موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


الحديدة.. إصابة طفل بانفجار في الدريهمي - وحدة الصف الوطني.. الحصن المنيع لمواجهة المشاريع الاستعمارية - 43846 شهيداً منذ بدء العدوان على غزة - 6364 مهاجر أفريقي وصلوا اليمن في شهر - الرئيس/ علي ناصر يعزّي بوفاة النائب البرلماني الدكتور عبدالباري دغيش - تدشين خطة الانتشار الإسعافي على الطرق السريعة - النواب يجدد الثقة بالإجماع لهيئة رئاسته لفترة قادمة - صنعاء: انطلاق حملة للتبرع لمرضى الثلاسيميا - ارتفاع عدد شهداء غزة إلى 43 ألفاً و799 - مع غزة ولبنان.. مسيرة مليونية بصنعاء -
حوارات
الإثنين, 21-مايو-2007
حوار‮ / ‬منصور‮ ‬الغدره -
عوامل داخلية وأخرى خارجية- دولية- حالت دون إعادة تحقيق الوحدة اليمنية في وقت مبكر وأعاقت الجهود المخلصة التي حاولت تقريب يوم الوحدة- حتى تمكن الرئىس علي عبدالله صالح من التغلب عليها ورفع راية الجمهورية اليمنية في‮ ‬الثاني‮ ‬والعشرين‮ ‬من‮ ‬مايو‮ ‬1990م‮.‬ الشيخ‮ ‬مجاهد‮ ‬القهالي‮.. ‬يتحدث‮ ‬لـ‮«‬الميثاق‮» ‬عن‮ ‬مخاضات‮ ‬الميلاد‮ ‬الوحدوي‮ ‬وقضايا‮ ‬أخرى‮ ‬ترد‮ ‬في‮ ‬الحوار‮ ‬التالي‮:‬ ‮> ‬كنت‮ ‬قريباً‮ ‬من‮ ‬مركز‮ ‬القرار‮ ‬ان‮ ‬لم‮ ‬تكن‮ ‬من‮ ‬صناعه‮.. ‬باعتقادك‮ ‬لماذا‮ ‬تأخر‮ ‬تحقيق‮ ‬الوحدة‮ ‬الى‮ ‬عام‮ ‬1990م؟ - رغم ان الوحدة قد تصدرت جميع أهداف القوى السياسية اليمنية وأهداف الثورة اليمنية وكافح أبناء شعبنا اليمني من أجل تحقيق هذا الهدف العظيم إلاَّ أنه واجه كثيراً من التحديات الداخلية والخارجية.. أي ان الوحدة مثلما كانت محل اهتمام فصائل القوى السياسية اليمنية كانت‮ ‬أيضاً‮ ‬محل‮ ‬اهتمام‮ ‬القوى‮ ‬الاقليمية‮ ‬والدولية‮ ‬فمنها‮ ‬من‮ ‬كان‮ ‬مؤيداً‮ ‬لتحقيق‮ ‬ذات‮ ‬الأهداف‮ ‬ومنها‮ ‬من‮ ‬كان‮ ‬معارضاً‮.. ‬ وجميعنا نعرف ان الحرب الباردة حينذاك كانت واحدة من الاسباب والعوامل الرئيسية التي أعاقت تحقيق الوحدة اليمنية في وقت مبكر أي عقب قيام الثورة اليمنية وتحقيق الاستقلال المنجز في 30 نوفمبر عام 1967م.. وعلى الرغم من كل هذه المعوقات إلاّ ان كفاح شعبنا استمر باتجاه الوحدة اليمنية، وأتذكر ان جميع فصائل الحركة الوطنية التي كانت تتكون في تلك المراحل كان معظمها وحدوية التكوين والنشأة، وبرامج الكثير من الاحزاب والتنظيمات السياسية التي نشأت في كلا الشطرين كانت وحدوية،‮ ‬فتقاربت‮ ‬تلك‮ ‬الاحزاب‮ ‬في‮ ‬البرامج‮ ‬والرؤى‮.‬ ‮< ‬لكن‮ ‬ما‮ ‬الفائدة‮ ‬من‮ ‬البرامج‮ ‬على‮ ‬الورق‮ ‬وغيابها‮ ‬على‮ ‬الارض؟ ‮- ‬كانت‮ ‬هناك‮ ‬الكثير‮ ‬من‮ ‬المحاولات‮ ‬لتحقيق‮ ‬الوحدة‮ ‬اليمنية‮ ‬وجميعها‮ ‬لم‮ ‬يكتب‮ ‬لها‮ ‬النجاح‮..‬ محاولات‮ ‬لم‮ ‬تنجح ‮> ‬لماذا‮.. ‬هل‮ ‬لرغبةٍ‮ ‬كانت‮ ‬لدى‮ ‬النظامين‮.. ‬أم‮ ‬لرغبات‮ ‬خارجية؟ - الاسباب التي أدت الى اجهاض محاولات وحدة اليمن عدة منها - كما اسلفت - الحرب الباردة بين المعسكرين الشرقي والغربي، فكان كل واحد منهما ينظر الى أن تحقيق الوحدة اليمنية هي انتصار للطرف الآخر، إذ ان الشرقي يعتبر عدن في اطار دائرة نفوذه وكذلك الغربي ايضاً كان يعتبر صنعاء في اطار دائرة نفوذه وبالتالي كان يصعب على أي بلد تحقيق هدف وطني دون وجود رغبة لدى المعسكرين، نظراً لأن السياسة الدولية كانت تهيمن على مجريات الاحداث الكبيرة والاهداف العظيمة في العالم كله وليس اليمن وحده. بالاضافة‮ ‬الى‮ ‬ذلك‮ ‬بعض‮ ‬القوى‮ ‬الداخلية‮ ‬التي‮ ‬كانت‮ ‬تعارض‮ ‬تحقيق‮ ‬وحدة‮ ‬اليمن‮ ‬لأن‮ ‬رؤاها‮ ‬وبرامجها‮ ‬حينذاك‮ ‬كانت‮ ‬شطرية‮ ‬ولا‮ ‬ترتقي‮ ‬الى‮ ‬مستوى‮ ‬تحقيق‮ ‬هذا‮ ‬الهدف‮ ‬العظيم‮..‬ المصالح‮ ‬تتضارب ‮> ‬ما‮ ‬مصلحتها‮ ‬في‮ ‬ذلك؟ - إما ان تكون امتداداً لقوى اقليمية ودولية لاترغب في وحدة اليمن إلاّ من خلال رؤاها ووجهة نظرها، واما ان تكون متحجرة ومنغلقة على نفسها فلا ترى في تحقيق الوحدة اليمنية شيئاً عظيماً يلبي مصلحة الشعب، وترى ان تحقيقها ضرراً على مصالحها وعلى نفوذها في الشطر الذي‮ ‬تتمركز‮ ‬فيه‮.‬ ‮> ‬هل‮ ‬صحيح‮ ‬ان‮ ‬الفريق‮ ‬العمري‮ ‬كان‮ ‬يعتزم‮ ‬مهاجمة‮ ‬النظام‮ ‬في‮ ‬عدن‮ ‬رداً‮ ‬على‮ ‬اعلانه‮ ‬عن‮ ‬جمهورية‮ ‬اليمن‮ ‬الديمقراطية‮ ‬عقب‮ ‬الاستقلال‮ ‬ورده‮ ‬عن‮ ‬ذلك‮ ‬القاضي‮ ‬الارياني؟ - كانت صنعاء حينها تمر بأوضاع صعبة في تلك الفترة وكانت تعيش حصار السبعين يوماً، وكان القتال الجمهوري- الملكي في أوجه، فكان العمري مشغولاً بصنعاء أكثر مما يجري في عدن.. اذ ان صنعاء كانت تعيش ظروفاً لا تمكنها من الذهاب الى ما ورائها، وهمها فك الحصار وانتصار الثورة‮ ‬وهو‮ ‬الهدف‮ ‬الرئيسي‮ ‬الذي‮ ‬وحد‮ ‬فئات‮ ‬الشعب‮ ‬اليمني‮ ‬من‮ ‬مختلف‮ ‬المحافظات‮ ‬الجنوبية‮ ‬والشمالية‮ ‬للدفاع‮ ‬عن‮ ‬صنعاء‮ ‬ومن‮ ‬أجل‮ ‬انتصار‮ ‬الثورة‮.‬ وكما سمعت من الكثير ان الاخوة في عدن عندما اعلنوا قيام جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية كان الإعلان يرتكز على انتصار الثورة اليمنية بشكلها العام ومن ثم العمل من أجل تحقيق الوحدة، وفي اعتقادي ان الاسباب التي حالت دونما تحقيق الوحدة حينذاك كانت محلية أكثر منها‮ ‬دولية‮ ‬او‮ ‬خارجية‮.. ‬حيث‮ ‬سادت‮ ‬الساحة‮ ‬اليمنية‮ ‬في‮ ‬تلك‮ ‬المرحلة‮ ‬سلسلة‮ ‬من‮ ‬الخلافات‮ ‬الحزبية‮ ‬والسياسية‮ ‬وتداخلت‮ ‬مع‮ ‬الكثير‮ ‬من‮ ‬التطورات‮ ‬الاقليمية‮ ‬والدولية‮ ‬فحالت‮ ‬دون‮ ‬تحقيق‮ ‬ذلك‮ ‬الهدف‮..