الميثاق نت - أكثر من 12 الف حالة إصابة سنوياً
هناء الوجيه
تحت شعار لا يأس بعد اليوم الوقاية من السل وعلاجه في متناول الجميع دشن يوم امس الاحد 24 مارس فعاليات الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة السل ليكون البداية نحو تنفيذ العديد من الفعاليات التوعوية والخدمية والتثقيفية لمكافحة انتشار هذا المرض ورفع معدل الوقاية منه ومعالجته بهدف القضاء عليه ... وحول الوضع الوبائي للسل في اليمن وعن أهم محاور التوعية وطرق الوقاية والمعالجة بالاضافة الى الجهود التي يبذلها البرنامج الوطني لمكافحة السل لتحقيق أهدافه.. «الميثاق» التقت بالاستاذ عثمان عبدالله الحسوسة مسئول التثقيف الصحي بالبرنامج حيث ناقشنا معه وضع مرض السل في اليمن وخطة البرنامج للمكافحة.. والى نص اللقاء :
في البداية نريد ان نتعرف على مرض السل وأعراضه وطرق انتقاله ؟ السل مرض معدٍ تسببه جراثيم تسمى عصيات السل وغالبا ما تهاجم الرئة حيث تتكاثر وتعمل على تخريب انسجتها فيجد الانسان صعوبة في التنفس ويشكو من السعال وهناك أعضاء أخرى قد يصيبها ولكن غالبا عصيبات السل تصيب الجهاز التنفسي حيث تمثل اصابة الرئة 80% من الحالات ومن أهمّ الاعراض المصاحبة لمراض السل الرئوي السعال المستمر لأكثر من اسبوعين وألم في الصدر بالإضافة الى حمى وتعرق ليلي ونقص في الوزن وفقدان للشهية وبالتأكيد ليست دائما تلك الاعراض معناها ان المريض مصاب بمرض السل فربما تكون تلك اعراض مرض آخر كنزلات البرد الحادة او غيرها ...ويمكن التحقق من الاصابة من خلال فحص لطاخة، أما عن طرق عدوى هذا المرض فتكون عن طريق الرذاذ المتطاير من المريض وينتقل للآخرين عند استنشاقهم للهواء الملوث بالجراثيم وينتقل كذلك عن طريق البصق على الارض حيث يجف البصاق ويتطاير بالهواء ويستنشقه الانسان فيصاب بالعدوى وقد ينتقل عن طريق شرب اللبن غير المغلي ومن المهم الاكتشاف المبكر للمرض حتى تتم المعالجة .
الوضع الوبائي
ما هو الوضع الوبائي لمرض السل في اليمن وما مدى تحقيق البرنامج الوطني لمكافحة السل لأهدافه في المكافحة؟ بحسب نتائج آخر مسح وبائي للسل في العام 2011م اجراه البرنامج بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية تبين ان معدل الحدوث السنوي لجميع أشكال السل هو 50 حالة لكل مائة الف نسمة من السكان أي اذا كان سكان اليمن 25 مليون نسمة فإن الحالات التى تحدث سنويا في اليمن هي 12500 حالة من هذه الحالات 6250حالة سل رئوي معدي وبقية الحالات هي سل رئوي سلبي أو سل خارج الرئتين ومعدل الوفيات بسبب السل هي تسع وفيات لكل مائة الف حالة من السكان .البرنامج يسعى لتحقيق العديد من الاهداف من ذلك تحقيق اكتشاف عالٍ لحالات السل الرئوي المعدي ووضعها تحت العلاج ونجاح مهمة المعالجة بنسبة لا تقل عن 87% كحد ادنى ومازال البرنامج يبذل الجهود الحثيثة من أجل تحقيق أهدافة وبالفعل قد تم حتى الآن إحراز مستوى لا بأس به من التقدم في مجال التوعية والتثقيف حول مرض السل وتوفير الخدمات المتاحة التى تسهم في اكتشاف المرض وخفض معدل الانتشار والعمل على تحسين الوضع العلاجي وتوفير مستلزماته بما يحقق الشفاء لمعظم الحالات وكذا الوقاية من الاصابة أو انتشار العدوى للقضاء على مرض السل في اليمن .
طرق المعالجة
كيف تتم معالجة مرض السل وهل المعالجة تؤدي الى زوال المرض تماما ؟ أضمن وأحدث طرق المعالجة والطريق نحو الشفاء التام من هذا المرض يكون عن طريق الدوتس «DOTS» وهذه الكلمة تعني استراتيجية المعالجة القصيرة الامد تحت الإشراف اليومي المباشر بمعنى أن يتم استخدام العلاج يوميا تحت اشراف مباشر لفترة محددة وبدون انقطاع وقد تستمر عملية المعالجة مدة ثمانية اشهر متواصلة وأثناء تلك المدة لابد من مراقبة وفحص بلغم المريض لقياس فعالية المعالجة والتأكد من الاستجابة بحيث يصبح المرض غير معد ثم ينتهي بالشفاء التام بإذن الله.
مرض قاتل
وفي حالة انقطاع المريض عن العلاج أو عدم الانتظام في استخدامه ؟ انقطاع المريض أو تخلفه عن العلاج يعرضه وأسرته والمجتمع المحيط به لخطر كبير يتمثل في استمرار انتشار السل لمن حوله وقد يؤدي هذا الانقطاع الى اكتساب المرض مقاومة لأدوية السل وينتج عن ذلك انواع من السل مقاومة للدواء ويصعب علاجها وقد تسوء الحالة وتنتهي بالوفاة ولهذا من المهم ان يستمر المريض في تناول العلاج اليومي دون انقطاع حتى تنتهي الفترة المحددة وتنتهي مراحل الخطورة لان الانقطاع عن تناول العلاج له نتائج وخيمة لا تحمد عقباها .ولأهمية الانتظام والاستمرار حتى نهاية الفترة المحددة نقول لأولئك الذين يمتنعون عن تناول الادوية برغم توافرها مجانا في كل المرافق الصحية أو اولئك الذين لا ينتظمون في تناول الدواء- نقول لهم انهم يمثلون خطراً كبيراً على اسرهم والمجتمع عموما حيث انهم يستمرون في نشر جراثيم السل اينما ذهبوا، فالسل مرض قاتل مالم يعالج وهو قابل للشفاء تماماً.
