فيصل الصوفي -
استغل حزب الإصلاح الذكرى الأولى لانتخاب الرئيس عبد ربه منصور هادي في 21 فبراير 2012 للقيام بنشاط سياسي باطنه فتنة، وظاهره مجاملة رئيس الجمهورية، رغم أن هذا الظاهر يخلو من أي مجاملة حقيقية بل ينطوي على إساءة لرئيس الجمهورية، وصنع مزيد من المتاعب والرمي بها في طريق الرئيس، كما حدث في الفتنة التي ابتكرها في عدن بهذه المناسبة يوم الخميس الماضي، وقد طارت شرارتها إلى معظم المحافظات الجنوبية، وكان لحزب الإصلاح نفسه نصيب من شر هذه الفتنة حيث تعرضت بعض مقراته في المحافظات الجنوبية للإعتداء من قبل الذين استفزهم الإصلاح عمدا، الأمر الذي دفع رئيس الجمهورية الانتقال إلى عدن لإطفاء نيران الفتنة التي أشعلها حزب الإصلاح هناك أولا من خلال المهرجان الذي حشدت له كل إمكانيات السلطة المحلية للاحتفال بذكرى انتخاب الرئيس بينما وظفت تلك الإمكانيات لمصلحة حزب الإصلاح لكي يستعرض قوته استعراضا مميتا. حيث استخدمت قوات الأمن ومسلحو الإصلاح القوة المفرطة أولا ضد الحراك الجنوبي لمنعهم من الاحتفال، ثم استخدمت القوة نفسها ضد المواطنين الذين احتجوا على القمع الذي مورس ضد الحراك الجنوبي، مازالت دوامة العنف تدور وتنتج عنفا.
لقد حاول حزب الإصلاح أن يزايد باسم 21 فبراير وباسم الوحدة معا.. جاء بأعضائه من كل حدب وصوب إلى عدن ليهتفوا :»قلناها ألف مرة، الوحدة مستمرة» بينما كان في الحقيقة يصعب الأمور على الرئيس عبد ربه منصور هادي في الذكرى الأولى لانتخابه، ويقطع ما تبقى من أواصر الوحدة باسم الحفاظ على الوحدة.. وبينما الوحدة بشكلها الحالي برأي معظم اليمنيين الجنوبيين والشماليين مسألة فيها نظر، فإن حزب الإصلاح يتخذ منها موضوعا للمزايدة ومحاولة للكسب السياسي، إذن متى كان حزب الإصلاح مخلصا لقضية الوحدة، فمن قبلها ومن بعدها موقفه منها غير مشرف!
لقد احتفل حزب الإصلاح بذكرى 21 فبراير بطريقته التي تميل للمكايدة والمزايدة وخلق المتاعب، والغريب أن ذلك كان يتم وكأنه مجاملة لرئيس الجمهورية، مستكثراً على الرئيس القدرة على التمييز وفهم مجريات الأمور على حقيقتها.. وفي الأصل لم يكن حزب الإصلاح مخلصا ليوم 21 فبراير 2012 حتى يخلص ليوم 21 فبرار 2013؟.
فبينما كانت كل جهود المؤتمر الشعبي منسقة لإعطاء انتخابات 21 فبراير 2012 أعلى قدر من البهاء كان حزب الإصلاح يفسد المهرجانات ومليشياته تقاتل وتقطع الطرقات في كل مكان، وتستفز الحراك الجنوبي عمدا لدفعه إلى مقاطعة الانتخابات وعرقلة اللجان الانتخابية في المحافظات الجنوبية، وكان حزب الإصلاح يروج -متلذذا- بأن محافظة الرئيس لم تنتخب الرئيس. على أن رئيس الجمهورية لا يميل إلى جعل 21 فبراير موضوعا للاحتفال، وإذا كان حزبه ميالا لذلك فلا بد أن لديه طريقة أخرى محترمة ستتجلى يوم الأربعاء القادم، وستعطي المناسبة حقها بوصفها مناسبة ارتبطت بتطبيق مبدأ التداول السلمي للسلطة تطبيقا عمليا لأول مرة في اليمن..