د.علي العثربي -
< إرادة الخالق جل شأنه تكشف النوايا غير السوية التي لا تريد للخير أن يعم الكافة، ولذلك ما من عمل عدواني همجي يخطط له في خارج حدود الأرض الطيبة التي خصها الله بغامر الطيب في كتابة العزيز في قوله تعالى: «بلدة طيبة ورب غفور»، إلاّ وكسفته الارادة الإلهية الحارس العظيم ليمن الايمان والحكمة وأرض البركة والطيب ومكارم الأخلاق.
لقد حذرنا من المشاريع العدوانية على الكرامة اليمنية، وقلنا إن الله تعالى يحرس اليمن من عالي سماه، وهذه العناية الربانية لا تحظى بها أرض كأرض اليمن، لأنها منبت الطيب والايمان والحكمة، ومصنع رجال العز والوفاء، وقلنا خلال الأزمة السياسية المصنوعة صناعة خارجية بأيدٍ صهيونية عالمية هدفت من خلالها تريد المقدرات العربية ومنع التوحد العربي وتمكنت من استغلال التناقضات الأثنية والدينية وجعلت منها وسيلة لتدمير الأمن القومي العربي، ومنع بناء الدولة العربية التي تجعل من الاسلام روحاً والعروبة جسداً، واستفادت من اصحاب المصالح الخاصة وتجار الحروب وجعلت منهم اداتها التنفيذية لتدمير المقدرات العربية القادرة على بناء الدولة التي ينبغي أن تصون كرامة الانسان العربي وتجعل من الاسلام الحنيف جوهر حياتها الانسانية وتفرض سلطانها، وتمنع العدوان، وتذود عن كرامة الانسان وقداسة الأديان وحرمة الدماء والأعراض والأموال، وتوقف التجبر والتكبر والغطرسة وتحمي الضعيف في العالم وتنصر المظلوم أين ما كان.
لقد قلنا لأبواق الشقاق والنفاق تحروا الصدق وإن رأيتم فيه الهلكة كما قال رسول الله الى الانسانية محمد «صلى الله عليه وآله وسلم»: «تحروا الصدق وإن رأيتم فيه الهلكة فإن فيه النجاة» ولكن فعل الإغراء والشعور بالكبر وغرور الجاهلية العمياء والرغبات العدوانية والشعور بالنقص كان من الأسباب التي وضعت أصحاب تلك الأبواق أن يجعلوا من أنفسهم وأموالهم أدوات شيطانية بأيدي أعداء جوهر الاسلام الحنيف ومكارم الاخلاق، وقلنا قد يسطو هذا المشروع الصهيوني عن بعض أقطار الوطن العربي في عقله من رجال الفكر المستنير وحماة الغوغاء وتحفيز الأعداء، غير أنه في اليمن سيفضح الله سبحانه وتعالى أمره على الملأ، وستكون اليمن بوابة النصر العظيم على مشاريع التدمير والتفكيك والعدوان على الدماء والاعراض والأموال ومكارم الأخلاق، وسيفضح الله أولئك الذين قبلوا أن يكونوا أدوات تسيرها رغبات الصهيونية العالمية التي لا تحترم ديناً ولا تؤمن بقيم ولا تعرف حقوق الانسان بقدر إيمانها بغايتها العدوانية على الانسانية وتدمير مقدرات الأمة العربية ومنع قيام التوحد العربي.
إن المشهد السياسي والاجتماعي والثقافي اليوم بات على علم بالأدوات التي قبلت أن تنفذ مشاريع الغير، وجعلت من الغاية الذاتية تبرر الوسيلة الحقيرة التي لم يشهد لها التاريخ مثالاً في الانحطاط والغواية، ومادمنا اليوم في مؤتمر الحوار الوطني الذي تنطلق فعالياته اليوم فإننا نقول لكل المتدربين الذين حظوا بشرف اختيارهم لتمثيل الشعب في الحوار: إن عليكم مسئولية عظيمة وأمانة كبرى ينبغي عليكم الوقوف أمامها بجد ومسئولية أمام الله والناس أجمعين فالوحدة أمانة وحل قضايا الناس بعدالة أمانة، والحفاظ على الدولة اليمنية القادرة أمانة فأحملوها بقوة من أجل يمن قوي بإذن الله.