حاوره/ توفيق الشرعبي - أكد حسين منصور- عضو مؤتمر الحوار الوطني- أن تقرير فريق القضية الجنوبية اشتمل على مغالطات جسيمة هدفها اعطاء شرعية للمشاريع الصغيرة التي لا تخدم المصلحة الوطنية..
وقال في حوار مع «الميثاق»: إن المؤتمر الشعبي العام انتصر لتطلعات الشعب اليمني خصوصاً أبناء المحافظات الجنوبية برفضه التوقيع على التقرير.. منوهاً أن الموقف الصائب والشجاع للمؤتمر الشعبي العام كشف زيف عدد من الاطراف التي تدعي بأنها الأكثر تمسكاً بوحدة البلاد.
مضيفاً إن بعض الاطراف في مؤتمر الحوار تضيق من آراء الأخرين لأنها تربت على النهج الشمولي والإقصاء والقمع..
وأشار إلى أن الحوار بُني على التوافق ولا يستطع أحد أن يفرض رأيه أو يمرر مشروعه من خلاله على الجميع..
إلى التفاصيل:
♢ قراءتك لما يدور في مؤتمر الحوار الوطني حول تقرير فريق القضية الجنوبية؟
- تقرير فريق القضية الجنوبية من التقارير الناقصة التي تعبر عن رأي ووجهة نظر طرف واحد.. هذا التقرير لايعبر عن رؤى الأطراف المشاركة في الحوار مجتمعة، ولم يحمل رؤية توافقية على الاطلاق..
واشتمل على مغالطات جسيمة، وحاول شرعنة المشاريع الصغيرة التي لاتخدم المصلحة الوطنية ولاتخدم تطلعات أبناء الشعب وخصوصاً ابناء المحافظات الجنوبية.. هذا التقرير تجاهل المعلومات الحقيقية والاطروحات العقلانية.
♢ برأيك هل كان مكون المؤتمر الشعبي العام موفقاً عندما رفض التوقيع على التقرير وطالب بتعديل بعض النقاط؟
- المؤتمر الشعبي العام كان متوقعاً منه ذلك وليس بغريب عليه الانتصار للقضايا الوطنية والمنجزات التاريخية فما بالك عندما يتعلق الأمر بمستقبل وطن ومصير وحدة، قرار المؤتمر الشعبي كان صائباً وشجاعاً ووطنياً.. لقد كشف موقف المؤتمر الشعبي العام زيف البعض ممن يدعي أنه الأكثر تمسكاً وتعلقاً بالوحدة.. وهذا الموقف يؤكد للجميع ان المؤتمر الشعبي العام لايتاجر بالمواقف ولايزايد بها، ولن يستطيع أحد ان يمرر مشاريعه الصغيرة مادام المؤتمر الشعبي يعي مسئولياته تجاه وطنه ومنجزاته وفي مقدمتها الوحدة المباركة.
♢ توقعك لما سيفضي اليه نقاش المتحاورين حول التقرير؟
- بكل تأكيد ان النقاش سيفضي الى رفض التقرير واعادته الى الفريق لمراجعته واستيعاب الملاحظات المطروحة واسقاط المغالطات التي اشتمل عليها وحذف الأهواء التي احتواها..
ولا أعتقد ان يلقى هذا التقرير أي تعاطف او توافق من قبل المتحاورين سوى المكون الذي صاغه، أو من قبل المزايدين فقط.. اما الأغلبية فسيرفضونه وسيعيدونه الى حيث أتى.
♢ ما موقفكم أنتم أبناء المحافظات الجنوبية ممن يدعي انه الممثل الشرعي لابناء الجنوب؟
- أبناء المحافظات الجنوبية يمثلون أنفسهم عبر وسائل وطرائق مشروعة ومعروفة ومنها انتخاب ممثلين عنهم في المجالس سواء المحلية او النيابية.. ويدركون تماماً حجم القضية الجنوبية، ومن له الحق ان يتحدث عنها، كما يعرفون تماماً الأدعياء الذين يتوهمون انهم الأوصياء عن الجنوب وابنائه..
ونقول لأدعياء الوصاية ان ابناء الجنوب لفظوا منذ سنوات سياسة الاقصاء والادعاء والتهميش، ولايمكن ان يقبلوا بأحد أو فصيل محدد ليدعي انه ممثلهم الوحيد.
كما ان القضية الجنوبية لاتعني الصراخ او الاحتجاج او المزايدة والمناكفة وليست القضية مفصَّلة على فصيل بعينه، فهي جهد الجميع من ابناء المحافظات الجنوبية ولايمكن لأحد ان يجعل منها ملعباً لنزواته او شماعة لاحقاده ومصالحه.. ولايمكن لابناء المحافظات الجنوبية ان يقبلوا بسياسة الحزب الواحد او العودة لماضي الشمولية والتعسف.
♢ قيادات حراكية في مؤتمر الحوار هددت بفتح الملفات.. برأيك ما المغزى من هذا التهديد؟
- هذه مجرد استعراض لبطولات وهمية واستلفات للأنظار، وربما الغرض منها الابتزاز السياسي، وهي ورقة لم تعد مجدية وغير مرغوبة في الملاعب السياسية، لأن من يفتح ملفاً يكون أول من يدفع ثمن مافيه ويكتوي بناره..