وصمة مجتمعية
احيانا ترتبط بمرضى السل وصمة ترافقهم وتجعلهم اشخاصاً غير مرحب بهم ماهي الرسالة التي توجهونها للمجتمع حول ذلك ؟ نقول للمجتمع ان مرضى السل الذين يأخذون علاج السل بشكل منتظم هم اشخاص غير خطيرين والخوف فقط من المرضى الذين لا يخضعون للمعالجة أو يتهاونون في تناول العلاج الجانب الآخر المريض بحاجة للدعم المعنوي والمساندة من المجتمع المحيط به، ولا ينبغي النفور أو إحباط من اصابهم المرض لان الكل معرض للإصابة وقد يكون الشخص الذي ينفر من المصاب في يوم ما مصاباً بذات المرض وبالتالي سيحتاج الى دعم ومساندة الافراد حوله لذلك لابد ان يستشعر الجميع روح المسؤولية تجاه الاشخاص المصابين وبث روح الامل فيهم حتى يتماثلوا للشفاء .
إجراءات وقائية
البعض يتساءل هل مرض السل ينتقل عن طريق الاكل والشرب في إناء واحد ثم ماهي الاجراءات الوقائية التي ينبغي ان يقوم بها الشخص المصاب بمرض السل للحد أو التخفيف من أنتشار العدوى ؟ السل ينتقل عن طريق الهواء أو شرب البن غير المغلي ولا ينتقل أبداً عن طريق الاكل والشرب في إناء واحد ولكن هناك امراضاً اخرى تنتقل عن طريق اللعاب مثل التهابات الكبد او قرحة الشفاه وغيرها لذلك يفضل الحرص على عدم الاكل بنفس الملاعق التي تم الاكل بها من قبل اشخاص آخرين إلا بعد غسلها جيدا والتأكد من نظافتها، أما بالنسبة للإجراءات الوقائية التي ينبغي ان يقوم بها المصاب هي ذاتها السلوكيات التي ينبغي ان يمارسها الاشخاص عموما كآداب ينبغي اتباعها مثل سلوك استخدام المنديل لتغطية الفم والانف عند السعال أو العطاس وعدم البصق على الارض أو الاماكن العامة بالإضافة الى بعض الاحتياطات الخاصة بالشخص المريض كأن يراعي حين يتواجد مع الناس ان تكون التهوية مناسبة والاماكن مفتوحة بقدر الامكان وبالنسبة للمرأة المرضعة المصابة بمرض السل عليها أن تخضع للعلاج وأثناء المعالجة يمكنها البقاء مع طفلها وإرضاعه رضاعة طبيعية من الثدي دون خوف ولكن على الأم أن تأخذ بعض الاحتياطات أثناء الرضاعة بأن تضع قناعاً واقياً للفم والانف عند الارضاع وعند العناية بالطفل وأن تحرص على البقاء مع طفلها في أماكن مفتوحة يتجدد فيها الهواء وأخيرا بالنسبة للمرأة الحامل من المهم جدا الاشراف والمتابعة الدقيقة لها أثناء العلاج لان هناك بعض الادوية لا تناسب المرأة الحامل حيث تصيب جنينها بالصمم ولذلك تعطى المرأة الحامل الادوية المناسبة التي تحافظ على سلامتها وسلامة جنينها .
نقطة هامة
ما هي الخلاصة المهمة التي لابد من التركيز عليها؟ اكرر التنبيه على الفحص المبكر في حالة ظهور الاعراض دون خوف من نتائج الفحص لان مرض السل باستخدام 100% دوتس (الانتظام وعدم الانقطاع ) يؤدي الى 100% شفاء تام , أما الاستخدام العشوائي للأدوية أو القصور في استخدامها يؤدي الى ظهور أنواع من السل المقاومة للأدوية والتي يصعب معالجتها وهنا تكمن الخطورة الكاملة لأن من نتائجها انتشر المرض أكثر وأكثر، كما أن المصاب يكون مصيره الوفاة لذلك حين تبدأ فترة العلاج لابد من المواصلة حتى نهاية الفترة المقررة وفي حالة السفر أو المرضى الذين يعيشون مناطق بعيدة عن المرافق الصحية عليهم ان يشتروا كميات كافية بحيث لا يكون هناك مجالاً للانقطاع او في استخدام الدواء , نؤكد على هذه النقطة لأهميتها ولتوضيح مدى خطورة الإهمال والعشوائية في تناول العلاج الخاص بمرض السل.
واجب ديني
كلمة أخيرة.. نشكر صحيفتكم على المساهمة في نشر التوعية بهذا الشأن لان الجوانب الصحية من أهم الجوانب التي ينبغي التركيز عليها من أجل بناء صحيح للمجتمع وهذا يعتبر واجب ديني ووطني من خلاله يكون الوضع الافضل ونستطيع حماية المجتمع من الامراض القاتلة لان الوقاية خير من العلاج والجميع يدرك أن الصحة تاج ونعمة لابد من المحافظة عليها كما أن المجتمع المعافى هو الاكثر قدرة على تقديم الافضل والمضي نحو المستقبل المشرق والقادر على البناء والتطور والنهوض. |