شيماء محمد - حرية الصحافة شهدت خلال السنوات الماضية من عمر الجمهورية اليمنية ميلاداً لتجربة تنمو فيها حرية التعبير والرأي الآخر، لكن هناك من يريدون أن يكون هذا المنجز أشبه بوردة مشوكة.. أو مثل ظهر القنفد يدمي كل من يحاول الاقتراب منه. إن طبيعة النهج الديمقراطي والتعددية السياسية تفرض وجود إعلام وطني حر ومستقل.. وكلنا نسعى إلى أن يتخلص الوطن من محتكري المعلومات.. ومن بيروقراطية القرن التاسع عشر في منح التراخيص للوسائل الإعلامية ولو أسوة بدول الخليج على طريق تأهيل اليمن إعلامياً.. إن المؤتمر الشعبي العام دائماً يسعى إلى تعزيز حرية الصحافة وحماية الصحافيين وليس أدل على ذلك أن فخامة الأخ رئىس الجمهورية- رئىس المؤتمر الشعبي العام هو أول من طالب ووجّه الحكومة منذ سنوات بإلغاء عقوبة حبس الصحفي في اليمن. هذا الطرح ليس للمزايدة وإنما المؤتمر يؤمن بالتعدد والاختلاف في الرأى.. ويؤمن ان الحياة لاتبدو جميلة والوطن رائعاً إلاَّ بكل تلك الألوان التي لاتحصى والتي نشاهدها أمامنا يومياً في الواقع الحياتي الذي نعيشه. طبعاً فالمؤتمر الشعبي العام لايؤمن ان حرية الصحافة لابد ان تكون محصورة في لونين فقط.. > إذاً نحن أمام مناسبة وطنية عظيمة تفرض على رواد العمل الإعلامي إعادة تقييم تجربة مسيرة حرية الصحافة في ظل الجمهورية اليمنية.. لانريد ذلك بطريقة تقليدية لندوات بعض الجهات الحكومية.. إنما نريد ان تكون نقابة الصحافيين اليمنيين جادة في تعزيز وترسيخ وتطوير حرية الصحافة من خلال اتخاذ مواقف شجاعة.. طبعاً ليس كتلك القرارات التي يتخذها القاضي عصام السماوي رئىس مجلس القضاء ضد بعض الحكام وأعضاء النيابات المدانين بمخالفات جسيمة بعزلهم من المهنة.. وإنما أن نبدأ بطرح قضية الفساد في الصحافة اليمنية ومخاطرها وأضرارها على حرية الصحافة والرأي العام والوقوف بجدية أمام من يحاولون تحويل بعض هذه المنابر إلى مستنقعات تلحق الأذى والاضرار بالأفراد والمجتمع والمصالح الوطنية والسلام الاجتماعي وتشوّه الحقيقة من خلال ممارسة النفاق والابتزاز يهدف الحصول على مكاسب شخصية. > إن تضليل الرأي العام بمعلومات كاذبة هو أخطر فساداً من الفساد الذي يلحق بالمال العام.. ولو وجد جهاز رقابة ومحاسبة خاص بمخالفات الإعلام لوجدنا أن حجم الكارثة أصبح مخيفاً ولاتنفع معه بعد اليوم الدعممة..إن تسارع الخطوات التي نشهدها خلال هذه الفترة للانتقال باليمن إلى مرحلة جديدة من مراحل تطوره.. توجب علينا ان نواكب ما يجري حولنا إعلامياً.. وبدون الوقوف بجدية أمام قضية الحريات الصحافية وقضية تضييق الفساد على الرسالة الوطنية لصحافتنا.. والتحدث بشفافية عن كل جانب في هذه المشكلة.. ووضع معالجات جادة وصادقة للأزمة الحقيقية التي تعاني منها الصحافة في بلادنا.. > اعتقد أن أقلاماً تحولت إلى أشبه (بوصيفات) تغني بالألحان المختلفة لإطراب المفسدين وما لم نقف بجدية ومسؤولية فإن صحافتنا تواجه أكبر خطر يتهددها وهو محاولة تحولها إلى مسخ ومرتع لتدنيس قداسة الكلمة ورسالة الصحافة.. > إن المشكلة تبدو واضحة.. فالفساد قد ألحق بصحافتنا تدميراً فظيعاً.. ومع ذلك حتى الآن لم نجد من يجرؤ ان يتحدث عن هذه القضية الخطيرة.. فهل قد آن الآوان..؟! الوحدة في فگر المؤتمر الشعبي العام ومسيرته الوطنيةدور قوي فاعل للمؤتمر ينطلق من إيمانه بحتمية الوحدة ووفائه لأهداف الثورة يحيــى علــي نــــوري »ان الوحدة الوطنية هي القوة التي نواجه بها كل المخاطر التي تهدد كياننا واستقرارنا وسيادتنا الوطنية«.. انطلاقاً من هذه الرؤية الميثاقية والتي تحمل في ثناياها العديد من المعاني والمدلولات العظيمة كان للمؤتمر الشعبي العام ومنذ الوهلة الاولى لقيامه في الــ24 من أغسطس 1982م ان بدأ مسيرته الوحدوية على أسس وقواعد سليمة حرصت كل الحرص على الانتصار للوحدة الوطنية بلورةً لأهداف الثورة اليمنية وانتصاراً لأعظم هدف يتطلع الشعب اليمني الى تحقيقه. حيث عمل المؤتمر على القضاء على كافة مظاهر الاختلالات والاهتزازات التي كانت تعاني منها الوحدة الوطنية بفعل التجاذبات المحلية والخارجية وحرص بالتالي على تركيز كل جهوده صوب جعل الوحدة الوطنية من القوة والمنعة مايجعلها القاعدة القوية والصلبة التي يمكن لشعبنا من خلالها الانطلاق باتجاه المستقبل الحافل بالانجازات على الصعيدين الديمقراطي والتنموي..