الميثاق نت - لأنها خاطبت العميق في جذور الهوية العربية.. وحاورت الأجمل والأجمع والأعز في المكون العربي الجامع.. ولأنها الحلم والحقيقة معاً في الطريق إلى حلم عربي طال أمده.. وقدمت اليمن أنموذجه الأول والأروع.
لأنها »الوحدة«.. مفتتح العروبة ومجرى القومية.. الحلم الذي تجسد حقيقة في اليمن.
يشاركنا أشقاءً عرب الاحتفاء وإحياء العيد الوطني السابع عشر للجمهورية اليمنية.. العمق العربي للوحدة اليمنية حاضر على الدوام.. وهو اليوم وعبر نخبة من رجال السياسة والفكر وأعلام الفن والثقافة العرب يؤكد حضوره المتجدد..
عن الوحدة من منظور عربي شامل، وأثرها على المنطقة العربية اقتصادياً وسياسياً.. وعن الوحدة باعتبارها نواة لوحدة عربية شاملة.. يجيئ هذا الاستطلاع الذي أعده الزميل خالد الصوفي من القاهرة.. وبتصرف عن »سبأنت« توثق »الميثاق« لمشاعر الأشقاء العرب.. وهكذا جاءت:
> الشاعر والدبلوماسي الفلسطيني هارون هاشم رشيد قال: بداية يشرفني ويسعدني ان أتقدم بالتهنئة القلبية الحارة للجمهورية اليمنية رئيساً وحكومة وشعباً بهذه المناسبة السعيدة التي فتحت باب الامل امام العرب جميعاً في وجود وحدة شاملة تربطهم وتجمعهم وتقوى من أواصر الارتباط بينهم وتساعدهم في القضاء على كل اعداء الامة.
واتمني من العرب جميعاً ان يحتفلوا بهذه المناسبة، لتذكرهم بضرورة الوحدة العربية الكبرى, وبالنسبة لليمن فقد كانت دائمارائدة في قضايا نهوض الامة العربية، وتضرب بذلك اليمن مثالا رائعاً لكل العرب، ولتكون وحدتها هذه بشير خير لكل العرب بوجود وحدة شاملة في عصر لا تصلح فيه الكتل الصغيرة.
وعيد الوحدة اليمنية هو عيد لكل العرب، واتمني ان تأخذ باقي الدول العربية نفس المسار الذي اتخذته اليمن.
مثال مشرف
> أمين عام اللجنة المصرية للتضامن أحمد حمروش اعتبر ان الوحدة اليمنية تجسيد لفكرة القومية العربية النابعة من الوجود التاريخي للامة العربية ووحدة الشعب اليمني العظيم التي تحققت عام 1990م هي مثال مشرف ويجب ان يحتذى من الدول العربية جميعها.
ويؤكد أنه إذا كانت وحدة الشعب اليمني نجحت بفضل رغبة الشعب في ذلك فإن وحدتنا العربية مضمون نجاحها بفضل العوامل الثابته المستمرة التي تربط بين جميع العرب والتي تتمثل في وحدة اللغة والتاريخ والثقافة والعادات والتكوين النفسي، والمصالح الاقتصادية المشتركة وهذه العوامل وغيرها تضمن- بإذن الله- تحقيق الوحدة؟ واستمرارها حتي نصبح أفضل شعوب الارض.
عيد عظيم
> ويري الخبير الاستراتيجي المعروف اللواء طلعت مسلم، والمتحدث الرسمي باسم حزب العمل المصري أن الوحدة اليمنية عيد عظيم لكل الشعب العربي فهذه الوحدة استطاعت النجاح والصمود امام شتى العواصف والصعوبات التي واجهتها لمدة طويلة وهي مستمرة واستمرارها هذا مع نجاحها يعد إنجازا تاريخيا يحق للجميع ان يفتخر به.
واضاف : لقد قامت هذه الوحدة على الالتحام والتضامن والتكامل وصمدت امام اختبارات صعبة كثيرة كادت ان تقضي عليها, كما أنها حققت الكثير والكثير بالنسبة للشعب اليمني من حيث التنمية الاقتصادية والثقافية والسياسية.ويستطرد: ولا شك ان مرور سبعة عشر عاماً على نجاح وحده اليمن استطاعت توفير الامن والاستقرار لمنطقة الخليج العربي كله، كما أنها جعلت اليمن على علاقة طيبة مع كل من الجارتين الكبيرتين: السعودية وعمان بعد ان وصلت الخلافات بينهم الى الذروة قبل الوحدة وبعد تحقيقها بفترة قصيرة.
وكانت وحدة اليمن فرصة كبيرة لدول الخليج لتحقيق درجة كبيرة من النمو في المجالات الخدمية والانتاجية.
قوة كبيرة
> ومن جانبه يؤكد الخبير الاقتصادي المعروف الدكتور حمدي عبد العظيم رئيس أكاديمية السادات السابق: أن الوحدة اليمنية قد أضافت قوة كبيرة لليمن، كما أنها أفادت الدول العربية كلها حيث جعلت هناك طلباً كبيراً على الايدي العاملة من الدول الشقيقة، وحققت بذلك تكاملاً اقتصادياً مع الدول المجاورة.
ومن يلاحظ اليمن في السبع عشرة سنة الماضية وتحديداً بعد تحقيق الوحدة الفعلية نراها وقد انتقلت نقلة حضارية ثقافية واسعة، ونجحت في تطوير البنية التحتية، وتحسين ميزان التجارة لليمن، وعمل علاقات تجارية وثيقة..واكد الخبير الاقتصادي المعروف الدكتور حمدي عبد العظيم تعاظم الاهتمام الدولي الشديد باليمن بعدما أصبحت دولة واحدة لها اعتبارها وكيان اقتصادي خاص بها، وأصبح لها دور سياسي اقتصادي ساهم في توثيق علاقاتها بدول أوروبا والصين وغيرها من الدول التي تمثل قوى عظمى في العالم..
