عبدالجبار سعد -
ليس لأنكم احتشدتم في الساحات ترددون آناء الليل وأطراف النهار بدعاء واحد «إرْحل « ونسيتم الله فأنساكم أنفسكم .
وليس لأنكم جمعتم الرجال والنساء والأطفال في صعيد واحد واتخذتموهم موادا دعائية لترويج بضاعتكم الفاسدة .
وليس لأنكم قطعتم الألسن وأحرقتم الأيدي وقتلتم أنفس من يخالفكم رأيكم أويحمل صورة لخصمكم أو يردد شعارات أو أشعار للإشادة به .
وليس لأنكم قطعتم الأواصر ومحوتم نسيج الأسرة وأشعلتم نيران الفرقة والتمزق بين أفراد مجتمعنا المسالم والمتآخي .
وليس لأنكم واليتم أعداء الله وجعلتموهم مصدر أمركم ونهيكم وحولتم سفارات الغرب الكافر إلى محجة وسفراءه إلى قديسين تعملون بأمرهم وتطيعونهم في وطن وشعب مسلم كفرتم به وبإسلامه.
وليس لأنكم دمرتم المدارس والمعاهد والجامعات وحولتموها إلى مواقع عسكرية تعبث بها آلة الفساد والقتل والتدمير والفواحش وأخرجتم الطلبة منها .
وليس لأنكم حاصرتم الأسر في بيوتهم وضيقتم على الناس معايشهم وأغلقتم متاجرهم لتتخذون من الشوارع ساحات للإفك والمفاسد ولم ترعوا فيهم ذمة ولا عهدا.
وليس لأنكم أشعتم الفواحش بين الناس ولم تبق مفسدة الا واستحللتموها ترضية لأعداء الله وإغضابا لله ورسوله وللمؤمنين ومخالفة لشريعته .
وليس لأنكم جمعتم المال الحرام من كل جهات الدنيا الأربع وتاجرتم بدماء الناس مقابل حفنة من طعام كنتم تقدمونه لمن خادعتموه ليحقق لكم أغراضكم ثم نسيتموهم أحياء وميتين .
وليس لأنكم قادة النهب والسلب والأثرياء الذين ضجت الأرض بمفاسدهم طوال خمسين عاما كنتم فيها القادة والوزراء والمستشارون والنواب وتجار الحروب فلم يبق منكم من أحد إلا وقد نال نصيبه من ثروة الشعب التي تكدست في أيديكم وحدكم .
وليس لأنكم ارتقيتم على سلم الحزب الذي كان حاكما وكنتم بغير وزن ولا مقدار فأصبحتم بفضله يشار إليكم بالبنان تجارا ومشائخ و نوابا وسفراء ووزراء ومستشارين ثم أصبحتم تدعون ثوارا وأنتم ليس أكثر من خونة أينما أخصبت الموائد هرعتم إليها .
وليس لأنكم غلفتم خصومتكم الشخصية لحاكم البلاد بألبسة الوطنية والثورية وغيرها من أغلفة المكر والخداع وأنتم لا تريدون إلا أن تكونوا أشباه آلهة على هذا الشعب لا تسألون عما تفعلون وأنتم تسألون غيركم .
وليس لأنكم نقضتم العهد والميثاق وجحدتم البيعة التي بايعها الناس حاكمهم على رؤوس الأشهاد بمافيها أسيادكم الغربيين ولكنكم أبيتم إلا أن تستعينوا بالغرب وتبيعوه ارضنا وتفتحون له كل مياهنا وسمواتنا ليفعل فيها مايشاء مقابل أن يذهب بخصمكم.
وليس لأنكم أفسدتم نساءنا وأطفالنا ومسختم فطرتهم التي فطرهم الله عليها وحولتموهم إلى لعب تلتقطهم عدسات التلفزة وتلقنونهم الفساد والإثم .
وليس لأنكم تسببتم في قتل جنود جيشنا وأمننا في الطرقات وفي المواقع وفي المنشآت والساحات العامة دون ان ترعوا لأحد حرمة ودون أن تتفكروا في عواقب ما تفعلونه على أمن الناس وحياتهم وعلى أسر هؤلاء الضحايا المستضعفين حماة الأمن والديار .
وليس لأنكم قتلتم الشباب والشيوخ والنساء والأطفال ودمرتم البيوت على ساكنيها وهجرتم الآلاف من بيوتهم ظلما وعدوانا .
وليس لأنكم في الحكم بعد أن وجدتم بغيتكم فيه أريتمونا من المفاسد مايشيب لها الولدان فأقصيتم كل من ليس منكم ونهبتم ماتبقى من مال الدولة وتآمرتم على خصومكم قتلا وتشريدا وإبعادا ووليتم من زبانيتكم من ليس أهلا للمسئولية في كل مكان وتآمرتم على من تبقى من الصالحين في البلاد ولا تزالون .
وليس لأنكم تحالفتم مع كل القتلة والسفاحين والمأجورين والجهلة المستبيحين لعباد الله وأبحتم لهم البلاد يعيثون فيها فسادا تحت سمعكم وبصركم وحمايتكم .
وليس لأنكم أصبحتم أعداء بعضكم ممن جمعتكم الخديعة وفرقتكم الحقيقة وتريدون أن تفجروها حروبا بين اليمنيين شمالا وجنوبا وشرقا وغربا وأنتم في كل حال كماكنتم الرابحين.
وليس لأنكم فشلتم في استعادة ماهدمتموه من منشآت حيوية ومن بنى تحتية ومن أمن وأمان وأضفتم إلى القليل من الفساد الذي كان محاصر ا كثيرا من الفساد والإفساد الذي لا يستطيع أن يسألكم عنه أحد.
وليس لأنكم بدأتم في تصفية حساباتكم مع خصومكم بمافيهم الجرحى والقادة ممن أعانوكم على كيدكم وتجرأتم على محاولة قتلهم وتصفيتهم .
ليس لهذا كله فحسب وليس لغيره كثيرا من مفاسد سيرتكم مما يصعب تعداده ولكن لأنني مؤمن بالله وبرسوله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم وبشريعته التي ألزمتني الطاعة لولي الأمر الذي بايعته في المنشط والمكره إلا أن أرى كفرا بواحا عندي فيه من الله فيه برهان .
ولذا فقد آمنت بالله وحده وكفرت بكم ثوارا وكفرت بثورتكم وأزداد اعتزازا بموقفي الايماني الراسخ كلما تكشفت لي خيبتكم أيها الخونة المفسدون.
اللهم ثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا والآخرة.