-
استطلاع/ عبدالكريم محمد
< في البداية تحدث المهندس عباد العنسي - رئيس النقابة العامة للمهندسين الزراعيين قائلاً:
- موازنة الحكومة فيها العديد من القصور وتفتقد لخطة إنعاش اقتصادي ورؤية ولم تولي اهتماماً للنفقات الاستثمارية خاصة والبلد بأمس الحاجة لها، سيما بعد ما تعرض له الاقتصاد الوطني واقتصاديات الأسرة من اهتزازات ومشاكل بل وشلل تام خلال الأزمة التي عاشها ولايزال الوطن.
مشيراً الى الأوضاع في البلاد كانت تحتاج من الحكومة وضع موازنة مختلفة في أبوابها وبرنامجها ونفقاتها غير التي تقدمت بها الحكومة للبرلمان مؤخراً.
وقال: نقول هذا الكلام من دافع وحرص وطني ولا علاقة له بالمزايدات أو النقد لمجرد النقد، وإنما هي الحقيقة وما يمليه علينا ضميرنا في منظمات المجتمع المدني خصوصاً ونحن نحرص على العمل بعيداً عن رايات الأحزاب ومناكفاتها.
وفيما يخص التجنيد الذي حصل خلال العامين الماضيين خارج القانون وباعتراف وزير الدفاع نفسه، حيث بلغ 200 ألف مجند معظمهم من الأطفال قال النقابي عباد العنسي: أعتقد أن هذه كارثة مكتملة الأركان من عدة جوانب سيما أن نسبة كبيرة من المجندين أطفال، وهذه في حد ذاتها جريمة وانتهاك لحقوق الطفولة أو أن التجنيد جاء خارج خطط وبرامج وعلم وزارتي الدفاع والداخلية، وثالثاً: الموازنة العامة للدولة وما يتطلبه هذا الأمر من رواتب ونفقات، ورابعاً على الجيش الوطني نفسه الذي تم تدريبه وتأهيله لعشرات السنين واليوم يأتي بحوالى (200) ألف مجند، وهنا خوف من أن يؤثر هذا على جاهزية الجيش النظامي وخططه وبرامجه، بل الخوف أن يهدف من وراء ذلك تفكيك الجيش.
مراجعة النفس
ودعا رئيس النقابة العامة للمهندسين الزراعيين كل المعنيين في الحكومة وقيادة الدولة الى مراجعة حساباتهم وخططهم وعدم الإنجرار وراء المهاترات والمزايدات الحزبية من أي طرف كان، لأن ذلك - كما قال - سينعكس على الوطن عموماً اقتصاده ووحدته وتنميته.
مشيراً الى أن هناك أولويات تفترض التعامل معها بسمو وأخلاق ووعي بعيداً عن سموم البعض ومزايداتهم، وكذا عن الخطاب الاعلامي الذي بات واضحاً أنه يؤثر على الوفاق ويوظف أيضاً للهدم بدلاً من البناء.
عجز مهول
< من جانبه قال الدكتور/ حسان عبدالمغني - رئيس النقابة العامة للمهندسين:
- الميزانية وضعت بصورة مرتجلة ولم تُدرس دراسة علمية اقتصادية تنموية بحيث تناسب الوضع الذي عاشته ولاتزال تعيشه اليمن، فعلى سبيل المثال عندنا حوالى (3) ملايين عاطل عن العمل والبلد غرقت في أزمة طاحنة طوال أكثر من سنتين، وبالتالي كيف سيتم استيعاب الـ(3) ملايين عاطل وكيف سيتم الانتعاش الاقتصادي والتنموي طالما والميزانية أصلاً وضعت كنفقات ومصروفات ولم تتعاطَ مع مفهوم الانتعاش الاقتصادي والتنموي، إضافة الى أن العجز فيها مهول والهوة كبيرة وهذا يطرح مخاوف كبيرة جداً وتساؤلات منها: من أين ستتم تغطية العجز في الميزانية؟ ..هل من المانحين والمساعدات والقروض.. أم من أين؟ والخوف هنا هو أن يحصل انهيار اقتصادي وتراجع لقيمة الريال، وارتفاع الأسعار وما شابه.
مشيراً الى أن هناك الكثير من المشاريع الاستثمارية المرحلة والمتوقفة لم تتعاطَ معها الميزانية التي وضعتها الحكومة ومنها مشاريع كثيرة لدى نقابة المهندسين والمكاتب الهندسية ولم يتم الاشارة اليها، وهذا جزء من كثير من المشاريع المتوقفة في بقية القطاعات والجهات الأخرى في البلد.
