يحيى علي نوري -
المقاطعون لمؤتمر الحوار الوطني أشخاصاً كانوا أم تكتلات يراهنون على فشل الحوار بل وسيظلون في حالة انتظار لتحقيق رهانهم، بل إنهم بدأوا يشكلون مواقفهم ورؤاهم على أساس هذه النتيجة التي لا تخطر إلاّ على بالهم دون أن يشاطرهم فيها السواد الأعظم من أبناء الشعب اليمني المندفع بقوة نحو إنجاح الحوار الوطني الشامل ورسم ملامح وطنه على المستويين الآني والمستقبلي.
ولا ريب أن المراهنين وإصرارهم على التغريد خارج السرب الوطني المصطف الى جانب الحوار سيمثلون من حيث لا يدركون ولا يعلمون عامل إنجاح مهم لمؤتمر الحوار الوطني بل وستضيف مواقفهم المأزومة زخماً كبيراً لكافة التفاعلات التي سيشهدها مؤتمر الحوار وعلى مستوى كافة تكويناته التي ستعكف جميعها في مناقشة مختلف القضايا العالقة برؤية أكثر انفتاحاً وأكثر مهنية منتصرة للمصالح العليا لليمن الجديد الديمقراطي الموحد.
واذا كان هؤلاء المقاطعون يحاولون عبثاً الترويج لجوانب سلبية شابت عملية الاعداد والتهيئة لانعقاد مؤتمر الحوار إلاّ أن ما يروجون له لا يمكن أن يجد آذناً صاغية لأن الشعب يدرك تماماً أن أي عمل عظيم كبير وتاريخي لابد أن تشوبه بعض جوانب السلب لكنه حدث من العظمة والأهمية ما يجعل من الشعب اليمني ينظر اليه بمثابة المخرج الوحيد له والحدث الأعظم في تاريخ اليمن المعاصر الذي جمع حوله اهتماماً شعبياً عارماً عربياً ودولياً غير مسبوق ذلك أن العالم قاطبة بات مقتنعاً بإرادة اليمنيين الحرة وهي الارادة التي يجسدونها اليوم الاثنين الـ18 من مارس، وجعله يوماً يمنياً يضاف الى أيام اليمن الوطنية الحافلة بعظمة الانجازات..
وكل ذلك يمثل رسالة مهمة لمقاطعي الحوار الوطني مفادها أن اليمنيين اليوم يشكلون بإرادتهم الحرة مستقبل وطنهم وتحديد وتشخيص مشكلات وتحديات راهنهم في اطار من الاستشعار بالمسئولية الوطنية والاستغلال الأمثل لمؤتمر الحوار كأسلوب حضاري يناقش باستفاضة مجمل المشكلات العالقة ويضع لها المعالجات الناجعة.
وما يكسب مؤتمر الحوار الوطني أهمية أنه يأتي في ظل اهتمام غير مسبوق من قبل الشعب اليمني قاطبة وفي ظل اهتمام ورعاية كاملة من قبل المجتمع الدولي وبالذات الدول الراعية للمبادرة الخليجية.
ولاريب أن كل هذا الزخم الذي يحظى به مؤتمر الحوار قد هيأ أجواء صحية ومناخات مواتية كثيراً استطاع الجميع وبوقفة مسئولة من إذابة كثير من التخوفات التي كانت تستبد بكل ابناء اليمن من حدوث مكروه، يعيد الشعب والوطن الى دوائر الصراع والتطاحن والتمزق والتشرذم وبعث آمالاً جديدة حالمة وتواقة لبلوغ يمن جديد ديمقراطي موحد يعلو على كل مظاهر الاختلالات والمنغصات التي كدرت الحياة اليمنية وجعلتها تعيش في حالة من الاضطرابات وقوضت مسيرة الوطن نحو المزيد من التنمية الاقتصادية والاجتماعية وجعلتها غير قادرة على التعاطي مع العديد من المتطلبات الملحة التي تحتاج إليها عملية البناء للدولة اليمنية الحديثة بكل جوانبها.
خلاصة نقول لكل مقاطعي الحوار وهم قلة بالطبع إن الباب مازال مفتوحاً لمشاركتكم وان الشعب اليمني مازال ينتظركم أن تعودوا الى الصواب وأن تنتصروا لإرادته الحرة.. وأن تشاركوا بفاعلية في بناء حاضره ومستقبله وحتى تشاركوا مع كل ممثليه بمؤتمر الحوار في رسم ملامح المستقبل اليمني القائم على أسس وقواعد قوية وراسخة للدولة اليمنية الحديثة التي تحمي وترعى الجميع.