أحمد حسن عقربي - عن آمال حاصرتها الآلام، وأحلام تكالبت عليها الكوابيس وقطعت الطريق عليها الى الحقيقة التي أوشكت أن تكون.. نحاول أن نزيح صخرة تجاهل.. وغبار نسيان وتساهل.
ضد الاعتداء على المستقبل قبل الحاضر، وتحالفاً مع فجر يتأهب للنزول الى الحقل الوطني، نحاول أن نوصل الى من يهمه الأمر صدى وصرخة شباب خريجين ومعاقين أنصفهم رئيس الجمهورية، ثم جاء من يسطو على حقهم وحلمهم، ويحرمهم التمتع بالعمل والأمل.
لاتزال قضية الاستحواذ على أراضي خريجي »كلية ناصر للعلوم الزراعية«، و»المعاقين« في محافظة لحج، والتي منحتهم اياها توجيهات رئيس الجمهورية وتسلموا بموجبها عقود التمليك.. لاتزال محل غموض واستفهام كبيرين، بسبب تعثر كافة الجهات والأجهزة التنفيذية والمحلية والقضائية والأمنية في تنفيذ احكام القانون والقضاء والسلطات المختلفة، المؤكدة على حق الخريجين والمعاقين في تملك الأرض الممنوحة من الدولة، وازالة كافة اشكال البسط والاستحواذ، والتي ابتلعت الثلث من المساحة الكلية وتتربص بالباقي!
> هناك من طمع واستحوذ عنوة على الأرض.. وهناك أحكام وقرارات باتت لم تنفذ وسلطات تهاونت في التنفيذ.. وأخيراً.. هناك معاقون يعانون لسنوات في سبيل حق ثابت ومسلوب.. وشباب يشكون مرارة الظلم وقسوة الواقع الذين حاصر وكاد يفتك بأحلامهم المسلوبة.
أولا الأمل.. ألماً!!
كانت، ولاتزال، توجيهات رئيس الجمهورية تقضي بتوزيع مساحات من الأراضي المتوافرة على الشباب والخريجين ومحدودي الدخل، لغرض الاستفادة منها في العمل الزراعي والسكن، وكما هو مأمول.. فإن ذلك كفيل بأن يخلق فرصاً متزايدة وجيدة للعمل وتشغيل الشباب والخريجين وبالتالي امتصاص البطالة وتقليص مضارها ومفاسدها، وأيضاً استتثمار المساحات الشاسعة المهدورة من الأرض في أعمال الزراعة واستصلاح اخرى لمشاريع السكن وغيرها.
عطفاً على توجيهات رئيس الجمهورية، وبموجبها.. حصل خريجو كلية ناصر للعلوم الزراعية وعدد آخر من المعاقين على أرض قدرت مساحتها بـ700 فدان، ضمن »جمعية الأمل« متعددة الأغراض، في منطقة »بئر جابر« الزراعية، في محافظة لحج، وتسلم هؤلاء عقود التمليك فعلياً وراودتهم الطموحات بأن يحولوا تلك المساحة الجرداء الى جنة خضراء.. وأن يحققوا مشاريعهم الخاصة في العمل والانتاج والسكن.. وكان حاضراً في الطموح أن جزءاً مهماً من وظيفة مشروع كهذا يتمثل في تحقيق الأمن الغذائي للمحافظة ومحليات مجاورة. قسمت المساحة 700 فدان الى 24 قطاعاً زراعياً، يستفيد منها أكثر من 300 خريج ومعاق، وعلى ضوء ذلك منح هؤلاء عقود التمليك الخاصة. وما أن وضع الخريجون والمعاقون اقدامهم على أول الحلم والحقيقة.. حتى هجم كابوس وقطع الطريق!! وهكذا كان أول الأمل.. ألماً!
»سماسرة الأراضي« وأعوانهم بدأوا يفتكون بالشباب.. تجاهل وتساهل السلطات المختلفة في المحافظة شجع متنفذين ومعتدين على ابتلاع حوالي 200 فدان من المساحة الكلية.
