فيصل الصوفي -
لا أدري لماذا شعر قياديو حزب الإصلاح وكُتَّابه بالمرارة والغيظ لمجرد أن المؤتمر الشعبي العام أحيا فعالية عادية في ميدان السبعين بمناسبة يوم التداول السلمي للسلطة؟ لم يفعل المؤتمر ذلك لكي يغيظ أحداً، فما لهم غاضبون ولماذا هم مستمرون في استجرار المرارة بعد مضي أيام على الفعالية؟
المشهد نفسه قد يتكرر في مناسبة أخرى بميدان السبعين أو في غير السبعين، فالمؤتمر الشعبي كائن حي يتحرك على الأرض، يتمدد ويكبر كل يوم، وهو اليوم بنصف سلطة أقوى مما كان عليه يوم كان يتفرد بصنع الأمجاد، وعلى الكارهين أن يعوّدوا أنفسهم على المكاره، فلا يعقل أنه كلما رأوا مشهداً مؤتمرياً أصيبوا بهزيمة نفسية وبغيبوبة أخلاقية، فالمشاهد القادمات كثر.
وليتذكروا أنه من غير المفيد النظر إلى المؤتمر الشعبي بعيون الخصومة، ومن غير المجدي التقليل من شأن المؤتمر أو محاولة تشويه صورة رئيسه وبعض قيادات الحزب، ومن غير المجدي لهم نعت المؤتمريين بأقذع الأوصاف التي تدل على ما يعتمل في نفوس الإصلاحيين من حقد وكراهية... قال لي بعض جيراني: والله ما بنا رغبة اليوم السفر إلى السبعين، ولكن حزب الإصلاح أجبرنا على ذلك!
وأقول في نفوسهم حقد وكراهية، وأثق أني لا أتجنى عليهم، لأن ما يقولون وما يكتبون يظهر لأدنى فهيم أن دافعه الحقد والكراهية.. قبل فعالية السبعين قالوا المؤتمر انتهى إلى غير رجعة، ورئيسه لم يعد قادراً على حشد مائة عضو في السبعين، واستبقوا الفعالية بنسج شائعات بغيضة وأخبار كاذبة ونسبوها إلى مسئولين ومؤتمريين بغرض الحد من تدفق المؤتمريات والمؤتمريين وأنصارهم إلى السبعين.. ولما رأوا ذلك الجمع الكبير والمهول والمهيب، جُنّ جنونهم.. بعثوا جوامد الغوغاء وسيروها في مظاهرة اعترفوا أنها «رد فعل» لما شاهدوا في السبعين، وفي اليوم التالي خصصوا جمعة الغوغاء للرد على فعالية السبعين.. وراح كُتَّابهم وصحفيوهم يكتبون المقالات وينشرون الأخبار التي ضمنوها أكاذيب وافتراءات وتناقضات مغلفة بالحقد والكراهية.. غبيهم يقول للناس الذين حضروا أو شاهدوا يوم الحشر في السبعين: هم «بضع مئات»! هكذا «بضع مئات»!!.. والعارفون الكائدون الغشاشون يقولون: فعلاً، هو جمع مهول، لكن هذا تم عبر عملية تحشيد في كل المحافظات استغرقت أسابيع.. وأنا بحكم قربي من الحدث أجزم أن فكرة الفعالية نشأت قبل أيام قليلة والتحضير الجدي لها لم يستغرق أكثر من خمسة أيام.. والثاني يقول: هو حشد كبير لكن تم من خلال استثمار الأموال في حشد الناس والدفع لهم.. بينما لم يتم دفع ريال واحد لأي من المشاركين، وتكاليف النقل غالباً أسهم بها مؤتمريون من تلقاء أنفسهم.. والثالث يقول: شوف والله الجمع كبير للغاية، لكن ليس كلهم مؤتمريين وحلفاء وأنصاراً، فمعظمهم مواطنون غير مؤتمريين وبعضهم حوثيون.. ولو صح هذا فهو ليس عيباً، بل فخراً للمؤتمر الشعبي العام كونه يجتذب مختلف الناس نحوه.