تفتيت الجيش
وفيما يخص تجنيد (200) ألف شخص من غير علم وزارة الدفاع وتأثير ذلك على الميزانية والجيش عموماً قال رئيس نقابة المهندسين: أعتقد أن هذا الأمر خطير جداً ومن قام به يجهل تماماً عواقبه ومسؤولياته، لأنه تجاوز وزارة الدفاع والخطط وحتى القانون، إضافة الى أنه يؤثر على الجيش كمنظومة مسلحة ومدربة أنفق عليها طوال عشرات السنين تدريباً وبناءً وتأهيلاً وإعداداً وتسليحاً وأن تأتي أطراف خلال عامين وتجند هذا الرقم المهول ومعظمهم أطفال، فهذا الأمر والقضية يفترض التوقف عندها وعدم السماح بمرورها لأنها تعد من الجرائم، الا إذا كان الهدف هو تسريح الجيش اليمني وإحلال مليشيات محله تتبع جهات بعينها وتأتمر بأمرها وليس بأمر وزارة الدفاع والقائد الأعلى للقوات المسلحة، كما هو منصوص عليه في الدستور.
حروب باردة
مشيراً الى أن تجنيد هذا الرقم الكبير والذن معظمهم من الاطفال ستكون له انعكاسات على كافة المناحي منها التأثير المباشر على ميزانية الدولة ومنها أنه خارج عن خطط وزارة الدفاع ومنها أنه انتهاك للطفولة وغيرها.
ولفت الدكتور حسان عبدالمغني الى ضرورة قيام الحكومة وبغض النظر عن الحزبية والصراعات السياسية بمراجعة سياستها، وتنطلق من منطلقات واقعية تخدم المصلحة الوطنية العليا، لأن الاشخاص زائلون وكذلك المناصب فيما الباقي هو الوطن وأمنه وثوابته ومستقبل أجياله.
ميزانية عجيبة
< الى ذلك تحدث رئيس الاتحاد السمكي الشيخ علي أحمد بن شبا من جانبه قائلاً:
- الميزانية التي أعدتها الحكومة لهذا العام ووافق عليها البرلمان في وقت ضيق ومحرج غير منسجمة تماماً مع الواقع ومتطلبات التنمية وتحقيق انعاش اقتصادي، إضافة الى أنها تعاني من عجز كبير ومن غير المعقول تقليصه أو تعديه وتوفير إمكانيات تمويلية وسيولة لسده إلا إذا كان الاخوة الذين أعدوا هذه الموازنة يمتلكون عصا سحرية
مشيراً الى أن الميزانية فيها الكثير من المخاوف والتحديات التي يصعب تجاوزها.. ونحن نقول ذلك بكل تجرد وشفافية وصدق هكذا وليس هناك حتى مثقال ذرة من التأثير الحزبي أو المزايدات وإنما نقول من واقع، وكوننا أيضاً قيادات نقابية تحترم نفسها وتحترم عملها والقيم النقابية التي تنطلق من خلالها وتؤمن بها، ونقول هذه الحقائق حرصاً على بلادنا. وأكد رئيس الاتحاد السمكي بأن الميزانية كان يفترض قبل تقديمها للبرلمان واعتمادها أن تخضع للدراسة والمراجعة والاستعانة ايضاً بخبراء اقتصاديين والنظر للواقع بمنطقية وحسن وإدراك ورؤى مستقبلية.
وقال: في كل الاحوال ندعو للحكومة بالتوفيق والتمكن من سد العجز ولكن ما قرأناه في ميزانيتها لم يتوافق مع الواقع ولم يشتمل على أبواب محددة واعتمادات موضوعية من شأنها أن تحدث انعاشاً استثمارياً واقتصادياً يسهم في إخراج البلد من دوامة هذه الأزمة الاقتصادية الطاحنة ويستوعب ملايين الشباب العاطلين عن العمل وفي مختلف المجالات والتخصصات.
تجنيد كارثي
< وحول تجنيد (200) ألف حدث خارج القانون قال بن شبا:
- هذه خطيئة كبرى سيواجه الجميع انعكاساتها خلال الفترة القادمة سواء أكانت هذه الانعكاسات متعلقة بالجانب المالي وما يتطلبه هذا العدد الكبير من ميزانية أو في جوانب فنية وخططية واستراتيجية لدى قيادة الجيش والأمن أو في ما يتعلق بموضوع إنساني بحت وهو أن عدداً من المجندين - أطفال (أحداث) وهذا انتهاك واضح لحقوق الطفولة.. إضافة لتأثير ذلك على وحدة وعقيدة الجيش اليمني الذي ظلت الدولة تنفق عليه مئات المليارات طوال السنين الماضية وفي مختلف الجوانب، واسمح لي أن اختصر هذا الموضوع الأخير وأقول لك - حسب رأيي-: إنه تجنيد كارثي.
|