فيصل الصوفي - لدينا ثلاث مدن تاريخية مدرجة في قائمة التراث العالمي، هي صنعاء القديمة وشبام حضرموت وزبيد.. وليس مطلوب من الحكومة غير حمايتها من الاندثار، وعدوان البلك والاسمنت والحديد وسائر الأنماط المعمارية الحديثة التي تفقدها قيمتها التاريخية.
اليونسكو والدول الداعمة تقدم هبات للمساعدة في صيانة الثلاث المدن التاريخية، وإلى جانب هذه الفائدة هناك فوائد أخرى تحصل عليها الحكومة، ويحصل عليها سكان تلك المدن، فهي تجذب السياح، أي مورد اقتصادي، ولذلك من مصلحة الحكومة والسكان بقاء هذه المدن في قائمة التراث العالمي.
لقد وضعت هذه المدن في قائمة التراث المهدد بالخطر مرارا، وخاصة منذ عام 2000، وهذا التهديد يخرجها من القائمة.. وكانت الحكومات السابقة تعمل ما بوسعها للإبقاء عليها في القائمة، وخاصة مدينة صنعاء القديمة التي نفذ فيها أكبر مشروع حماية وتطوير منذ عام 2003، وأصبحت في أفضل حالاتها بمناسبة « صنعاء عاصمة للثقافة العربية 2004» وتتابعت العناية بهذه المدن ما جنبها الشطب من قائمة اليونسكو.
اليوم في ظل حكومة الوفاق الوطني وجهت اليونسكو إنذارا أخيرا بإسقاط زبيد من قائمة التراث العالمي، وإنذار آخر بشأن صنعاء القديمة.. وعار على هذه الحكومة أن تسقط المدينتان من القائمة في عهدها.
منظمة اليونسكو أنذرت الحكومة بداية هذا العام بإخراج مدينة صنعاء القديمة من قائمة التراث العالمي لأن بنيانها الفريد الذي بسببه أدخلت إلى القائمة يتعرض للتشويه جراء البناء الذي تستخدم فيه الاسمنت والحديد فضلا عن أسباب أخرى تفقد المدينة ميزتها التاريخية، وقد سعت الحكومة لتقديم مبررات لتجنب القرار، وطلبت منها اليونسكو تقديم تقرير بحلول نهاية شهر فبراير حول أوضاع المدينة، وماذا فعلت لحمايتها، لكن الحكومة لم تستطع حتى تقديم التقرير في موعده، وخلال هذا الشهر اعتذرت المنظمة كما يشاع، عن استلام التقرير الذي جاء متأخرا، وقيل إنه لن يدرج ضمن جدول أعمال الدورة القادمة لليونسكو.
الحكومة أدعت أن الإهمال الذي تعرضت له مدينة صنعاء القديمة، ناتج عن الأزمة وعن مشكلات اقتصادية، جعلتها تعجز عن الحفاظ على الطابع التاريخي للمدينة، وأنها ستفعل وستفعل، من أجل عدم شطبها من قائمة التراث العالمي، وطلبت اليونسكو من الحكومة تقديم تقرير بهذا الصدد ليتم النظر فيه.. ليس مطلوب سوى تقرير، يقدم في موعد معلوم.. ومع ذلك عجزت هذه الحكومة عن كتابة تقرير وتقديمه في الموعد المعلوم.. حكومة مشغولة بالمحاصصة والترتيب للميراث السياسي ورفع معدلات الإقصاء والفساد وتوزيع المغانم الثورية، ولا تهتم بالتراث ولا لسقوط صنعاء القديمة.. بل عجزت عن تقديم مجرد تقرير عن حالة صنعاء القديمة.
|