‬ وفيما يتعلق بقيادتي النظامين في الشطرين كانت قيادة الشطر الجنوبي مشغولة بمشاكلها الداخلية وبالخلافات وآثار الصراع الذي حدث بين جبهة التحرير والجبهة القومية، وبالمقابل كانت قيادة الشطر الشمالي حينذاك تعيش مرحلة صراع جمهوري- ملكي، وعقبه خلافات داخل الصف الجمهوري تولد عنها احداث 23 - 24 اغسطس 1968م والتي ادت الى خروج العديد ممن كانوا ينتمون الى فصائل الحركة الوطنية الى عدن، وبالمقابل ادى صراع الجبهة القومية وجبهة التحرير الى خروج العديد من مناضلي جبهة التحرير الى صنعاء وتعز، وجاءت بعد ذلك الحركة التصحيحية في الشطر الجنوبي من الوطن عقب الاستقلال والتي أدت الى خلع الرئيس قحطان الشعبي من الحكم وخروج العديد من القيادات العسكرية والمدنية الى الشطر الشمالي من الوطن بقيادة العقيد حسين عشال الذي كان قائداً للجيش في عدن واحمد صالح بلحمر وآخرين.. كل‮ ‬من‮ ‬هؤلاء‮ ‬وصلوا‮ ‬الى‮ ‬الشطر‮ ‬الآخر‮ ‬فشرعوا‮ ‬في‮ ‬تكوين‮ ‬رؤهم‮ ‬حول‮ ‬تحقيق‮ ‬وحدة‮ ‬اليمن،‮ ‬ومن‮ ‬هنا‮ ‬تكونت‮ ‬في‮ ‬كلا‮ ‬الشطرين‮ ‬العديد‮ ‬من‮ ‬القوى‮ ‬السياسية‮ ‬وكان‮ ‬لكل‮ ‬منها‮ ‬رؤى‮ ‬ووجهة‮ ‬نظر‮ ‬وبرامج‮ ‬فيما‮ ‬يتعلق‮ ‬بالوحدة‮.‬ هنا‮ ‬وهناك‮..!!‬ ‮> ‬لكن‮ ‬الذي‮ ‬حصل‮ ‬غير‮ ‬ذلك،‮ ‬فقد‮ ‬استخدمت‮ ‬هذه‮ ‬القوى‮ ‬من‮ ‬قبل‮ ‬النظامين‮ ‬ضد‮ ‬بعضهما؟‮!‬ - لا استطيع الجزم بأن كل هذه القوى كانت أداة بيد قيادتي الشطرين لكن الكثير منها كانت قوى سياسية موجودة في صنعاء، وعدن وكانت أحزاباً مكونة في الشطرين.. وما استطيع قوله ان كل قيادة من قيادات الشطرين تكوّن لديها رغبة في تحقيق الوحدة اليمنية معتمدة على هذه القوى الموجودة لديها.. سواءً أكان في الشمال او في الجنوب.. حيث كان الاخوة في الجنوب يعتقدون ان القوى الموجودة لديهم هي شريك لهم في تحقيق وحدة اليمن، والرؤية نفسها كانت لدى القيادة السياسية في الشمال.. وكان كل يرى تحقيق الوحدة وفق رؤاه وبمختلف الاشكال، ولم تتحدد‮ ‬طرق‮ ‬واشكال‮ ‬قيام‮ ‬الوحدة‮ ‬السلمية‮ ‬والديمقراطية‮ ‬إلاّ‮ ‬في‮ ‬اتفاق‮ ‬قعطبة‮ ‬بين‮ ‬الرئيسين‮ ‬ابراهيم‮ ‬الحمدي‮ ‬وسالم‮ ‬ربيع‮ ‬علي‮..‬ وأذكر‮ ‬ان‮ ‬هناك‮ ‬اتفاقات‮ ‬جرت‮ ‬في‮ ‬القاهرة‮ ‬وطرابلس‮ ‬عقب‮ ‬حرب‮ ‬عام‮ ‬1972م‮..