عبدالله الصعفاني -
* قال السياسي المعروف حسين حازب ما معناه أن الوحدة غير مسئولة عما حدث للبلاد.. وأن مَنْ يتحمل المسؤولية في بلاوي اليمن الموحد هو سوء إدارتنا للأمور.
* ولم يدر بخلد حازب وهو يتحدث أن ينبري المتدثرون بأعلام التشطير بردود أفعال مَنْ لدغتهم الأفعى، لينتهي الأمر بالكثير من الهرج والمرج الذي يتصادم مع أبجديات الحوار وأدبيات احترام الرأي الآخر في مؤتمر حواري بلا سقف يطغى فيه «المعلوم» على المعلومة والنزعات الانفصالية على القيم الوحدوية.
* وأعرف جيداً أن هناك مَنْ يضيق بأي حديث حول أن الوحدة في حياة اليمنيين هي الأصل.. وأن الانفصال هو الدليل على الطارئ والمريض والجاهلي بشهادة عظماء لم تدفعهم المصالح ولا الأيديولوجيا ولا الكيد الرجالي أو النسوي عن أن يكونوا وحدويين ودعاة وحدة منذ أن رضعوا الحليب حتى تواروا تحت تراب وطنهم الموحد الحبيب.
* غير أن ما حدث من تصرفات عدوانية تجاه حسين حازب اكتسب بعداً آخر يتجاوز الضيق بأي نظرة احترام وتقديس للوحدة إلى الضيق بمواقف هذا الرَّجُل الذي يتحدث بصدق وينطلق في مجمل مواقفه السياسية من قيم المحبة والصدق.
* لم يسبق لي أن التقيت حسين حازب أو تحدثت معه، لكن تعبيراته الحصيفة ومواقفه الوطنية وتوازنه الحركي كلها تشير إلى أننا أمام سياسي محترم.. ابن بلد.. وفيّ.. شهم.. لا يتحذلق ولا يراوغ على حساب منظومة القيم الدينية والأخلاقية التي ما تزال هي عمود الخيمة في عدم انحدارنا في هذه البلاد إلى ما هو أسوأ.
* حادثة الضيق بما قاله حسين حازب كانت رداً على ما قاله من كلام موضوعي لم يتجاوز التأكيد على حقيقة أن العيب ليس في الوحدة وليس في الوطن وليس في الدين وليس في الجغرافيا وإنما في تعاطينا مع أمور البلاد وحقوق العباد بانتهازية.
* ومن العجيب الذي لم يعد عجباً والغريب الذي لم يعد غريباً، غلبة هذه المفاهيم المقلوبة التي تجعل الحديث عن الوحدة ذنباً والمطالبة بالتشظي شرفاً وما يزال حبل المزايدة لإدانة الوحدة مُعلّقاً.
* ثم باللَّه عليكم.. ألم نقل من أول الشرط وأول النور أن لا سقف للحوار في جمهورية مؤتمر الموفنبيك.. وإذاً.. لماذا نستدعي الفضاء للمطالبة بفك الارتباط وتضيق الصدور تجاه أي كلمة تؤكد أن اليمنيين إخوة.. وأنه ليس لنا إلا تصحيح المسارات المعوجّة تحت خيمة اليمن الموحد.
* ومعك حق يا حازب.. لا ذنب للوحدة.. وإذا كان ولا بد "لا ذنب لنا.. نحن الذنب..!!".
* عن اليمن اليوم |