فكري قاسم -
تسألهُ كيف الحال، فيرد عليك: إن شاء الله.. تسألها، أي خدمات يا أماهُ؟ ترد:
- وعليكم السلام ورحمة الله..
الناس مدوّخييين، والفلاسفة ولا بطلوا هُدار؟!
^ قديماً كان أسوأ خبر يمكن للمواطن أن يسمعهُ، هو أن هُناك تآمراً على الجمهورية والثورة.
اليوم اختلف الأمر- على مايبدو- وغدا الخبر الأسوأ، هو أن هناك تآمراً على »فُرْن الكدم«!! إذ الناس تأكل منه، والجماعة هدموه في تعز لصالح المؤسسة الاقتصادية، وربما فعلوا ذلك باعتبار فُرن الكدم آخر معاقل الإمامة وحكم الاتراك لليمن!! ربما.
وأما الخبر الذي يشرخ الرأس ويفقع المرارة معاً هو أن الأسعار ارتفعت! عند ذاك!يبلغ مستوى هبوط الدم لدى الناس أدناه، وتراهم مدوّخين.. في حضرة قهر يقظ، والفلاسفة- كعادتهم- ولا بطَّلوا هُدار؟!
^ لماذا يجب على الناس أن يظهروا توافقهم التام مع القوة التي تقهرهم على الدوام؟ مع الفساد الذي ينهشهم دائماً، والتاجر الذي يبطحهم وقسم الشرطة الذي يهين كرامتهم، والمتنّفذ الذي يتعفرت عليهم، والمسؤول الذي يتسلق ظهرهم، والمؤجّر »مالك العقار« الذي يستطيع أواخر كل شهر أن يجعلك تشعر- فعلاً- أن الوطن المحتفى به ليس أكثر من فصل بهيج في حكايات ألف ليلة وليلة!
والفلاسفة.. أووووف، ولا بطَّلوا هُدار؟!..
^ بالمناسبة.. أكتب اليوم في »الميثاق« ولا أتفق مع عديد من مناكفات حزبية موجودة فيها، كما هم أيضاً قد لايتفقون مع ما أكتبه.
لكنها دعوة تلقَّيتها من الزميل العزيز عبدالله الحضرمي، (أنا ما ليش دخل) آهه.
^ ربما أن الحضرمي هو كمان مدوخ كما غالبية الناس حينما طلب مني الكتابة، وربما اني مدوّخ من جَيْز المدوّخين حينما كتبت..
إننا بالفعل شعب الله المدوِّخ، والمُحب، شعب الله المُنهك على الدوام، والفلاسفة، ولا بطَّلوا هُدار؟!.. خيرة الله.
fekry 19@hotmail.com