عبدالله الصعفاني -
تستطيع هيئة رئاسة مؤتمر الحوار الوطني أن توفِّر الكثير من الجدل إذا هي التزمت الموضوعية في إدارة جلسات المؤتمر وما يصدر عنه. 9 وسواءً أكان البيان الختامي الذي صدر عن الجلسة الافتتاحية قراراً أو بياناً حسب التوصيف الأخير لنائب رئيس المؤتمر سلطان العتواني.. فقد وردت فيه الكثير من المفردات التي حضرت فيها النزعات الشخصية والسياسية على ما هو موضوعي ومنسجم مع مرجعيات الحوار ونصوص روح المبادرة والآلية التنفيذية.. بل وخرقاً للقوانين واللوائح التي تنظِّم المؤتمر. 9 اللائحة لا تنصّ على أن يكون هناك بيان.. فصدر البيان.. وأيّ بيان يحتاج لأن يسبقه نقاش بين المشاركين وإقراره داخل المؤتمر.. والنقطة الأخرى لا بدَّ أن تكون أيّ قرارات أو نقاط معبِّرة عن مواقف الحاضرين.. غير أن الهوى السياسي لمن يحتكرون المايكرفون ونافذة إبلاغ الرأي العام بالنتائج عملوا على طباخة محتويات بيان لم يعبِّر عن المؤتمرين ولم يحترم التوافق.. خاصَّةً وأن البيان استدعى مواقف سياسية شائكة وفرض على المعترضين العبارة الحاسمة : «مَنْ كان لديه اعتراض عليه أن يكتبه في ورقة ويقدِّمه لهيئة الرئاسة». 9 إن الخطورة في صياغة بيان بدون نقاش واتِّفاق خدمة لأغراض طرف سياسي محدَّد ليست - فقط - في مضامين بيان غيَّب الروح الوفاقية وتجاهل ضوابط ما يصدر عن المؤتمر، وإنَّما في استعجال فكرة المغالبة التي من شأن الاستمرار في اجترارها مستقبلاً أن يخلق مناخاً من عدم الثقة والتربُّص المتبادل.. وهو ما لا ينسجم بأيِّ حال من الأحوال مع الأهداف المرجوَّة من مؤتمر الحوار. 9 إن بيد هيئة رئاسة مؤتمر الحوار أن تكون شجاعة وتعترف بخطأ ما أصدرته عقب الجلسة الافتتاحية لما يؤسّس له من اختلال في مسارات الحوار.. اتفاق واختلاف.. حقائق وهواجس واستسلام لأفكار سلبية لا تبني جسور الثقة التي يحتاجها المؤتمر. 9 ليكن ما حدث سحابة صيف عابرة.. وعلى هذه السحابة أن تنقشع لتفتح مساراً يزيل ركام المخاوف ومعطيات الشطط.. فيصفُّون الأفق وينجح الحوار.