‬ ‮> ‬الملاحظ‮ ‬ان‮ ‬الفترة‮ ‬ما‮ ‬بين‮ (‬1962‮-‬1972م‮) ‬لم‮ ‬تجر‮ ‬فيها‮ ‬أية‮ ‬محاولة‮ ‬في‮ ‬اتجاه‮ ‬تحقيق‮ ‬الوحدة‮.. ‬ما‮ ‬سبب‮ ‬ذلك؟ - ما قبل حرب 1972م - كما اشرت- كان الصراع الذي حدث قبل وأثناء الاستقلال قد أدى الى خروج عدد كبير من القيادات من الجنوب الى الشمال، وتولد عن خلافات أغسطس 1968م التي كانت جارية في صنعاء حينذاك إلى خروج العديد من قيادات الاحزاب السياسية الى جنوب الوطن، وبدأت المواقف حينها تتحدد وفقاً لطبيعة الحرب الباردة والصراعات السياسية الدولية الجارية حينذاك، فالجنوب اتجه الى الشرق »نحو الاشتراكية« والشمال اتجه الى الغرب وتطبيق الرأسمالية، وفي عام 1972م بدأ التفكير باتجاه تحقيق الوحدة بمختلف الوسائل والأشكال منها العسكرية، وكل بدأ يكوّن تكوينات عسكرية للموجودين لديه باتجاه تحقيق ذلك الهدف.. ففي عدن تكونت الجبهة الوطنية الديمقراطية وشملت في اطارها العديد من التشكيلات العسكرية، كما تكونت في صنعاء العديد من التشكيلات العسكرية والسياسية.. لهذا السبب بدأت حالة التوتر والاشتباكات في العديد من المناطق الوسطى بين فصائل تابعة للجبهة ووحدات الجيش اسفرت عن حرب 1972م وسببها الرؤى التي تؤمن بها القيادتان، وكنت مشاركاً في هذه الحرب بمحور قعطبة وكقائد للفرقة الأولى عمالقة، كما انني كنت حينها مشاركاً في الحوار بين القيادات العسكرية من الطرفين، فشارك من قيادة الجيش في الشطر الجنوبي من الوطن الاخ العميد احمد سالم عبيد وقائد مثنى وعدد من القيادات العسكرية.. وفي تلك الحرب طغى العامل الدولي على كل الرؤى المحلية والوطنية فحال دون تمكينها من الوصول الى أهدافها. صراعاً‮ ‬وليس‮ ‬حرباً‮..!‬ ‮> ‬مكثتَ‮ ‬في‮ ‬عدن‮ ‬فترة‮ ‬طويلة‮ ‬قبل‮ ‬الوحدة‮.. ‬لِمَ‮ ‬لم‮ ‬يكن‮ ‬لك‮ ‬دور‮ ‬في‮ ‬دفع‮ ‬قيادة‮ ‬النظامين‮ ‬للاسراع‮ ‬بالوحدة؟ - مدة اقامتي في عدن كانت عقب اغتيال الشهيد ابراهيم محمد الحمدي مباشرة وهناك كونت فصيل جبهة التصحيح الديمقراطي الذي كان يعمل في اطار الجبهة الوطنية الديمقراطية والتي كانت تتكون من التصحيح وحزب الوحدة الشعبية وجمعت العديد من الاحزاب اليسارية ومن حزب البعث العربي‮ ‬الاشتراكي‮ - ‬قطر‮ ‬سوريا‮- ‬والناصريون‮ ‬كوَّنوا‮ ‬ايضاً‮ ‬تنظيمهم‮ - ‬جبهة‮ ‬13‮ ‬يونيو‮- ‬في‮ ‬حوار‮ ‬مع‮ ‬قيادة‮ ‬الجبهة‮ ‬باتجاه‮ ‬التوحد‮ ‬في‮ ‬اطار‮ ‬الجبهة‮ ‬الوطنية،‮ ‬والجميع‮ ‬كان‮ ‬هدفهم‮ ‬الرئيسي‮ ‬تحقيق‮ ‬الوحدة‮ ‬اليمنية‮.