عبدالله الصعفاني -
ليس في الأمر تطيّر ولا حساسية أجانب من الرقم «13» الذي يجري استبداله في غرف الفنادق بالرقم «12+1».. لكن من المسئولين الرسميين والقيادات الحزبية من يجعل المواطن يتوجس منه خيفة كلما رآه في اجتماع.. ويتميز غيظاً كلما سمعه يتحدث..
۹ ولا تستهينوا بإحساس المواطن.. خاصة ذلك المواطن الذكي بالفطرة.. القادر على إثبات «أين الخير من وجه الغراب».
ولم يعد الواحد منّا بحاجة لاستحضار «الأرواح جنود مجندة ما اتفق منها ائتلف وما تنافر منها اختلف».. يكفي أن تقرأ الصحف أو تشاهد التلفزيون لتقف بقرون الاستشعار التكنولوجي عن بُعد على أن الفساد ليس -فقط- فساداً مالياً إدارياً أو سياسياً.. وإنما فساد الرأي وفساد المشورة وفساد الكلمة عندما تتحول الى صاروخ قادر على القذف بصاحبه الى جهنم.
۹ لقد ارتفع الإحساس الشعبي المتوجع من هؤلاء الذين يتفانون في تسويد معيشة الناس بمتواليات الكيد والفجور وكل ما يبعث على التشاؤم.. تأملوا حولكم وستجدون من هو بالفعل أشأم من طويس.
۹ أما طويس هذا فهو عيسى بن عبدالله.. الذي توفي في العام 92هـ.. وكان من أشهر المغنين في المدينة.. فقد ولد طويس في نفس اليوم الذي توفي فيه سيد البشرية محمد «صلى الله عليه وآله وسلم»..
وفُطم من الرضاعة في اليوم الذي مات فيه الخليفة الأول أبو بكر الصديق - رضي الله عنه- وخُتن متأخراً في نفس اليوم الذي استشهد فيه الفاروق عمر بن الخطاب.. وتزوج في اليوم الذي استشهد فيه عثمان بن عفان.. واستقبل باكورة إنتاجه من الأولاد في اليوم الذي استشهد فيه علي بن ابي طالب «كرَّم الله وجهه»..
۹ تُرى.. كم بيننا ممن ينطبق عليه المثل «أشأم من طويس»؟!