ويؤكد من الممكن لليمن ان تزداد تطوراً إذا رحبت الدول الاعضاء في مجلس التعاون الخليجي بإنضمامها كاملا وهنا سيصبح اليمن أكثر وحدة لانضمامه لتكتل تعاوني خليجي موحد.. واتوقع ان تنضم اليمن لهذا المجلس في السنوات القادمة، ولا شك ان انضمامها سيساهم في نهضتها وتطورها الاقتصادي بشكل كبير حيث ستدخل ضمن منطقة التجارة الحرة.
شمعة مضيئة
> ويقول الصحفي زكريا نبيل ثابت نائب رئيس تحرير جريدة الاهرام لا شك ان اليمنيين قد حافظوا على سيادة وطنهم واستقلاله بإقدامهم على الوحدة، واستمرارهم فيها.
لقد أدركت الجماهير والقوى السياسية والاجتماعية في اليمن اهمية الوحدة فسارعت اليها غير عابئة بأي عراقيل قد تواجهها, فكانت هذه الوحدة تميز كبير في عصر الانكفاء على الذات وترسيخ خريطة التقسيم وتكريس الحدود المصطنعة بين الشعب الواحد, فهي بالفعل الشمعة التي أضاءت ظلام الشعب اليمني كله.
واكد ان الزعامة العظيمة لفخامة الرئيس علي عبد الله صالح، الذي يعد من أذكى الرؤساء العرب وهو سياسي محنك كان لها دور في توحيد البلاد، واستطاع الامساك بالعصا من النصف وعالج الاوضاع السيئة التي مرت بها بلاده، وحاول القضاء بكل الطرق على الانقسامات الرهيبة التي عانت منها اليمن.
دروس للعرب
> ويقول السفير محمد شاكر نائب رئيس المجلس المصري للشئون الخارجية"لقد ولدت العروبة في بلاد اليمن الشقيق، وكبرت وازدهرت واشتد عضدها في جباله المنتشرة وها هو اليمن يقف عزيرا شامخا يقدم للعرب جميعهم نموذجا للوحدة الشاملة، والايمان بالتاريخ والمستقبل، وانتصار ارادة الشعب على النزوات الخارجية.
لقد دامت الوحدة اليمنية لسنوات طويلة مما يؤكد على نجاحها، وبهذه المناسبة اقدم للرئيس اليمني وشعبه كل تحيه واتمني لها كل نجاح وازدهار.
واضاف : علينا كعرب ان نأخذ دروسا من وحدة اليمن نستفيد منها ونحاول تلاشي اخطاء الوحده التي تمت بين مصر وسوريا والتي لم تدم اكثر من ثلاث سنوات لان ما يجمعنا اكبر بكثير مما يفرقنا ولذلك فالوحدة لا
بد ان تتم، وعلينا ان نعمل من اجل اتحاد عربي شامل نفتخر به ونعلو ونرتفع على كل الامم به.
وعلينا كعرب العمل الدؤوب والمثابرة وتوحيد ارادة الحكومات والشعوب نحو تحقيق الوحدة العربية.
نموذج للعرب
> ويقول الدكتور رفعت سيد احمد مدير مركز يافا للدراسات والابحاث السياسية: الوحدة العربية امل يحدو بالمفكرين والزعماء والمتفقين والسياسيين بين كل الاقطار العربية ، فلن تبني وتنهض الامة العربية ولن يبني مشروعها الحضاري النهضوي الا بالوحدة.
واستطر قائلاً: نحن في هذه الايام نحتفل بالعيد 17 للوحدة اليمنية نتذكر ايجابيات هذه الوحده على شعب اليمن بل وعلى منطقه الخليج العربي كلها حيث استطاعت الوحدة ان تلغي الصراع الذي كان سائدا بين يمن شمالي وجنوبي كما استطاعت ان توحد اليمن على هدف واحد وقوميه وهوية مشتركه واتمني ان نقتدي باليمنيين ونسعى لتحقيق مصلحة وطننا بالوحدة لنتوجه به نحو الغد بكل ما هو افضل.
حلم عظيم
> ويؤكد المفكر الفلسطيني المعروف عبد القادر ياسين: ان الوحدة العربية حلم عظيم، وامل كبير يراود كل عربي يتمنى حياة افضل له ولوطنه ، لان قوتنا الحقيقية تكمن في وحدتنا واستطاع اليمنيون الاستفادة من التحولات التي صنعت ما سمي بالنظام العالمي الجديد، ، وكانت اليمن هي الوحيدة التي استفادت من هذا، واستطاعت تحقيق الوحدة اليمنية.
واضاف: لا شك ان الشعب اليمني قد تقدم خطوات واسعة الى الامام بفضل وحدته, وما من شك ان وحدة القوى الوطنية اليمنية تستزيد من اسباب قوة الشعب اليمني، خاصة اذا ما استقوت بالديموقراطية,
واستمرار نجاح تجربة الوحده اليمنية يعد نموذجا مشرفا لكل العرب، وكان يمكن ان نحتذي به ونسير في ركابه حتى تتوحد أقطارنا جميعا لولا سيطرة المنافع الذاتية الضيقة، والمؤامرات الاستعمارية التي لا تريد لهذا النموذج ان يتمدد ويزداد وينتشر بين اقطار وطننا الحبيب.
|