فيروز محمد علي - الى كل القوى السياسية.. الى كل «الثوار».. الى كل البلاطجة من الطرفين.. الى كل اليمنيين بمختلف مكوناتهم وشرائحهم وانتماءاتهم وأيديولوجياتهم .. الى كل اليمنيات الحرائر.. الى كل أحرار العالم الحريصين على هذه البقعة من الأمة العربية التى عصفت رياح التشتت والجوع والمرض والفقر بها.. الى جميع من يعلق آماله على الحوار الوطني أقول: إن مؤتمر الحوار في خطر، هناك شلة من المتآمرين يمارسون أنشطة مشبوهة يسعون من خلالها الى إفشال هذا الحوار وإعاقة هذه الأمة من النهوض الى مستقبل مشرق..
كنت ممن عملوا داخل الأمانة العامة للحوار، وعلى مدى 32 يوماً اكتشفت اني لا أعمل ضمن مؤتمر حوار وطني قائم على الشفافية والوضوح وتشارك فيه كل المكونات اليمنية بمختلف شرائحها.
وانما اكتشفت اني داخل خلية قائمة على رصد التحركات واللفتات والسكنات للمتواجدين في داخل الحوار أو من الاداريين والمشاركين.. واظن انها توافي جهات غير معلومة بتقارير يومية والحوادث الاخيرة التى وقعت، ليست صدفة بل أعتقد انها كانت مدبرة بين الخلية وتلك الجهة حيث كثير من المناوشات السياسية والمناطقية لا يعلم بها الا من هم داخل محيط الحوار.. فمنذ اليوم الاول تعاملت بكل مصداقية وشفافية ووضوح حباً وحرصاً على الوطن.. لكني صدمت بما صادفت من تعاملات غير جديرة بالاحترام .. صُدمت بأشخاص ومواقف بينت لي حقيقة البعض منهم .. سواءً أكان على مستوى الاداريين في أمانة الحوار او بعض من يتلصص على المشاركين.. لم يكن مني الا ان اخبرت الامين العام للحوار الدكتور احمد بن مبارك عن هذه الاختلالات، فما كان منه الا السلبية في الرد..وحسب ما تبين لي ان بن مبارك على علم بما يجري فيما أفراده هم الشلة المقربة منه.. فقد سبق واخبرته عن هؤلاء الفاسدين الذين سوف يفقدونه هيبته ومصداقيته.. سبق واخبرته عن هؤلاء من يتخذون نيابة عنه قراره ولم يكن له القدرة على الصد او الرد ..سبق وأخبرته عن تجاوزات البعض منهم إدارياً وعملياً ومهنياً ولم يبالِ بالرد..
فخامة الرئيس كم أعجبني كلامك مع الامريكيين حين قلت لهم بصريح العبارة ان مشكلة اليمن هي نفس المشكلة منذ 50 عاماً وهي الماء .. الكهرباء.. التعليم .. الصحة ..الغذاء.. وهل تعلم أي مطب ذلك الذي وقع فيه هذا الشعب.. وهل تعلم ما قد يفشلون فيه وينسبونه لك.. كما حدث مؤخراً في قرار تعيين وكيل جهاز الرقابة وجعلوك بسبب هرجهم تغير قرارك وتلغيه.. وهذا فعلاً ما يتعمدون ان يفعلوه في الامانة العامة للحوار..
همس.. وشوشة.. مراقبة واشياء كثيرة لا أستطيع سردها لكن جميعها توحي لكل من يلحظها ان هناك اشياء خفية تحدث من خلف الكواليس ..تذمرت كثيراً وأبديت احتجاجي على تلك التصرفات المشبوهة.. شكوت لكل القيادات.. لكن الجميع صُدمت بردودهم السلبية ولم يعيروا أياً من احتجاجاتي تلك أدنى اهتمام.. صرخت واحتججت وشكوت على امل أن أجد من ينصفني منهم..
لكني صُدمت بأن جميع مواقفهم موحدة والبعض يخاف من كشف الحقيقة ..طيلة شهر كامل وأنا أعيش في حالة ضمير وأزمة نفسية ما بين قول الحقيقة او اخفائها.. لكني الآن اهتديت إلى ان عهدي وواجبي الوطني حتم عليّ إلا أن أبوح بحقيقة لم اكن اتخيل يوماً اني سوف انطق واصرح بها ..أعتقد أنني ومن خلال ما سردته قد برأت ضميري ووضعتكم جميعاً في الصورة..
|