‬ ‮> ‬لكن‮ ‬الجبهة‮ ‬كانت‮ ‬تخوض‮ ‬حرباً‮ ‬لاسقاط‮ ‬النظام‮ ‬في‮ ‬صنعاء‮ ‬وليس‮ ‬لتحقيق‮ ‬الوحدة‮ ‬اليمنية؟ ‮- ‬لم‮ ‬تكن‮ ‬تخوض‮ ‬حرباً‮ ‬ولكنها‮ ‬كانت‮ ‬تخوض‮ ‬صراعاً‮ ‬ادى‮ ‬في‮ ‬كثير‮ ‬من‮ ‬الحالات‮ ‬الى‮ ‬العنف،‮ ‬وهي‮ ‬جبهة‮ ‬سياسية‮ ‬كانت‮ ‬تعمل‮ ‬تحت‮ ‬شعار‮ ‬تحقيق‮ ‬وحدة‮ ‬اليمن‮..‬ وقد توصلت في نهاية السعبينيات مع الرئيس ابراهيم الحمدي الى اتفاق سياسي تمخض عنه فك التشكيلات والمليشيات المسلحة، والحوار باتجاه تكوين المؤتمر الشعبي العام كشرط من شروط الوحدة اليمنية، وقيام التعددية السياسية فتم الاتفاق بين الرئيسين ابراهيم الحمدي وسالم ربيع علي على تحقيق وحدة اليمن بالوسائل السلمية والديمقراطية وعقب اغتيال ابراهيم الحمدي تحول الصراع الى طابع العنف وظل لفترة حتى بداية الثمانينيات وحينها تم ابرام اتفاق بين الجبهة وبين قيادة الشطر الشمالي من الوطن برعاية الاخ علي عبدالله صالح وعلي ناصر محمد تم التوصل بموجبه الى نبذ العنف واتباع النضال السلمي والديمقراطي، وتمخض عن ذلك قيام مجلس التنسيق اليمني الأعلى وتم إلغاء جميع المظاهر والتشكيلات المسلحة وبدأ فعلاً التوجه السلمي والديمقراطي كخيار وحيد لتحقيق الوحدة اليمنية. الأعداء‮.. ‬أخوة > عقب خروجك الى عدن التحقت بالجبهة الوطنية لتقاتل في صفها وقبل ذلك كنت تقاتلها من موقعك العسكري في قعطبة وغيرها من المناطق الوسطى.. ألم يكن هناك تردد من قبل الجبهة او التخوف من انضمامك اليهم؟ - اثناء قيادتي للوحدات العسكرية المكلفة بالتمركز في قعطبة ومريس كنت اعمل وفقاً لتوجيهات القيادة إلاّ أني كنت اتحاشى وأتجنب الكثير من الحالات التي قد تؤدي الى العنف او التوغل في الصراعات الدموية وكنت احاول قدر الامكان انهاء معظم المواجهات بالوسائل السلمية وتهدئة‮ ‬الأوضاع‮ ‬في‮ ‬تلك‮ ‬المناطق‮ ‬باستخدام‮ ‬الحوار‮..‬ ولم‮ ‬يحدث‮ ‬ان‮ ‬استخدمت‮ ‬قوة‮ ‬عسكرية‮ ‬لتصفية‮ ‬أي‮ ‬خلافات‮ ‬وتمكنت‮ ‬من‮ ‬السيطرة‮ ‬على‮ ‬الكثير‮ ‬من‮ ‬المناطق‮ ‬الموجودة‮ ‬في‮ ‬قعطبة‮ ‬ومريس‮ ‬و‮ ‬في‮ ‬المناطق‮ ‬الوسطى‮.. ‬دون‮ ‬الدخول‮ ‬في‮ ‬صراعات‮ ‬دموية‮ ‬عنيفة‮.. ‬ وفيما يتعلق بالجبهة الوطنية دخلت اليها وفق حوار حيث كنت حينها على رأس تنظيم سياسي كبير له رؤاه واهدافه المتوافقة مع اهداف الجبهة والحزب الاشتراكي، لذلك لم أجد منهم اساءة في المعاملة ولم يكن لديهم تردد او تخوف من انضمامي اليهم بل على العكس من ذلك فقد عملنا سوياً ولم يحدث أي خلاف او صراع عدا ما طرأ في يناير 1986م أو ما قبلها او ما بعدها ذات