معاناة يومية انفتحت في وجه الشباب والمعاقين.. مسلسل متوحش ويومي من التهديد والوعيد جابه الشباب من قبل »الصبيحي« المستثمر، وأعوانه«!
لا حياة لمن تنادي!
مازن ناصر علي -خريج كلية ناصر للعلوم الزراعية وأحد المستفيدين من المشروع- يتحسر وهو يتحدث عن مائتي فدان استحوذ عليها المستثمر »الصبيحي« وأضافها الى مزرعته المجاورة.
يضيف مازن: استشعرنا خطر المخطط الاستحواذي وقررنا بسط أيدينا على أراضينا ضمن المساحة الممنوحة لنا نحن المعاقين في »جمعية الأمل« حتى لا تمتد اطماعه وتبتلع كامل الأرض.. وقررنا البقاء في الأراضي وحراستها ليلاً ونهاراً -بالتناوب.
بدأ المعاقون وزملاؤهم في العمل- قشب وتقسيم الأرض الى قطاعات وتصفيتها من المخلفات تمهيداً لزراعتها بعد قروض حصلوا عليها من بنك التسليف الزراعي.. وبالترافق.. واصل أعوان الصبيحي مسلسل التهديد باطلاق الأعيرة النارية ليلاً، على مواقع الشباب والمعاقين في المزرعة لارغامهم على ترك الأرض. ويؤكد مازن: »قدمنا بلاغات الى الأمن والنيابة العامة التي حولت القضية الى المحكمة الابتدائية في الحوطة«. وبالرغم من ذلك لم يأبه الرجل وواصل توسعه في الأرض.
يتساءل خريجو كلية ناصر باستياء وحيرة عن أربعة بلاغات تقدموا بها الى ادارة البحث الجنائي بالمحافظة ضد السماسرة المعتدين على الأراضي والذين يهددون الشباب والمعاقين والمهندسين.. ومع ذلك لا شيء حدث ولم يجدوا تجاوباً من أحد؟!!
هيئة المساحة تناشد
في 30/٤/2007م، خاطب مدير عام فرع الهيئة العامة للأراضي والمساحة والتخطيط العمراني المهندس فؤاد صدقي الشامي وفي مذكرة رسمية، وكيل نيابة الأموال العامة م/لحج، بأنه قد تم اعتراض المهندسين المختصين من مكتب الهيئة من قبل أشخاص يدعون ملكية الأرض وكذا التهديد من قبل المستحوذ على الأرض.. وأن المهندسين افادوا أن الاستحداثات لاتزال مستمرة في الأرض المذكورة من خلال اعمال المسح والتسويم وغرس الأشجار الصغيرة على أرض جمعية الأمل التي فيها مزارع قائمة وآبار ارتوازية.
وطالب مدير فرع الهيئة بأن تتخذ نيابة الأموال العامة اجراءات عاجلة وقانونية لمنع الاعتداء والاستحداثات في الأرض المملوكة للدولة، وضبط المعتدين وازالة الأعمال التي أحدثوها.
قبض.. وإفراج!
وفي رسالة من قطاع الخريجين والمعاقين الى رئيس نيابة محافظة لحج بدر العارضة، تم وضع النيابة في صورة ما يحدث على الأرض من اعتداءات من قبل اشخاص تحتفظ الصحيفة باسمائهم.. وعلى ضوء ذلك وجه رئيس النيابة مدير أمن البحث الجنائي ومدير أمن تُبن »باتخاذ الاجراءات«.
بحسب ما أفاد المهندس مازن ناصر فإنه قد تم ضبط عدد من سماسرة الأراضي المعتدين على المساحة الممنوحة للشباب والمعاقين في 29/٣/2007م، وكانوا يقومون حينها بإطلاق النار على مخيم المهندسين الشباب وتم ضبط المعتدين من قبل »الأمن المركزي«.