واستطاع المؤتمر الشعبي العام من خلال هذا اليوم الوطني ان يحقق حوله التفافاً جماهيرياً عارماً حريصاً على تعزيز ادواره في المزيد من حماية الوحدة الوطنية وتهيئة وتوفير كل الضمانات الضرورية التي من شأنها ان تنأى بشعبنا من العودة الى أتون الصراع والتطاحن على حساب امكاناته واهدافه الحضارية الكفيلة ايضاً بحماية الكيان اليمني ارضاً وشعباً من اية مخاطر خارجية والتجرد الكامل من قبل كافة الفعاليات من الانانية والتعصب الأعمى ومن كل رواسب الانتماءات الضيقة والقضاء على عوامل التفرقة والتعصب واي ارتباطات وولاءات للخارج. كما استطاع المؤتمر الشعبي العام من خلال فكره الميثاقي العظيم ان يضع العديد من المبادئ والقضايا الاساسية التي تهم جميع مختلف فئات شعبنا وقواه الحية والتي أكدت على قدسية الوحدة واعتبارها هدفاً استراتيجياً لابد منه وبدونه لايمكن لليمن ارضاً وانساناً التوجه بعقلية صافية الى المستقبل والتعاطي المقتدر مع تحدياته ومخاطره.. كما ان هذه المبادئ الوحدوية قد أكدت ايضاً على أهمية تلاحم كل ابناء شعبنا اليمني ومعهم الدولة والحكومة ومختلف المنظمات والفعاليات الابداعية والجماهيرية على الوقوف الواحد المنتصر للوحدة الوطنية ومن خلال العمل الجاد والمتواصل على ترسيخ النظام الجمهوري على اسس ديمقراطية حقيقية تعبر عن تطلعات الانسان اليمني وحقه في الحرية والمشاركة الشعبية تجسيداً لأهداف الثورة اليمنية (سبتمبر وأكتوبر).. هدفها الأول والاخير تحقيق المصلحة الوطنية العليا والحرص الكبير على المشاركة الفاعلة من قبل مختلف قوى الشعب الحية في معالجة كافة الاختلالات والتناقضات التي تشوب علاقات المجتمع بين فئاته وفعالياته بطرق سلمية وديمقراطية مع العمل المتواصل في اطار خطط وبرامج فاعلة للقضاء على كافة مظاهر الارهاب والعنف من اية جهة كانت.. ولاشك ان هذا التوجه قد استطاع المؤتمر الشعبي العام ان يجسده على الواقع في اطار المحافظات الشمالية والغربية، حيث شهد هذا الجزء من الوطن استقراراً كاملاً تخلص خلاله من كافة التداعيات الخطيرة التي استمرت في افراز الكثير من المعاناة والويلات التي عانى منها شعبنا بعد قيام الوحدة والتي تمثلت في الاضطرابات والولاءات الخارجية التي اعاقت مسيرة التنمية وخلقت بيئة مضطربة غير قابلة للتطور باتجاه بناء اليمن الجديد كما رسمته له اهداف الثورة اليمنية »سبتمبر واكتوبر«. وبالوحدة الوطنية وما استطاع المؤتمر الشعبي العام ان يحققه من ثمار على صعيد تجذيرها وترسيخها ووضعها اي الوحدة كهدف استراتيجي له عبر عنه بوضوح قرارات وتوصيات مؤتمره العام الاول كما وضع قضية الوحدة واحدة من ابرز قضاياه الرئيسية والتي اشارت بوضوح الى المشاركة الشعبية على طريق الديمقراطية والتنمية وترسيخ الوحدة حيث امكن للمؤتمر من خلال هذا الانجاز ان يهيئ بإرادة قوية للتفاعل مع قضية الوحدة اليمنية حيث اعتبر المؤتمر الوصول الى تحقيق هذا الهدف من شأنه ان يعمل على تهيئة واقع جديد واكثر قدرة على التعاطي مع قضية الوحدة وادارة الحوار بشأنها في اطار قيادتي الشطرين وبما يجنب شعبنا مزالق الوقوع في أتون الصراعات الدامية والتي ظلت مستمرة بين الشطرين لفترة غير بسيطة تحمل شعبنا جراءها الكثير من المآسي والمعاناة. الحوار