إقبال علي عبدالله -
< كثيرون وأعترف أنني واحد منهم لم نكن نتوقع أن ينعقد مؤتمر الحوار الوطني الشامل في الثامن عشر من مارس «اليوم»، ومرجع هذا الاعتقاد حجم التحديات الكبيرة التي ومنذ اللحظة الأولى للإعداد للمؤتمر قد برزت متنوعة الأوجه خاصة التحديات الأمنية والمؤامرات التي حيكت ومازالت ضد المناضل عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية بهدف افشال انعقاد المؤتمر والذي اعتقد ومعي الكثيرون أن نجاح المؤتمر والخروج بنتائج يجمع الغالبية حولها، هو الانجاز الثاني لشعبنا اليمني بعد انجاز تحقيق الوحدة المباركة التي تحققت على يد الزعيم علي عبدالله صالح في الثاني والعشرين من مايو 1990م.
من البديهي ونحن ومعنا العالم يتطلع الى هذا الحوار الوطني الشامل الذي جاء ضمن المصفوفة الالزامية للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة والتي أجمع عليها كافة المكونات السياسية الرئيسية وصادق عليها البرلمان كمخرج للأزمة التي تطحن بالبلاد منذ بداية العام 2011م.
أقول إنه من البديهي نقل رأي المواطنين في هذا الحوار، وهو رأي يجمع على ماذا بعد الحوار؟! بمعنى هل نتائجه مهما تباين المتحاورون حولها لصالح المواطن العادي الذي وأقولها بصدق أنه لا يعرف ولا يفهم من الحوار إلاّ تحسين معيشتي المتدهور واعادة الأمن والاستقرار والسكينة الى البلاد وذلك من خلال وجود حكومة يختارها الشعب وفق آلية دستورية متفق عليها من الجميع.. حكومة تنسي الشعب الأيام السوداء التي يعيشها في ظل حكومة الشيخ محمد سالم باسندوة..
صحيح أن الحوار انطلق اليوم وسط مخاوف وقلق كبيرين من السياسيين والمواطنين وهم في المقدمة من أن الحوار لن يفضي إلاّ الى المزيد من الانقسامات واتساع حالة الفوضى المصاحبة لمزيد من الانهيار الاقتصادي والأمني وهذا التشاؤم الذي نسأل الله العلي القدير أن يجنب اليمن ويجنبنا نحن المواطنين الغالبية مطاحن الأزمة التي لا تطحن إلاّ الغالبية من السكان أما السياسيون خاصة من افتعلوا الأزمة وانقلبوا على الشرعية فهم مدبرون أنفسهم بل وجدوا في الأزمة مستنقعاً صالحاً لهم.. المؤتمر واقصد مؤتمر الحوار الوطني الشامل ملفاته بالغة التعقيد خاصة القضيتان الجنوبية وصعدة بل ومع قرب انعقاد المؤتمر الذي قلنا إنه ينطلق اليوم بإذن الله تزداد الأمور تعقيداً فالجنوبيون وأعني من يُعرفون بقيادة الحراك مازالوا يرفضون المشاركة في الحوار رغم ما قدمت لهم من ضمانات ومنها دولية بأن القضية الجنوبية ستكون في مقدمة وأولويات اجندة الحوار وسيتم مناقشتها بكل حرية وشفافية بما يضمن الى وضع الحلول التي تعيد الحق لأبناء الجنوب تحت سقف الوحدة المباركة.. هذا الى جانب العديد من الملفات منها ما نتجت عن الأزمة ومنها ما تفتعله بعض الكتل السياسية وبدعم خارجي مفضوح بهدف عرقلة وافشال الحوار ليظل الوطن في دوامة الفوضى والعنف وعدم الاستقرار تمهيداً لمخطط التقسيم الخارجي الذي سبق التنبيه له من قبل وخاصة في أحاديث وتصريحات الزعيم علي عبدالله صالح ولكن كان الدعم المادي الخارجي لمنفذي هذا المخطط أكبر من التحذيرات والتنبيهات.
أقول ومازال الحديث طويلاً وأمام الكثير من الزملاء خاصة والسياسيين عامة التطرق فيه والابتعاد عن الوهم في ظل هذه التحديات أن يتفق المتحاورون على أسس بناء الدولة المدنية الحديثة والتي وقبل كل شيء تتطلب في مناقشاتها والخوض في تفاصيل تنفيذ هذا الحلم الى ارادة سياسية ومجتمعية تدرك أولاً أن أعداء اليمن لا يريدون مثل هذه الدولة.
إن مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي ينطلق اليوم ليس جديداً علينا الدعوة اليه فقد سبق للزعيم علي عبدالله صالح رئيس المؤتمر الشعبي العام أن دعا الى حوار يجتمع حوله الجميع للخروج من الأزمة ولكن قوة نفوذ المصالح الخارجية في أن يستمر اليمن مبعثراً كانت تقف حجر عثرة أمام ذلك اليوم المطلوب قوة أكبر من الجميع لإنجاح هذا المؤتمر..