كلمةالميثاق -
المواطن اليمني الذي أوصلته إفرازات الأزمة وأحداثها إلى أوضاع وظروف غير مسبوقة في صعوباتها الاقتصادية، بحيث بلغت أحوال حياته المعيشية والخدمية حدوداً لا تطاق مثقلة كاهله بأوزار أحمال هدت حيله ولم يعد قادراً على إضافة المزيد منها، ففي وقت كان ينتظر تخفيفها في ايجاد حلول ومعالجات تضع حداً لمعاناته من حكومة انبثقت من تسوية سياسية لمبادرة تحظى برعاية من الأشقاء في مجلس التعاون الخليجي ودعم من الأصدقاء في المجتمع الدولي، حددت مهامها وواجباتها ووظائفها، إدارة مرحلة انتقالية، يجري فيها تنفيذ بنود المبادرة الخليجية وآليتها وإنجاحها والسير بها في طريق تنتهي ببلوغ اليمنيين بر الأمان، وهذا ما يفترض أن يكون، لكن الحكومة لم تكن كذلك، لأسباب وعوامل ترتبط بتوجهات أجندة بعض الأطراف السياسية التي بما أفتعلته من أزمات في الماضي مسؤولة عما وصل إليه الوطن وأبنائه..
وها هي اليوم تمضي في اتجاه معاكس لكل ما يتطلع إليه شعبنا من التوافق ليجد نفسه ينتقل من سيئ إلى أسوأ سياسياً واقتصادياً وأمنياً وهذا كله ناتج عن سلوكيات وممارسات تلك الأطراف التي من موقعها في الحكومة تسعى للاستحواذ على الثروة والسلطة، وحتى يتحقق لها ذلك عملت على إفشال كل الجهود الرامية لاخراج اليمن مما هو فيه..
وها هم أبناء اليمن على موعد مع جرعة جديدة من حكومة باسندوة، وهي جرعة لن تقضي على أية أمل في تغيير الظروف والأحوال فحسب، بل وأية امكانية للخروج من بوتقة الأزمة التي ضاعفت مآسيها سوء إدارة هذه الحكومة التي لا ندري ما الذي يجعلها تقدم على مثل هذه الجرعة القاتلة في هذا الوقت بالذات، وكأن التدهور الشامل المعيشي والخدمي والصحي والتعليمي الذي انتجته سياساتها لا يكفي بعدما أكدت مؤخراً تقارير المنظمات الدولية أن اليمن هي الأسوأ بين دول العالم لاسيما في ما يتعلق بالأوضاع الإنسانية، وقس على هذا بقية المجالات التي كان يجب أن تواجهها وتحد من تدهورها تفاجئنا الحكومة باعتزامها تنفيذ جرعة جديدة من خلال رفع الدعم عن المشتقات النفطية والتي ستنعكس على أوضاع الناس سلباً.
إن على كافة الشرفاء والمخلصين الحريصين على اليمن وأمنه واستقراره الوقوف بحزم في وجه هذه السياسة الكارثية لحكومة باسندوة التي تمادت في فسادها المالي والإداري، إلى مستوى غير مسبوق، وتسعى إلى قيادة البلاد إلى ما لا يحمد عقباه وإلحاق المزيد من الخراب والدمار والفوضى جراء هذه السياسات الخاطئة، خصوصاً وبطون اليمنيين لا تحتمل خواءً أكثر، فالجياع لا يلامون على أي شيء يقدمون عليه، لأن الجوع كافر وعلى أولئك الذين يقفون وراء نهج الحكومة أن يعوا أن الشعب مازال يتذكر مزايداتهم تجاه الجرع في فترة لم يكن الوضع الاقتصادي والمعيشي سيئاً كما هو الآن، لذا نتمنى على الحكومة ألا تكابر وتأخذها العزة بالاثم، ونقول لها إن المساس بلقمة عيش اليمنيين خط أحمر!!