طابع أوسع من جبهة التصحيح والجبهة الوطنية بل أخذت احداث يناير الحزب الاشتراكي بما حمل واحدثت انقساماً داخل الحزب.. > في فترة من الفترات كان علي ناصر محمد من أكبر الداعمين للجبهة.. إلاّ ان الجبهة كانت عاملاً رئيسياً في ترجيح كفة حرب 13 يناير لخصومه.. ألا تعتقد ان علي ناصر محمد قد ندم حينداك على ماقدم من دعم للجبهة؟ - لم يكن علي ناصر محمد في أحداث يناير محدداً موقفاً بحد ذاته من الجبهة إلاّ انه حدث انقسام في صفوف الجبهة كان جزء منه داعماً للرئيس علي ناصر محمد وانا واحدٌ منهم ومعي سلطان احمد عمر رئيس الجبهة، وفي الطرف الآخر كان الشهيد جار الله عمر ويحيى الشامي واحمد عباد‮ ‬شريف‮ ‬وكثيرون‮ ‬من‮ ‬الجبهة‮ ‬اصطفوا‮ ‬مع‮ ‬خصم‮ ‬علي‮ ‬ناصر‮ ‬محمد‮..‬ ‮> ‬كيف‮ ‬وجدت‮ ‬المعاملة‮ ‬عقب‮ ‬انتهاء‮ ‬الاحداث‮ ‬وانتصار‮ ‬الخصم؟ - اثناء الاحداث نفسها تفاجأت بمجيئ العديد من القيادات السياسية والعسكرية من الطرفين الى منزلي، فاضطررت الى ان اعمل باتجاه الحفاظ عليهم وكانوا كثراً وحاولت جاهداً ان اعمل على وقف الاقتتال والعودة الى طاولة الحوار وتمكنت من الاتصال بالكثير من القيادات حينها، وفعلاً توصلت الى اقناع الاخ صالح بن حسينون طرف قيادة الحزب في لجنة الحوار والطرف الآخر شكل فريقاً منه الاخ محمد البطاني وسليمان ناصر مسعود إلاّ ان وقت تدخلي كان متأخراً، وكنت قبل الاحداث قد ذهبت الى الرئيس علي ناصر محمد بعد اجتماع تم بيني وبين الاخ صالح مصلح قاسم وعدد من قيادات الحزب وطرحت على الاخ علي ناصر محمد بحضور سلطان احمد عمر جملة من الاقتراحات التي قدمها الطرف الآخر عبر صالح مصلح وزير الدفاع حينذاك حول تسوية الخلافات والوفاق فيما بينهما ومضيت في محاولة الوفاق بين الطرفين الى آخر يوم من بدء الاحداث، لكنني لم اوفق كغيري من الذين حاولوا في ذاك المسعى ولم يُوفقوا، فاندلعت الحرب وكما قلت استقبلت في بيتي الكثير من الطرفين وأوصلت كلاً مأمنه نظراً لأن معظم الطرق اصبحت مقطوعة فكان الجميع يجد بيتي ملاذاً لأنه الأقرب له، حتى حراسة صالح مصلح وزير الدفاع حينما اُقتحم منزله فرت الى منزلي وحميت الطرفين ولم يتعرض أي منهما للأذى رغم ان منزلي تعرض للحصار الكبير من قبل الوحدات العسكرية التي حسمت الأمر لصالح الحزب، فتعرض بيتي للتطويق وطلب مني تفتيشه إلاّ انني رفضت وأبلغتهم ان لديَّ أشخاصاً كثيرين في منزلي ولن أسلّم احداً‮ ‬منهم،‮ ‬وحينما‮ ‬تصاعد‮ ‬الموقف‮ ‬ووصلت‮ ‬الامور‮ ‬الى‮ ‬ذروتها‮ ‬تدخل‮ ‬الشهيد‮ ‬جار‮ ‬الله‮ ‬عمر‮ ‬وعدد‮ ‬آخر‮ ‬من‮ ‬المكتب‮ ‬السياسي‮ ‬وابلغوا‮ ‬القوات‮ ‬بالتراجع‮ ‬عن‮ ‬اقتحام‮ ‬المنزل‮.