حاوره/ منصور الغدرة - قال الأخ حيدر الهبيلي عضو مؤتمر الحوار: إن مصلحة اليمن تكمن في بقائه موحداً ومستقبله الصحيح يتطلب نظاماً اتحادياً بأقاليم.. مبدياً تفاؤله بنتائج مؤتمر الحوار الوطني مهما قاطع البعض المشاركة فيه أو التربص به..
واستغرب الهبيلي من استمرار حكومة الوفاق بارتكاب الاخطاء التي كانت تقع فيها الحكومات السابقة..
في الحوار التالي تفاصيل مهمة تطرق لها الهبيلي عن بعض القضايا الساخنة..
- ما تقييمك لسير جلسات الحوار؟
- جلسات المؤتمر تمشي بالشكل الصحيح وفي الاتجاه السليم، ومازالت في بداية المشوار، ولم نصل بعد الى عمق ما نريد الوصول اليه من نظام مستقبلي لدولة حديثة لمصلحة ومستقبل اليمن.
- قراءتك للرؤى المقدمة من الأطراف المتحاورة لحل القضية الجنوبية؟
- كل طرف غنّى على ليلاه..
أقاليم
- برأيك ما النظام السياسي الذي يصلح لحل القضية الجنوبية؟
- المستقبل الصحيح والسليم يتطلب إيجاد أقاليم يتفق عليها ويكون لكل إقليم وضعه الخاص به وحكمه الذاتي وإمكانياته الكاملة تحت الحكومة الاتحادية العليا.. تحافظ على وجه اليمن وعلمه وعملته وقواته المسلحة وسياسته الخارجية، وكل إقليم يكون مستقلاً استقلالاً كاملاً بشرطته وحكومته ورئيسه.
- كم إقليماً تقصد؟
- برأيي أن يكون عدد الأقاليم خمسة.
في الوحدة
- أين تكمن مصلحة اليمن في ظل التطورات المتناقضة والمتسارعة؟
- مصلحة اليمن تكمن في وحدته ولكن تحت دولة مدنية حديثة تحقق العدل والمساواة للجميع..
- قراءتك لما يحصل في الشارع من مظاهرات وفوضى وعصيان وانفلات؟
- ما يجري في الشارع إفرازات وضغوطات على المتحاورين - وللأسف - ايضاً هناك ظروف إقليمية تدخلت في الوضع.. فوضعنا الآن أصبح وضعاً دولياً سواءً في داخل صنعاء أو خارجها، فهناك ظروف دولية تلعب في الاتجاه الذي يخدم مصالحها قبل مصالح الشعب اليمني.
جزء من الشارع
- هل يعني هذا أن التدخلات الدولية ستؤثر على الحوار كما تؤثر على الشارع؟
- المتحاورون جزء من الشارع، ولكن يجب على العقلاء إيجاد مستقبل ضامن للأجيال القادمة ونتخلص من مسلسل الانتقال من مشكلة الى أخرى، فنحن في الجنوب منذ 67م الى الآن والمشاكل تتراكم وتتفاقم وهذا ما أوصلنا الى ما نحن عليه الآن.
- هل أنت متفائل بالحوار؟
- بالتأكيد.. فبدونه سنتقاتل.
- ما القضية الأكثر تعقيداً للحوار برأيك؟
- قضيتا الجنوب وصعدة.
- هل لايزال الحوار يواجه معوقات؟
- هناك معوقات كان يفترض أن تزاح قبل البدء بالحوار.
- مثل ماذا؟
- إعادة الممتلكات الى أصحابها سواءً أكانت أراضٍ أم عقارات وإعادة المسرحين من الجيش والأمن الى وظائفهم ومناصبهم وعددهم 85 ألفاً من الضباط والأفراد، وكذلك عدد 35 ألفاً من المدنيين تم تسريحهم .. هناك مشاكل وحقوق ومظالم كان الأولى أن تحل قبل الحوار كنوع من التهيئة للأجواء وتطمين الأنفس والشعور بالتغيير.
- لكن هناك قرارات حازمة وإجراءات حاسمة ولجان مشكلة لحل مثل هذه القضايا؟
- أصبح المواطن لا يسمع ولا يرى ولا يقبل إلا شيئاً محسوساً.
قرارات جريئة
- قراءتك للقرارات التي يصدرها الأخ رئيس الجمهورية خصوصاً المتعلقة بهيكلة الجيش والأمن؟
- جميعها قرارات مهمة وتخدم الدولة المنشودة وتدعم إنجاح الحوار ولكن بعض هذه القرارات كان يفترض أن تكون قبل الحوار لتكون فاعليتها أقوى وتأثيرها سريعاً ومباشراً، ومازلنا بحاجة الى قرارات جريئة لتسهيل مهمة المتحاورين والوصول الى ما نريد الوصول اليه.
- جيش ما كان يسمى قبل الوحدة «جيش السلام» هل تم تسوية وضعه بعد الوحدة أم أن مشكلته لاتزال قائمة؟
- هذا الجيش تم إصلاح وضعه بعد الوحدة وضمه الى قوام القوات المسلحة ولا توجد مشكلة حوله..
داخلية وخارجية
- هل تتوقع وجود قوى لاتزال تتربص بالحوار؟
- لاشك في ذلك.. قوى داخلية وخارجية.
- مقاطعة بعض القيادات للحوار وانسحاب البعض هل سيؤثر على مستقبل الحوار؟
- الحوار ماشٍ في طريقه وكما هو مخطط له لأنه حوار يمني - إقليمي - دولي ويجب على أولئك فهم هذا شاءوا أم أبوا.
- تقييمك لمدى مساندة العالم الخارجي لمجريات الحوار؟
- المجتمع الدولي مفروض عليه مساعدتنا ومساندتنا، وهو يقوم بهذا ليس من أجل سواد عيوننا ولكن لما يخدم مصالح الدول المرتبطة بجغرافية اليمن.
- كيف تقرأ القرارات التي تتخذها حكومة الوفاق بشأن تعيين على خلفيات سياسية؟
- هذه حكومة وفاق ولا تستطيع اتخاذ قرارات جريئة تصب في صالح المواطن.. حكومة الوفاق لاتزال سائرة في الأخطاء التي كانت في سابقاتها.. كان يفترض على حكومة الوفاق أن تكون بعيدة كل البعد عن سياسة التقاسمات الحزبية..
ابتعدوا عن الحزبية
- رسالتك لزملائك في مؤتمر الحوار ولجماهير الشعب؟
- بالنسبة لزملائي في مؤتمر الحوار فأدعوهم أن يرتفعوا الى مستوى مصلحة اليمن وأن يبتعدوا عن الحزبية والمناطقية والمصالح الخاصة وأن ينظروا الى مصلحة الأجيال القادمة لكي نوجد دولة مدنية حديثة تحقق آمال وتطلعات الشعب.. أما رسالتي لجماهير الشعب، فأقول لهم: راقبوا بدقة مجريات الحوار وادعموا من أجل إنجاحه.
|