يحيــى علــي نــــوري -
لانشك لحظة واحدة في عظمة شعبنا العربي في ليبيا وما يحمله هذا الشعب الوحدوي من حب لأشقائه في اليمن وكذا ما يحمله أيضاً من اعتزاز كبير بعظمة الانجاز الوحدوي الذي حققه اشقاؤه في اليمن في الـ22 من مايو 1990م، ولاشك ان هذه الاشراقات الأخوية العظيمة التي تجمع ا لشعبين في اليمن وليبيا تشكل وبكل ما تحمله من مدلولات ومعانٍ لوحة عروبية أصيلة تجعلهما يقفان على أرضية قوية وصلبة تمكنهما المزيد من الانطلاق صوب تحقيق أهدافها الكبيرة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتعزيز الأمن والسلام الاجتماعيين..
وتنأى بهما عن كافة المخاطر والتهديدات التي تستهدف حاضرها ومستقبلها..ولكون هذه الاشراقات من القوة والصلابة والمكانة الرفيعة في نفوس ووجدان أبناء الشعبين فإن علاقاتهما الشعبية لن تهتز ولن تتزعزع مهما بدر عن النظام الليبي من مواقف استفزازية واستعداء لأشقائهم في اليمن وهو الاستهداف الذي وصل إلى حد المس بأمن واستقرار أشقائهم في اليمن من خلال الدعم غير المبرر الذي يقوم به نظام طرابلس لعناصر الإرهاب في بعض مناطق صعدة، وهي العناصر التي أخذت على عاتقها خدمة أجندة ومآرب أعداء الأمة من خلال ارتهانها لهذه الأجندة وقيامها بتعريض وطنها وانجازاته في الثورة والوحدة والديمقراطية ليس من أجل شيء سوى لخدمة اغراض وأهداف تصب جميعها في خدمة سيناريوهات اعداء الاستقرار والأمن والسلام والتعاون والتكامل بين أبناء الأمة.
> ان حالة الانزعاج الشعبية العارمة في أوساط شعبنا اليمني ضد تدخل نظام طرابلس في الشأن اليمني له ما يبرره الكثير.. فلم يكن شعبنا يتصور حدوثه خاصة في ظل ما يردده حاكم طرابلس في كل مناسبة ووقوفه المستمر مع اليمن ودعم وحدته ومسيرته التنموية والاقتصادية والاجتماعية.
> كما ان هذا التدخل السافر والذي لم نكن نتمنى حدوثه حرك الذاكرة اليمنية وجعلها تقف من جديد أمام العديد من مشاهد التدمير والخراب التي لحقت بشعبنا جراء دعمه لعناصر التخريب قبل قيام الوحدة اليمنية والتي مازال شعبنا حتى اللحظة يعاني من ملايين الألغام التي قدمها القذافي لعناصر التخريب وتم زرعها في العديد من مناطق الوطن ومازالت تأثيراتها قائمة، في الأرواح والأموال..
> خلاصة القول إننا ندرك أن شعبنا العربي العظيم في ليبيا يقف مع أشقائه في اليمن قلباً وقالباً وأنه وبكل ما يحمله من اصالة عربية وروح وحدوية حقيقية يرفض تصرفات نظامه هذا بل ويعتبرها أعمالاً جنونية ومساً بسمعة الشعب الليبي لامبرر لها سوى أنها أعمال يحاول بها نظامه اشباع حاجاته ورغباته في العمل الإرهابي وان أدى ذلك إلى مزيد من عزلة بلاده التي ندرك أيضاً أنها تحلم بذلك اليوم الذي تخرج فيه من دائرة العزلة التي يعيشها جراء تصرفات النظام والتي كبدت الشعب الليبي الكثير من إمكاناته وسمعته على المستويين العربي والدولي..لشعبينا في اليمن وليبيا المزيد من الأمن والاستقرار والسلام والتوجه صوب التنمية والحراك الحضاري.. ولليبيا التي نحبها أرضاً وشعباً المزيد من تمنياتنا لها في بلوغ الحرية والديمقراطية والمشاركة الشعبية الحقة!!؟