المسئول ولاشك ان المتتبع لمسيرة المؤتمر الشعبي العام على طريق الوحدة اليمني سيجد ان قيادة المؤتمر وعلى رأسها فخامة الاخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية رئيس المؤتمر الشعبي العام قد استطاعت وبجدارة ان تتجاوز الكثير من الصعوبات والعراقيل والتناقضات التي كانت تميز علاقات الشطرين وخاصة فيما يتعلق بقضية الوحدة حيث وضع المؤتمر العديد من الاسس والقواعد الصلبة والقوية التي من شأنها ان تمكنه من تحقيق خطوات ايجابية مع قيادة الشطر الجنوبي حينها على طريق الوحدة اليمنية. ومن هذه الاسس اعتماد مبدأ الحوار الديمقراطي واتباع الوسائل الحضارية في تناول قضية الوحدة واشاعة الأجواء والمناخات الديمقراطية التي كان لها الاثر الكبير في تعاظم المطالب الشعبية بضرورة الاسراع في قيام الوحدة اليمنية. ولاريب ان هذا التوجه كان خلاصة ايجابية لثمار ما تحقق على صعيد الوحدة الوطنية وهي ثمار لم يكن لها ان تتحقق دون تلك الانجازات التي أمكن تحقيقها في المحافظات الشمالية والغربية على صعيد تجذير وترسيخ عرى الوحدة الوطنية كما ان التوجهات المؤتمرية وبالمبادئ التي حددها لانطلاق نشاطه باتجاه الوحدة اليمنية قد عكست هي الأخرى مصداقية النهج الوحدوي القائم على اسس سليمة عبرت عنها رؤيته الميثاقية العظيمة والتي تؤكد على ان الوحدة الوطنية هي المدخل الى الوحدة اليمنية والوحدة اليمنية هي المدخل الموضوعي والواقعي الى الوحدة العربية الشاملة. وخلاصة ان هذا التوجه المؤتمري قد كان له تأثيره على الواقع وكان له القدرة الكبيرة على تحريك كافة القضايا والموضوعات المرتبطة بقضية الوحدة اليمنية ووضعها على بساط البحث والمناقشات والمفاوضات المسئولة وبعيداً عن كافة اساليب القهر والارهاب والتزوير والغش ووضع كل ذلك أمام الشعب الذي كان له ان استغل هذه المناخات وإبداء تأييده لها الأمر الذي ساعد كثيراً على تحقيق الخطوات الوحدوية التي تكللت بالتوقيع على اتفاقية الوحدة ومن ثم قيامها في الــ22 من مايو 1990م. رؤية مستقبلية ولأن المؤتمر كان له الاسهام الأكبر والفاعل في تحقيق الانجاز الديمقراطي الوحدوي فإنه اليوم وهو يقود مسيرة الوطن باتجاه المستقبل الأفضل مازال يتفاعل مع قضية الوحدة الوطنية على قدر كبير من المسئولية الوطنية التي تحتم عليه المبادرة الدائمة الى تبنّي العديد من القضايا والموضوعات التي من شأنها ان تعمل على تعزيز وحدة الوطن وترسيخها وحمايتها من اية محاولات تستهدف النيل من انجازات شعبنا واعاقة حركته باتجاه المستقبل. ويتضح ذلك من خلال عظمة الانجاز الذي تحقق للوطن على يد المؤتمر في المجالات الديمقراطية والمشاركة الشعبية وفي التطلعات الجديدة التي تضمنها البرنامج الانتخابي لفخامة رئيس الجمهورية وبرامج المؤتمر السياسية والانتخابية والتي تصب جميعها في تعزيز مناخات الديمقراطية وحماية الوحدة الوطنية وتعزيز الحوار مع مختلف الاحزاب والتنظيمات السياسية وتبني العديد من المشروعات السياسية الهادفة الى تطور التجربة وتحقيق تحولات مهمة واساسية على صعيد تقوية الاسس والقواعد الدستورية والقانونية لدولة اليمن الجديد والقائم على اسس سليمة اساسها الديمقراطية والتنمية. واضافةً الى ذلك فإن المؤتمر الشعبي العام وانتصاراً لاهداف الثورة ومثله وقيمه الميثاقية مازال يواصل نشاطه القومي على صعيد الوحدة العربية من خلال لعب دور عربي فاعل في كافة المحافل والمؤتمرات والمنتديات الوحدوية التي تؤكد جميعها ايمانه العميق بالوحدة العربية الشاملة التي تحتم عليه التفاعل الايجابي مع كافة قضايا الامة والاسهام الفاعل في حراكاتها الحضارية ومعاركها الموجهة ضد اعدائها الذين مازالوا يعدون لها سيناريوهات التآمر.. وفي كل ذلك وفاءٌ من المؤتمر لاهداف الثورة وتطلعات أمته ومثله وقيمه الميثاقية. |