عبدالله الصعفاني -
إذا كان الذي حدث ثورة فنحن بحاجة إلى إعادة هذه الثورة لتكون ثورة ليس ضدّ أشخاص انتقائيين شاركناهم كل شيء وإنَّما ثورة تحقِّق التغيير في الأفكار والتغيير في السياسة. - بمعنى آخر الشعب يريد أن يطل على شيء حقيقي.. يريد أن تنعكس الأقوال على الأفعال.. يريد أن يرى تغييراً في حياته.. حياته الصحِّية والمعيشية.. وحياة أبنائه التعليمية.. أمَّا أن يكون الأمر مجرَّد إعادة طحن الطحين وإعادة إنتاج الفساد فليس ذلك إلاَّ مدعاة للمزيد من الإحباط. - الثورة ليست خيمة.. وليست تظاهرة وليست حتى تغيير الرؤوس.. وإنَّما تغيير في الأفكار والنفوس.. فماذا عند الحكومة؟ وماذا عند الأحزاب من الجديد؟ - الثورة الحقيقية هي التي لا تتوافق الحكومة بعدها على العبث والسطو الانتهازي على الوظائف المدنية والأرقام العسكرية والمناصب المفصلية.. وإنَّما تمثِّل القدوة ونكران الذات واحترام الكفاءات.. وهي قبل وبعد ذلك تطبيق للقانون تحقيقاً للعدالة واستحضاراً لمبدأ تكافؤ الفرص.. غير أننا أمام حكومة بائسة.. متوافقة على قلَّة الخير.. متواطئة على هذا الكمّ الكبير من الاختلالات الأمنية والمعيشية. - والغريب أن الرسائل لا تتوقَّف حول تأكيد التمسُّك بها رغم المعرفة بفشلها.. وهي معرفة مع الأسف لم يواكبها سوى العناد انتصاراً للانتهازي والعبثي واستنساخ المزيد من الفشل المركَّب. - ما تحتاجه البلاد وهي تتطلَّع إلى التغيير الحقيقي هو حكومة كفاءات.. متحرِّرة من الولاءات للتكتُّلات أو الأشخاص.. فما بالنا بعد أكثر من عامين على الأزمة نتشبَّث بوزراء فاسدين ووزراء عاجزين محصِّلة ما يقومون به إثبات أن هذا الشعب تحت رحمة صانع سيِّئ أو تاجر أسوأ. - الثورات تغيير حقيقي يُلمس في إصلاحات اقتصادية وأمنية واحترام لحق المواطن في الحياة الكريمة وليس أبداً ما نعيشه من الانهيارات الأمنية والمعيشية.. التي يرافقها هذه الفرجة على الفوضى المجنونة أو العقل الفوضوي. - فخامة الرئيس : اعمل أيّ حاجة.. فالعيون مصوَّبة نحوك.