كلمةالميثاق -
الرؤية التي تقدم بها المؤتمر الشعبي العام وحلفاؤه لفريق بناء الدولة في مؤتمر الحوار الوطني حول النظام الإداري الذي ينبغي أن يكون لليمن مستقبلاً جاءت ترجمة للدعوات التي اطلقها المؤتمر الشعبي العام بقيادة الزعيم علي عبدالله صالح رئيس المؤتمر من وقت مبكر وظل يطرحها في المراحل التي مر بها بعد إعلان وحدته المباركة في الـ 22 من مايو العظيم, كتأكيد لنهجه الديمقراطي التعددي وتحقيقاً لمبدأ حكم الشعب نفسه بنفسه عبر مشاركته الواسعة الجدية والحقيقية والمسئولة تجاه حاضره وغد أجياله القادمة.
إنه السياق الذي وقف فيه المؤتمر وفي مواجهة المواقف السلبية تجاه تحقيق هذه الانتقالية من قوى اعتقدت ومازالت تعتقد أن هذا يتعارض مع مشاريعها التي كان واضحاً منذ البداية أنها تقف على طرفي نقيض مع مصالحها المتضادة مع مصالح الشعب والوطن ووحدته وأمنه واستقراره وخياره الديمقراطي.. والجديد في هذه الرؤية أنه تقدم بها إلى مؤتمر الحوار الوطني وهي تهدف إيجابياً إلى إيجاد صيغة اتحادية يتوافق عليها المتحاورون وبما يؤدي إلى نظام سياسي ديمقراطي إتحادي يحقق اللاَّ مركزية في إدارة الأقاليم على أساس فدرالي يجسد إرادة المواطنين المباشرة وغير المباشرة لشئونهم في إطار الوحدات الجغرافية السياسية والاقتصادية, وعلى نحوٍ تصبح فيها المشاركة الشعبية ليس فقط مؤثرة في مسارات تطور الأقاليم تنموياً وخدمياً, بل وصانعة للقرار المستجيب لمتطلبات واحتياجات المجتمعات في إطار الإقليم والملبي لاستحقاقات النهوض والبناء الذي يتطلعون إليه في الارتقاء بأوضاعهم الحياتية الاقتصادية المعيشية، كل هذا يتحقق بصورة تكاملية متسقة ومتناغمة مع توجهات البناء السياسي والاقتصادي للوطن كله وبما يعمق الوحدة الوطنية بين أبنائه بحيث يكتسب النظام الاتحادي طابع النقلة النوعية والقفزة الكبرى إلى الأمام في مسارات التجاوز باليمن تعقيدات قضايا وتشابكات اشكالياته وكافة التحديات التي أوصلته مخاطرها إلى حافة كارثة الصراع والاحتراب الداخلي والفوضى وما يرتبط بها من دمار وخراب وفرقة وتمزق..
وهكذا فإن هذه الرؤية حول النظام الإداري لا يمكن فصلها عن رؤى المؤتمر الشعبي العام تجاه حل القضايا المطروحة أمام مؤتمر الحوار الوطني، وفيها نتبين حرصاً صادقاً ومسئولاً على إيصال اليمن الوطن والشعب موحداً وديمقراطياً ومستقراً إلى بر الأمان.. وفي هذا تتجلى ريادية المؤتمر الشعبي العام التغيرية في مسيرة بناء اليمن الجديد.