ابو وضاح حسن العتمي - زمن العجائب والمصائب والفتن ،نكاد نشهده جليا في بلادنا اليمن .
فمما يدعونا للإستغراب ، والإستغضاب ،كيف أن الحق يجد من يغمطه ويتهاون عنه ،وكيف أن الباطل يجد من يناصره ويدفع عنه بل ويؤازره .
وما نجده ونلمسه اليوم من قبل البعض سواء كان هذا البعض فردا في الحكومة أو دبلوماسيا خارجيا أو إنسانا عاديا ، كيف استساغ لهم بأن يغطوا ويتسامحوا في جريمة وطن وجريمة دين وجريمة إنسانية ، هكذا بكل بساطة وكأن شيئا لم يكن.
كيف تسنى لهم أصلا أن يتهاونوا مع من جعل من الدين مفجرة ومن الحكومة مقذرة ومن الإنسانية مقذرة.
بأي وجه يتحدث هذا الوسيط(السقيط) عن تسامح وإفراج ،وأي لسان يختبئ وراءه ذلكم الدواج.
أما يخجل من قول شيء ،يخجل القول منه، فينعقد اللسان لفداحته، وتصم الأذان من سفاحته.
ألم يفكر من حاوره شيطانه ، فتحدث على لسانه: مامغبة فتح موضوع كهذا؟
ومدى الجرح التي خلفته تلكم الفاجعة والجريمة النكراء في أذهان كافة أبناء اليمن خاصة والعالم الإسلامي وغير الإسلامي كافة؟
إن كان غرهم حلم الزعيم وطيبته ،وتسامحه وعفويته إذ أنه لم يقتص حينها بطبعه البشري وتعامل مع الموقف بحنكة الأب القائد الذي يحافظ على سلامة شعبه من كل أذى ومكروه وجعل من نفسه كبش فداء كي يسلم وطنه.
أم أنهم أغتروا بإيثار القائد لأمن ونجاة شعبه ووطنه ،وخروجهما من الأزمة والمحنة على أن يشرط القصاص الآني من كل من تسببوا في تلك المذبحة ومن ساندهم وخطط لهم قبل أن يتنازل عن كرسي الرئاسة. .ولوأنه فعل ذلك ساعتها مالامه أحد ولوجد استجابة وتاييدا واسعين من قبل الداخل والخارج.
هل يظنون بوساطاتهم تلك أن الأمر سيمر بسلام ، وسيروجون له عبر الأعلام ، وسيبقى الشعب ملجم بخطام؟
هل سألوا أنفسهم عن ماذا سيتسامح الشعب ؟وماالذي سينساه؟
هل نتسامح عن الدماء التي سفكت؟
أم نتسامح عن حرمة الحكام وحقهم على المحكومين؟
أم نتسامح عن هدم بيت الله واستباحة قدسيته؟
أم نتسامح عن حرمة الصلاة وحرمة الجمعة وحرمة رجب؟
أم نتسامح عن المصاحف التي تمزقت وتناثرت وأحترقت؟
أم أم أم ..إلخ
بأي عبثية يتحدث هؤلاء؟ ، وأي وقاحة دعتهم للإستهانة بكل هذا؟
باختصار وعلى بلاطة كما يقولون إن فتح أمر كهذا أو استهين به من قريب أو بعيد ، ستجدون عندها ثورة حقيقية لامصطنعة تحرق الأخضر واليابس، ولا يهمنا عندها سلامة الوطن بقدر مايهمنا إقامة العدل، ونصرة الدين، وصون الدماء الزكية ،وتطهير البلاد من أرجاس السفلة والأوغاد..
مصداقا لحديثه صلى الله عليه وسلم(لئن يقام حد في الأرض خير من أن تمطروا أربعين سنة) ..
|