المستغرب له ان يصدر هذا الكلام من اشخاص يشاركون في مؤتمر الحوار وهم يدركون ان هذا المؤتمر معني باغلاق الملفات وطي صفحة الماضي..
♢ لماذا يضيق البعض في مؤتمر الحوار من الآراء التي لاتتوافق مع رغباتهم وأهوائهم؟
- لأنهم تربوا على النهج الشمولي والقمع والاقصاء والتهميش والتعجرف.. هؤلاء لايعرفون شيئاً عن الحوار والقبول بالآخر، ولو كانوا يعرفون شيئاً عن ذلك لما وجدتهم فصائل متناثرة ومتناحرة ولايعرفون سبيلاً لجمع كلمتهم ورؤيتهم حول القضية الجنوبية التي يزعم كل واحد منهم انه المسئول عنها.
♢ هل تتوقع ان يفرض مكون ما رأيه في مؤتمر الحوار على المكونات الأخرى فيما يتعلق بالقضية الجنوبية؟
- الحوار الوطني بُني على التوافق ولايستطيع أحد ان يفرض رأيه فيه او يمرر مشروعه من خلاله، ولن تحل قضية إلا بتوافق الجميع، ولامجال في مؤتمر الحوار لاستعراض العضلات.
♢ هل وقفت الرؤى المقدمة من المكونات المشاركة في الحوار على جذور القضية الجنوبية؟
- هناك 17 رؤية تقريباً قدمت حول جذور القضية الجنوبية منها 12 رؤية أرجعت الجذور الى عام 1967م وهذا هو الطرح السليم وهي الحقيقة التي يدركها غالبية ابناء المحافظات الجنوبية.
♢ برأىك لماذا يتمترس البعض وراء الدعوات الانفصالية رغم الموقف الدولي المساند والداعم للوحدة؟
- من الطبيعي جداً ان نجد من لايريد للوطن الاستقرار ولا للوحدة الاستمرار.. وكل ما كان حل القضية الجنوبية في متناول الجميع تجد أعداء الوحدة يطفون على سطح المشهد السياسي ويبدأون حملتهم المناهضة للحل.. وترفع سقف المطالب حتى لايصل مؤتمر الحوار الى حل شامل وعادل للقضية الجنوبية.. وعلى المتمترسين وراء مشاريعهم التآمرية ان يدركوا أن غالبية ابناء المحافظات الجنوبية متمسكون بالوحدة، وان هناك فئة صامتة الى الآن وتتحين الوقت المناسب لقول كلمتها..
♢ ما الحل العادل للقضية الجنوبية؟
- دعنا لانستبق الاحداث ولانحدد الحلول.. المكونات مجتمعة تبحث بعمق عن حلول ترضي الجميع وتلامس الهموم وتحقق الطموحات المشروعة وتحافظ على المكاسب في اطار الوطن الموحد..
وعلى أبناء المحافظات الجنوبية ان يثقوا بأن مؤتمر الحوار سيخرج بحل شامل وعادل لقضيتهم، وفقاً لصوت الشارع وليس استناداً على رؤية فلان او صياح علان.
♢ وما الذي يجب على المتحاورين القيام به تجاه الوحدة؟
- أمام اعضاء مؤتمر الحوار فرصتهم التاريخية لترسيخ وتعميق الوحدة وجعلها مكسباً جاذباً لكل ابناء اليمن، وهذا يتطلب منهم تقديم حلول ناجعة لكل القضايا لتضميد الجروح وطي صفحات الماضي.. وعلى المتحاورين ان يتخذوا القرارات والحلول بشجاعة اذا كانت تحت اطار الوحدة وعليهم ان يثقوا تماماً ان الحلول في اطار الوحدة ستكون مرضية ومقبولة عند الجميع.
♢ كلمة اخيرة..؟
- أؤكد لابناء الشعب اليمني خصوصاً في المحافظات الجنوبية ان بالوحدة كبرنا وتفاخرنا أمام العالم.. وبها نهض وطننا.. وفي ظلها أمنا على تاريخنا ومجدنا ان يظل في القمة..
وبالوحدة احترمنا الآخرون وجعلوا لنا قيمة.. وستظل الوحدة اليمنية خيارنا الاستراتيجي، ومنها نستمد قوتنا.
ولولا هذا المنجز التاريخي العظيم لما كانت هناك نهضة في مختلف المجالات التي لاينكرها إلا جاحد.
فلاتجعلوا السلبيات الطفيفة تطغى وتغطي على الايجابيات التي لاحصر لها.. ولاتجعلوا المناكفات والسياسة الغبية تهدد وحدتكم التي بها عزكم وعز ابنائكم وأحفادكم..
واحذروا المغالطات الزائفة التي تسيئ للوحدة اليمنية وتحملها حماقة البعض واخطاء المتنفذين.
كما ادعو زملائي في مؤتمر الحوار الى تحمل بعضهم البعض لحلحلة الأمور باتجاه الحلول الملبية لكل التطلعات تحت مبدأ عدم إقصاء أي طرف..
|