عبدالله الصعفاني -
- استقبلت رنّة من هاتف مجهول فتجاهلتها..
- جاءتني رسالة تقول: أرجوك اتصل بي.. فاتصلت..
قلت له: من أنت؟ قال: أنا مواطن.. أرجو أن تحتمل إطالتي.
۹ أخذ يقدح هنا وهناك وكأنه راديو يبث تعليقات حزب شمولي لا يعترف فيه بالآخر.. وإنما يشتمه ويلعنه ويطعنه.
۹ حاولت أن أتعرف عليه.. لكنه أصر على أنه بلا اسم.. وأنه فقط مواطن.
قلت له: تمام يا أخ مواطن.. لقد قلت الكثير من الشتائم في من تراهم خصومك.. ماذا تريد بعد؟ ما الذي استطيع أن أعمله لك؟ قال: اكتب هذا الكلام على لساني.. قلت له: ولكنني لست موصلاً جيداً أو غير جيد للشتائم.. إن منافذ التعبير.. شتيمة وتجريحاً وفجوراً.. أكثر من أن نحصيها.. والبساط في اليمن أحمدي.. وأبواب القدح مفتوحة على البحري.
۹ اتصل بأحد البرامج الجماهيرية.. أو أكتب في أي من الصحف الطعّانة اللعّانة.. لكن رأسه وألف سيف أن أتبنى سبابه وأحكامه الجاهزة.
۹ أعرف أنني مستمع جيد.. لكنه أفرط في السباب.. حاولت إنهاء المكالمة بالقول: الآن صار من حقك أن تشتمني وتغلق الهاتف.. أما أنا فلن أشتمك.. لكنني مضطر لأن أقول لك: انتهت المكالمة.. ومع السلامة!!
۹ والحق أن هذه المكالمة جعلتني أشفق على المذيعين الذين يتلقون مداخلات من مشاهدين في برامج على الهواء.. حيث يقعون تحت رحمة سكاكين اتصالات من أشخاص يتخفون وراء أسماء وهمية ويبدأون المداخلة بالتحية والسلام وما إليهما من الاخلاق والمحفوظات.. ثم يستدعون بعض الجمل المكتوبة هي عبارة عن سباب وشتائم مدفوعة بموقف سياسي.. وهو ما يبرر للقائمين على هذه البرامج وهم يتعاملون مع المداخلات بعيون صقر وأنوف فأر ورادار خفاش.. حيث لابد من القطع.
۹ إن مطابخ سياسية تنفق على فرق من الذين يتداخلون في الفضائيات وينشرون في المواقع والصفحات الالكترونية كثيراً مما تعاقب عليه الشرائع السماوية والقوانين الوضعية.. وهم لا يكتفون بما يقولونه وإنما يمارسون على الآخرين الكثير من مظاهر الابتزاز والضغط والعض.
ومن يتعود على العض يعض نفسه في آخر المطاف..
۹ واللهم أشفنا مما أابتليت به كثيراً من عبادك.