موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


إغلاق 10 شركات أدوية في صنعاء - إجراءات جديدة للبنوك اليمنية.. وتحذير لمركزي عدن - البرلمان يستعرض تقرير بشأن الموارد المحصلة - وصول 1820 مهاجر أفريقي إلى اليمن في يونيو - “مخاطر الجرائم الإلكترونية على المجتمع اليمني” في ندوة بصنعاء - السعودية تدشّن حرب الموائد على اليمنيين - إيرادات ونفقات صندوق المعلم على طاولة البرلمان - ارتفاع عدد شهداء الدفاع المدني بغزة إلى 79 - ارتفاع حصيلة الشهداء في غزة إلى 38664 - "طوفان الأقصى".. تحوّلات إقليمية ودولية -
مقالات
الأحد, 27-مايو-2007
الميثاق نت - .. أمين الوائلي -
الصحافة العربية – والمحلية خصوصاً – احتفت مؤخراً ، وبصورة مبالغة، بنتائج دراسة – قيل أنها "علمية" -ذهبت إلى التأكيد بأن "المرأة العربية تفوق الرجل في الاعتقاد بالسحرة والمشعوذين"! خالصة إلى أن "الواقفات على بوابات الأوهام والخرافة أكثر من الرجال".
وإذا علمنا أن الغالبية المشتغلة في الصحافة – المحلية في اليمن خصوصاً –هم من الذكور، تفهمنا لماذا حظيت هذه النتائج باهتمام متزايد من قبل الإعلام والصحافة المنوعة.
ولعلىِّ لا أشكك أو أطعن في الدراسة و"علميتها" وإن كان المصطلح نسبياً، يؤخذ ويُرد بحسب المنهج والطريقة التي سلكتها الدراسة في بحث واستقصاء المشكلة والخلوص إلى استنتاجات وضعت أو توصف بأنها "علمية".
وبالمثل، لا أجد سبباً كافياً يلزمني التصديق على هذه النتائج "الساحرة" والتسليم بها كأحكام نهاية لا مجال لدفعها أو تغييرها. أقله أنني أقارن فأجد –مثلاً -أن أغلب السياسيين والحزبيين في البلاد العربية هم من الرجال، وهؤلاء تحديداً لا يكاد عملهم يختلف عما عليه عمل السحرة وقراء الفناجين! فكيف أسلمِّ بأن النساء – وليس الرجال العرب – هم الأكثر اعتقاداً ومزاولة للسحر؟!
ومهما يكن.. تظل المرأة كائناً "ساحراً" بالفعل، وبمعانٍ مختلفة! ولا أدفع عن النساء أنهن يكثرن من التردد على المشعوذين وضاربي الودع وقراء الفناجين والأكف والأعين وتشققات الأظافر، أو أنهن يقعن سريعاً في فخ الاعتماد على هؤلاء لاستدرار عطف الرجل، الزوج، أو الحبيب، أو طمعاً في إيجاد وسيلة ما، لإسكات حدة وشدة طبع الرجل، والبحث عما يتسبب في إشعال المشاكل الأسرية أو حتى طمعاً في الخلفة والذرية الصالحة.. وغيرها من الأسباب والدوافع.
ولكنني لا أصدق بأن الرجال العرب بعيدون عن هذه المشاغل والاهتمامات أو أنهم أقل إقبالاً من النساء على المشعوذين والسحرة، إلا بمعنى أن الرجال أنفسهم صاروا خبراء في "المهنة" واستغنوا عن أصحاب هذا "الفن"، فيما لا تزال النساء أقل خبرة وبالتالي أكثر قدوماً على المشعوذين.
بعيداً عن ذلك، الدراسة ذاتها – تناقلتها الصحف ووسائل الإعلام عن "اليوم " السعودية – تشير إلى "الأمية" وضعف الوازع الديني" و"انعدام الثقافة في المجتمعات العربية" كأسباب أساسية تفسر "اعتقاد المرأة العربية بالسحرة والمشعوذين" أكثر من الرجال.
ودعونا نعترف بأن الأسباب السابقة تتحمل – بالفعل – جزءً مهماً من المسئولية في القضية المطروحة أو المشكلة محل الدراسة والنقاش.
ولا مفر ثانياً من الاعتراف بأنها جميعاً أسباب مشتركة وعامة تصلح تماماً للتفسير بالإسقاط على الرجال والنساء معاً، وسواءً كان رجلاً أم امرأة، فإن من يلوذ بالسحر والمشعوذين لا بد وأنه واقع تحت ضغوط الأمة وضعف الوازع الديني، وسواها. فكيف تكون كافية تبرير أو تفسير غلبة النساء في هذا الشأن؟
وما يحتاج إلى تحري الدقة العلمية حوله ومراجعة الدراسات والعلوم الفسيولوجية والنوعية، هو ما تضمنته الجزئية الواردة في الدراسة من أن "النواحي الفسيولوجية" للمرأة تجعلها أضعف من الرجل" مما يجعل السحرة يستغلون هذا الجانب ليخضعوها لسيطرتهم وتستجيب لطلباتهم إرضاء للجان!!
هل هذا صحيح؟ وماذا نقول عن الرجال المعتقدين بالسحرة والشعوذة؟!
النقطة الأخرى هي القول بأن "الرجال أكثر عقلانية ولا يتم خداعهم بسهولة" مجدداً.. هل هذا صحيح، وماذا إذاً عن الرجال الذين يخدعهم السحرة؟ هل هم أقل عقلانية في المقابل، من نساء كثيرات لا يذهبن ولا يخدعهن السحرة؟!
قضية كهذه ليست محل إطلاق وأحكام جزافية مطلقة.. وهي بحاجة إلى تمهل وحذر شديدين في تعميم نتائج حالات جزئية على مجتمعات بأسرها وأمة بحالها.
شكراً لأنكم تبتسمون.
[email protected]

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
المستقبل للوحدة
بقلم / صادق بن امين أبو راس- رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
وحدتنا وشراكتنا.. الضمانة الحقيقية
يحيى نوري

العدوان الأميركي - الاقتصادي على اليمن.. ماذا في التداعيات والرد؟
فاطمة فتوني

أيها الباراسي الحضرمي اليماني الوحدوي الصنديد.. وداعاً
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور*

"الإمارات".. الذراع الصهيوأمريكي في الشرق الأوسط.. مصر نموذجاً
محمد علي اللوزي

للصبر حدود
أحمد الزبيري

ماقبل الانفجار
أحمد أمين باشا

صاحب ذاكرة الزمن الجوال في ذمة الله
عبدالباري طاهر

مرض لا يصادق احداً
عبدالرحمن بجاش

الرئيس علي ناصر.. وسلام اليمن
طه العامري

مقال صحراوي يخاطب الضمير الغائب.. “لَصِّي النور يا نور”
عبدالله الصعفاني

فرنسا في مهب المجهول.. فاز اليسار فهل يتركونه يحكم؟
بيار أبي صعب

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)