‬ ‮> ‬عقب‮ ‬ذلك‮ ‬ألم‮ ‬يكن‮ ‬هناك‮ ‬تواصل‮ ‬مع‮ ‬اصدقاء‮ ‬في‮ ‬الشمال‮ ‬تنسقون‮ ‬للعمل‮ ‬باتجاه‮ ‬الوحدة؟ ‮- ‬كان‮ ‬تواصلي‮ ‬مع‮ ‬الكثير‮ ‬من‮ ‬الشخصيات‮ ‬السياسية‮ ‬ولم‮ ‬تنقطع‮ ‬صلتنا‮ ‬ابداً‮ ‬وكان‮ ‬التواصل‮ ‬مع‮ ‬الرئيس‮ ‬علي‮ ‬عبدالله‮ ‬صالح‮ ‬حاضراً‮ ‬بمختلف‮ ‬اشكاله‮.‬ ‮> ‬بشأن‮ ‬اتفاقية‮ ‬عدن‮ ‬للوحدة‮.. ‬هل‮ ‬كنت‮ ‬تعلم‮ ‬مسبقاً‮ ‬انها‮ ‬ستوقَّع‮ ‬في‮ ‬30‮ ‬نوفمبر؟ - كنا على علم كامل بها ومشاركين كقوى سياسية في الكثير من الرؤى والاتجاهات التي تمخضت عنها وبعد ذلك التوقيع اجريت حوارات كثيرة مع فخامة الرئيس علي عبدالله صالح كجبهة التصحيح الديمقراطية في مدينة تعز، وكان الحوار بناءً وجاداً ووجدنا من فخامة الرئيس الرغبة الجامحة والعمل الجاد باتجاه تحقيق وحدة الوطن وازالة آثار جميع الصراعات التي سبقت قيام الوحدة، وبعدها عدت الى عدن بعدما قضيت في صنعاء وتعز 27يوماً التقيت فيها الكثيرين وعلى رأسهم فخامة الرئيس الذي لم اكن اتوقع ان اجده بذاك القدر من الحنكة وسعة الصدر والذي تغلب‮ ‬من‮ ‬خلالها‮ ‬على‮ ‬الكثير‮ ‬من‮ ‬الصعاب‮ ‬التي‮ ‬كانت‮ ‬تحاول‮ ‬عرقلة‮ ‬مسار‮ ‬تحقيق‮ ‬الوحدة‮ ‬اليمنية‮..‬ آزره‮ ‬في‮ ‬ذلك‮ ‬وسانده‮ ‬رغبة‮ ‬الجميع‮ ‬في‮ ‬تحقيقها‮ ‬دون‮ ‬أية‮ ‬محاولة‮ ‬اعتراض‮ ‬أو‮ ‬منع‮ ‬من‮ ‬قبل‮ ‬أية‮ ‬قوى‮ ‬داخلية‮ ‬كانت‮ ‬أو‮ ‬خارجية‮.‬
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "حوارات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
في زيارتي للوطن.. انطباعات عن صمود واصطفاف ملحمي
اياد فاضل*

هم ونحن ..!!
د. عبد الوهاب الروحاني

اليمن يُغيّر مفهوم القوة
أحمد الزبيري

مسلمون قبل نزول القرآن الكريم.. فقه أهل اليمن القديم
الباحث/ عبدالله محسن

الأقلام الحُرة تنقل أوجاع الناس
عبدالسلام الدباء *

30 نوفمبر عيد الاستقلال المجيد: معنى ومفهوم الاستقلال الحقيقي
عبدالله صالح الحاج

دماء العرب.. وديمقراطية الغرب؟!
طه العامري

ترامب – نتنياهو ما المتوقَّع من هذه العلاقة؟!
ليلى نقولا*

أين هو الغرب من الأطفال الفلسطينيين السجناء وهو يتشدَّق دوماً بحقّ الطفل؟
بثينة شعبان*

صراع النملة مع الإنسان ولا توجد فرص أخرى للانتصار!!
د. أيوب الحمادي

دغيش.. البرلماني الذي انتصر للوحدة حتى المَنِـيـَّة
خالد قيرمان

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)