وطبيعة الحكومة الدينية من حيث حكم البشر كما يتصور البعض انه يمثل الارادة الالهية والقوانين الالهية والحق الالهي، وتلك قضية قديمة جديدة، ويلجأ معارضو الثيوقراطية كما قال د. لويس عوض الى الحديث عن دور رجال الدين في منع نهضة تركيا ومصر والبلاد العربية وفي تعطيل بناء الدولة العصرية فيها على غرار الدول الاروبية، ويوجد قطاع عريض متشبع بتلك الروح المعادية للكهنوت او ما يسمونه في اوروبا anti-clericalism ، ويستشهدون بفساد الباباوات وجمود رجال الدين المسيحي في اوروبا وفي مصر وفي كل زمان. ويستعيدون حركة الاصلاح الديني في بدايات عصر النهضة الاوروبية وفي عصر الثورة الفرنسية؛ ويتحدثون عن دور راسبوتين في روسيا القيصرية قبيل الثورة البلشفية. ولطالما تصدت القوى المستنيرة في مصرللحكم المطلق باسم الدولة الدينية منذ رفاعة الطهطاوي.
وفي العشرينيات من القرن الماضي تعاطف الناس مع عبدالغني فهمي وعلى عبد الرزاق صاحب كتاب الاسلام واصول الحكم، المعارض للخلافة، لا سيما لان سعد زغلول قائد الشعب في ثورة 19 وصف هدف احياء الخلافة ((بانه الجري راء الاغراض الخيالية)) وانه ((يقضي على السياسة العملية)) وكان انحياز سعد زغلول ضد مشروع الخلافة كافيا في حد ذاته الى صرف الجماهير عنه رغم مافي الدعوة للدولة الدينية من سحر تاريخي عند قطاعات لا باس بها من بسطاء الناس.
في 1925 تحصنت الصفوة المثقفة مثل علي عبدالرزاق لمحاربة الخلافة وراء البحث العلمي والتوثيق التاريخي والعقلانية لاثبات ان الثيوقراطية اوالحكومة الدينية دخيلة على الاسلام، اما الزعامة الشعبية (سعد زغلول) فقد تحصنت وراء مقالات سياسية فهي قد تجنبت بحث الفكرة في ذاتها حتى لا تستفز شعور المتدينين المحافظين متحصنتة وراء ما تسميه تارة (( السياسة الحسية)) اي الملموسة، وما تسميه تارة اخرى (( السياسة العلمية))، وهما تعنيان ما نسميه اليوم (( السياسة الوضعية )) و((القوانين الوضعية)). ويجب ان نفهم من وصف سعد زغلول لحزب الاتحاد وهو حزب الملك بانه ((حزب الشيطان)) انه كان يرد على دعوة انصار الخلافة بانهم ((حزب الله) . ولعل اكثر المعاصرين اقترابا من بؤرة الموضوع دون مداورة كانا صلاح حافظ و فرج فوده الذي اغتاله ارهابيو تيار الاسلام السياسي. اما الآخرون المعادون للثيوقراطية فقد كانوا يداورون ويناورون فيما يكتبون خوفا من الغوغاء والكهنة. الا ان المشهد تغير الآن كثيرا واصبح الشباب يقولون ما يعتقدون بل يموتون في سبيله دون خوف وبجرأة واقدام، وةقد جلبت شجاعتهم الى مواقع الإقدام الكثيرين من الجيل الاكبر سنا، هم بعد يسمون الاخوا المسلمين اليوم اخوان الشياطين جريا على مقاله سعد زغلول عن حزب الله. انتهى.
ولعل اصدق مايمكن قوله في تيار الاسلام السياسي هو ما قاله العقاد ذات مرة: ( لو كنا نصدق هؤلاء الاوباش الذين يزعمون ان لهم مبدأ يدعون اليه ورأيا ينضحون عنه لقلنا انهم اتباع خيال عصفت بعقولهم سموم المخدرات التي ادمنتها فجنح بهم التفكير الى حيث لا يذهب الا الفكر الملتاث والطبع السقيم.)


أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
المستقبل للوحدة
بقلم / صادق بن امين أبو راس- رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
الوحدة اليمنية بين  التحدي والمأمول
د. عبدالعزيز محمد الشعيبي

عِزَّة اليمن بوحدته واستقراره
هايدي مهدي*

في ذكرى 22 مايو
د. أبو بكر القربي

مقاربة الوحدة وواحدية الثورة اليمنية ووحدة المصير المُشترَك
أ.د. أحمد مطهر عقبات*

34 عاماً من عمر الوحدة.. ثرثرات من قلب الحدث
يحيى العراسي

إلى قادة الأطراف الأربعة
يحيى حسين العرشي*

مُتلاحمون مهما كان
علي حسن شعثان*

الوحدة اليمنية رهان لا يعرف الخسارة
د. طه حسين الهمداني

الوحدة.. المُفترَى عليها..!!
د. عبدالوهاب الروحاني

الوحدة اليمنية قدر ومصير
عبدالسلام الدباء

حلم شعب
د. محمد عبدالجبار المعلمي

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)