د. عبدالرحمن هجوان -
مع انطلاقة الحوار الوطني والأمل الذي نحمله لكي ينزع عن كاهلنا معانات اللانظام والتي أستحبها مدعي التغيير لتكون لهم وسيلة لتحقيق مأربهم ونزعاتهم التسلطية متسترين خلف شعارات تعبر عن مطالب وأماني شباب يحلمون بغد مشرق يلبي كل تطلعاتهم ، ولكن ذاك الضمير المستتر والقابع خلفهم يتحين الفرصة المناسبة لسرقة أول مكسب لهم بعد ترديدهم شعارات من خلال المطالبة السلمية الملبية لأمانيهم المستقبلية، وهذا ما حصل عام 2011م في مبتدئها عندما استجابت الحكومة بمنحهم حق التعبير والمطالبة واستنفرت مكوناتها للاستجابة لهم ، وثبتت تلك القوى المتخفية وراء بعض الشباب الذين تم دسهم وسط أولئك الشباب والذين كان لهم وجهين أوله ظاهر للشباب أنهم شباب بريئون وبعيدون من التبعية الحزبية والثاني وجه حزبي تابع فكراً ومنهجاً ، فكان دورهم دور المحفز والمستغل لطاقة الشباب والدفع بهم نحو التصعيد المغلف بالسلمية وانتهاج العنف بوسائل مختلفة كراجمات الحجارة والقطع الحديدية والتي أثرها شبيه بأثر المسدسات، فتحولت تلك الثورة المزعومة ونحت منحى الهجومية الدموية واستغلال طاقة الشباب من مرحلة المراهقة الأبعد عن العقلانية والأقرب للعنفوانية العاطفية فكانوا في مقدمة الهجمات على المؤسسات الحكومية ، وهكذا تم تحوير تلك السلمية إلى مرحلة المواجهة الدموية واقتنصت القيادة بأيدي ذلك القابع خلفا الشباب وأظهر نفسه من ضمير مستتر إلى اسم علم ظاهر يطلق على نفسه حزب يتبعه أحزاب منقادة في مكون أحزاب اللقاء المشترك ، سعى ذلك الإخطبوط إلى تسيير دفة الهجمات بما يسرع له الوصول لمبتغاة ولكن جميعها باءت بالفشل أما حكمة ذوي البصائر المدركة بألاعيب ذلك الإخطبوط و الذي فعل كل فعل يقود إلى تصعيد دموي محاولا إيقاع خصمه و لكن صبر و تأني ذلك الطرف و تعامله بردت الفعل المدروسة أفشلت كل خطط و مكائد الإخطبوط و الذي أستدرج إلى الدخول في مربع الحكمة و الذي رفع شعاره حكيم اليمن عفاش الحميري الزعيم علي عبدالله صالح.. فها هي حكمته نراها تتجلى في الحوار الوطني والذي ضم الكثير من الشرائح وكان منهم مكون ذلك الإخطبوط والذي مازال يعاني من ثقافته المبنية على الاستحواذ والاستفراد ولذا فقد صدم ممثلوه عندما وجودوا أنفسهم بأنهم لا شيء أمام مكون الشرائح الممثلة للوطن بكل أطيافه ذلك المكون الكبير المتسلح بالفكر المستنير والانفتاح والمدرك لمعطيات التطور لذا فقد ارتعب الاخطبوط وسارع كباره إلى الهروب خوفاً من الانفضاح أمام مكون الشعب.. فها هم يتراجعون هروباً من الحوار لأنهم معتادون على التسلط وهم بذلك الأسلوب صغار فاقدون لثقافة الحوار البناء لذا لا نعول على مثل هولاء خيراً وإن شاركوا فهم أرقام ليس إلا ، لذا ندعوهم إلى العودة إلى جادة الصواب والمساهمة في الحوار ولتكن هذه الفرصة هي المكفرة لجرمكم في حق الشعب فها هو الحوار الوطني بوابة تدخلون بها إلى التأريخ والذي له جانبان جانب مشرق وجانب مظلم فالخيار بأيدكم فضعوا أنفسكم حيث شئتم .