علي عمر الصيعري -
عجبت من قومٍ كانوا من ألد خصوم الوحدة اليمنية قبل قيامها، فلما تحققت انتشر كبارهم يتزاحمون بالمناكب في محافظات غنية بالثروات مثل حضرموت فتمكنوا من بسط سيطرتهم عليها . وعندما قامت حرب صيف 94م كانوا السباقين إلى الحرب ، بل أصدروا فتواهم التكفيرية في حق أبناء الجنوب وحلّ دمائهم.. وعندما حاول الرئيس السابق علي عبدالله صالح، رئيس المؤتمر الشعبي العام- تحجيم فيدهم انقلبوا بين عشية وضحاها إلى أعداء للوحدة ومناصرين للانفصال كورقة يلوحون بها في وجه الوحدويين الشرفاء. أما اليوم وبعد أن سيطروا على الحكم أصبحوا وحدويين أكثر ممن شيد الوحدة ،بل أصبحوا يصرون على فرضها بقوة السلاح.. والعجيب في الأمر أنهم يدمرون هذه الوحدة بجشعهم وتصرفاتهم العرجاء حتى أصبح بعض أبناء حضرموت ــ على سبيل المثال- يكرهون الوحدة ويكرهون كل شمالي من دون تمييز.. مما سحبت هذه الكراهية نفسها على المواطنين البسطاء والفقراء من إخوتنا الشماليين من بينهم طالب رزق، ومعلم بنَّاء، وصاحب بقالة، وكهربائي، وحفار، وسباك وغيرهم مما جرت تصرفات «عتاولة» المتنفذين، وبالاً عليهم ما بعده وبال، حتى انطبق على هؤلاء البسطاء، قول المتنبي : وجرم جرَّه سفهاء قومٍ وحل بغير جارمه العذاب تجلى كل ذلك في استعراض هذه الشلة لقواها العسكرية ، وخلق فتنهم بين فئات الشعب في حضرموت ، وفي عدن ، وتمدد نهبهم للأرض والنفط والأسماك.. هم يعتقدون أنهم بهذا قادرون على استعباد العباد والبلاد بعاصفة من القوة والفساد، بينما يرى العقلاء في إقامة دولة (الأقاليم الفيدرالية) المخرج الصائب من هذه المعضلة.. فما لم يُردع أولئك المتنفدون، ويكفوا عن النهب والسلب والتركيع لأبناء الجنوب ،بل ويعتذروا لهم ، ويعيدوا نصاب ثرواتهم ويكفوا عن تحدي الدولة ،فلن تكون هناك مجالات صحية لإنجاح الحوار الوطني المأمول، ولسوف يحملهم الشعب مسئولية إفشاله بسبب تصرفاتهم ، ومغبة إيغالهم في الفساد والبسط العشوائي على خزينة الدولة وثروات الوطن ، ناهيكم عما يتسببون فيه من انفلات أمني وإقلاق متواصل للسكينة المجتمعية.