عبده جحيش - ان الاعلاميين الرياضيين سواءً أكانوا مراسلين او نقاداً او كتاب مقالات او معلقين في دول العالم يفخرون بما يتمتعون به من واقعية مخلصة ومتفانية بأهمية الدور الذي يعكسونه يومياً من أفكار وآمال وآلام في عالم الرياضة وبمخاطبتهم يومياً لشريحة واسعة من محبي وعشاق الالعاب الرياضية بشكل عام والشباب بصفة خاصة.
وينظر الى الصحفي الرياضي في تلك الدول كمثل أعلى للحكم المحايد والرأي النزيه كونهم يضعون نصب أعينهم الهدف الأسمى للرياضة وهو الارتقاء بالانسان كفرد وبالتالي الارتقاء بالجماعات التي هي في الاخير ترتقي بهوية شعوبها من خلال المنافسات الرياضية العالمية.
وحيث ان الصحافة الرياضية لاتختلف في الاساسيات عن الصحافة الاعلامية العامة فإنها تنشأ وترعى وتسير بتوجيه ورعاية النقابة العامة للصحفيين في كل دولة من الدول كرابطة او منظمة فرعية تابع للكيان الكبير في تلك الدولة - اي نقابة الصحفيين-.
ولكن ماذا عن هوية الإعلام الرياضي اليمني؟
لقد كان كذلك في بداية تأسيسه عام 1980م عندما تبنى المؤتمر العام الثالث لنقابة الصحفيين- الذي عقد بصنعاء وبمشاركة منظمة الصحفيين اليمنيين في جنوب الوطن حينذاك ضمن قرارات المؤتمر- توصية بتكوين رابطة او اتحاد للاعلام الرياضي أسوة بما هو قائم في جنوب الوطن وبقية الدول العربية.
وفعلاً تم تكوين اتحاد الاعلام الرياضي اليمني مستمداً شرعيته من شرعية التنظيم الام نقابة الصحفيين، وقد لعب هذا الكيان الوليد رغم محدودية اعضائه »17عضواً« وقلة امكاناته دوراً مهماً في نشر الالعاب الرياضية والشبابية وتغطية فعالياتها - ايجاباً وسلباً- بنزاهة وحياد مستقلاً عن التبعية للاجهزة الرياضية الحكومية، كما لعب دوراً اساسياً في دفع حكومتي شطري الوطن للتنسيق في مجال الشباب والرياضة وإقامة الانشطة والبطولات الرياضية الموحدة المباشرة بين شباب ورياضيي الشطرين مثل بطولات كأس اليمن ومخيمات الشباب اليمني الموحد، ويومها صدرت صرخة الاعلام الرياضي اليمني المطالبة بسرعة إعادة تحقيق وحدة الوطن اليمني عندما أعلن رئيس اتحاد الاعلام الرياضي على الهواء مباشرة من ملعب الشهيد الظرافي في حفل افتتاح بطولة كأس اليمن لمنتخبات محافظات الشطرين تمثل »لقاءات وحدوية مباشرة دون ملفات« وكانت تلك الصرخة تمثل نقداً لاذعاً لملفات لجان الوحدة التي لم تحقق شيئاً في ذلك الوقت ولم ينحرف الاعلام الرياضي عن دوره واستقلاله وحياديته إلاّ في نهاية الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي عندما فرض عليه الزواج بالاكراه بأجهزة الرياضة اليمنية ليصبح احد اتحاداتها التابعة مقابل ميزانية سنوية وسفريات ضمن الفرق الرياضية وبذلك تخلى عن استقلاليته وحياديته وتحول دوره من جهاز يرصد الاصوات كما هي في الواقع يشيد بما هو ايجابي ناقداً لكل ماهو سلبي اصبح دوره الاهتمام بالاشخاص في الاجهزة والاتحادات يُلمّع شخصياتهم ويخلق لهم انجازات وانتصارات وهمية لا اساس لها في الواقع او سجلات البطولات والالعاب العربية والقارية والاولمبية وتفرق اعضاءه الذي اصبح عددهم بالمئات فرقاً وشيعاً فمنهم من يرتبطون بالاندية الكبيرة ومنهم من يتبعون رؤساء الاتحادات الرياضية ووكلاء ومدراء عموم وزارة الشباب والرياضة والكل تابعون خانعون لايقدرون على النقد والكلام وهل يستطيع من في »فيه ماء« ان ينطق؟ لقد وضعوا أنفسهم في المكان الخطأ وتحولوا من سادة مهنة شريفة وسادة لأنفسهم الى ماسحي جوخ وعبيد وبدلاً من ان يسعى اليهم لخطب ودهم آملاً ان يحظوا بنشر خبر في صحيفة او كلمة في اذاعة او مقابلة في جهاز تلفزيون اصبح الصحفيون هم من يتسكعون على أبواب مكاتب مسئولي الرياضة ويعرضون خدماتهم المشروعة وغير المشروعة لعلهم يحظون بأي مبلغ مالي حقير او سفرية عرطة.