بالرغم من ذلك، إلاّ أن ادارة البحث الجنائي أمرت باطلاق المحتجزين والافراج عنه، ليعودوا بعدها الى ممارسة اعتداءاتهم واطلاق النار كالسابق!!
.. ولكن!!
رسالة أخرى من مدير فرع هيئة المساحة الى محافظ لحج بتاريخ ٢/٤/2007م، أطلعه خلالها على اعتداءات »الصبيحي« وآخرين -مسح، استحداثات واستحواذ، بصورة عشوائية مطالباً المحافظة بتوفير طقم لحماية الموقع بصورة دائمة وضبط المعتدين ووقف الاستحداثات حماية للأراضي الممنوحة من الضياع. وجه المحافظ مدير أمن المحافظة بهذا الخصوص، وهذا بدوره وجه نائب مدير الأمن قائد الأمن المركزي بتنفيذ توجيهات المحافظ.. ولكن!!
أحلام تبخرت
كثرة البلاغات والرسائل والتوجيهات لم تجد نفعاً.. الاعتداء على أراضي الخريجين والمعاقين لايزال مستمراً.. التهديد واطلاق النار على مخيمات الشباب يتواصل بتزايد.. الشباب والمعاقون هم ايضاً يتمسكون بالصبر ولا ينوون التخلي أو التنازل عن حقهم وملكيتهم واحلامهم. يتشبث الشباب والمعاقون بحبل القانون ويلحون في حماية حقوقهم بالطرق القانونية »فسنطرق وسنطرق أبواب الجهات ذات العلاقة كافة«.
عقول المهندسين الخريجين تنظر الى المستقبل، الى تمهيد وفلاحة الأرض وتوفير قروض لشراء المضخات وحفر آبار ارتوازية لري الأراضي وتحويلها الى جنات خضراء كما يحلمون ويعدون.
دعوتهم هي: على الجهات المعنية حسم المسألة ووضع حد للعراقيل التي يختلقها المتنفذون والسماسرة أمام تنفيذ توجيهات رئيس الجمهورية، واستعادة اراضي الشباب المنهوبة وردع المعتدين.
عقود تمليك
يحلم الشباب والمعاقون باقامة مزارع للأبقار والأغنام والدواجن.. وأخرى للبحوث الزراعية.
ويحلمون بالشروع في إعداد تصور واقعي لاستثمار الأرض بطرق فعالة وممكنة، والحصول على قروض ميسرة من بنك التسليف وصندوق التنمية الاجتماعي.
الشباب يعدون مجدداً الوفاء بما وعدوا به رئيس الجمهورية اثناء تسلمهم عقود التمليك.. شريطة أن تقوم الجهات والسلطات المحلية والأمنية بواجبها ومسئولياتها في حماية القانون وردع المعتدين والمتاجرين بأحلام وأراضي ومشاريع الشباب.. والمستقبل.. فهل تفعل كما يأملون ونطمع؟!
من يجيب؟!
لماذا يواصل المعتدون جناياتهم وتواصل الجهات المعنية تجاهلها وسلبيتها؟ هل هناك من هو فوق القانون وأقوى من أحكام القضاء وأهم من جيل شباب يملؤه الطموح ويحدوه الأمل لخدمة الوطن وصناعة المستقبل المتشدد والموعود؟
متى تجدد دعوات ومعاناة «300» خريج مهندس ومعاق تجاوباً واهتماماً من المسئولين في الادارات التنفيذية والمحلية والأمنية في المحافظة؟
وهل المجلس المحلي ممثلاً برئيسه المحافظ وأمينه العام، راضون عما يحصل ولا يحصل؟
هذه توجيهات رئيس الجمهورية، وأراضي الدولة، وحق الشباب والمعاقين.. فلماذا يعتدي عليها ولا تحركون ساكناً؟!
من يبادر منكم الى الاجابة؟
إنا لمنتظرون..
|