ان هذا الوضع المزري الذي وصل اليه من يدعون انهم ينتسبون للاعلام الرياضي لم يأت من فراغ، ولكنه كان ناتجاً عن عدة اخطاء قاتلة خطط لها القائمين على شئون الرياضة اليمنية بشكل اساسي وساعدهم على التنفيذ قيادة العمل في اتحاد الاعلام الرياضي يوم ان تخلوا عن وحدة كيانهم واهدافه النبيلة وانحازوا بالتبعية لألوان الاندية التي ينتمون اليها ومراكز القوى فيها التي كانت تسعى ومازالت تسعى للسيطرة على شئون الرياضة اليمنية ولجانها واتحاداتها العامة ولعل الكثير منا يذكر كيف انقسم وتحزب الاعلام الرياضي في معارك انتخابات اتحاد كرة القدم على مدراء اربعة رؤساء هم اتحاد الاشول، واتحاد القاضي، واتحاد الاحمر، واخيراً اتحاد العيسي، وقس على ذلك بقية الاتحادات ولعل ذلك السبب وغيره من الاسباب الاخرى هو ماجعل سالف الذكر الوزير عبدالرحمن الاكوع وبجرة قلم يقيل قيادة اتحاد الاعلام الرياضي المنتخب ويشكل قيادة مؤقتة اصبحت فيما بعد دائمة مستفيدة من وريثه الرجل المريض الذي يسال لها اللعاب. ولأن مابني على خطأ فهو خطأ فإن اتحاد الاعلام الرياضي وهو المنتخب شرعياً لم يكن باستطاعته الصمود امام قرار الحل محلياً او تصعيدياً للاتحادات الدولية كما هو الحال مع الاتحادات الرياضية اليمنية اذا حدث لها موقف مماثل.. لماذا؟ لان اتحاد الاعلام الرياضي انسلخ عن جلده وانظم لمنظومة ليس للاتحاد الدولي للصحافة الرياضية سلطة قرار عليها وكذلك الحال فإن اتحاد الاعلام الرياضي لايستطيع ان يطلب من اللجنة الاولمبية الدولية ان تعيد له شرعيته لأنه اتحاد نشأ متطفلاً على منظومتها.
ومع ذلك فإننا نناشد الاخوة في نقابة الصحفيين اليمنيين ان يتم البت في موضوع الاعلام الرياضي المطروح عليها لأن هناك عدداً كبيراً من الاعلاميين الرياضيين الشرفاء يقتاتون عيشهم ومصدر رزقهم من مهنة العمل الصحفي واغلبهم اعضاء عاملون في النقابة وتنطبق عليهم شروط نقابة الصحفيين اليمنيين بحيث يصبح لهم كيان او رابطة »مختص« يتبع النقابة الأم وتأكدوا انهم لن يكلفوكم اي عبء اضافي اذا تم ذلك وفق ميثاق شرف يجمعهم ويحميهم طارداً للدخلاء على المهنة. |